U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - تنزيل الأشياء وتنزيل الرحمة - خزائن الله -0138

   


٢٣- تنزيل الأشياء وتنزيل الرحمة



٢٣أ- خزائن الله:   

في أرضنا خزائن وفي كل كوكب وكل سماء خزائن لقوله تعالى﴿ ولله خزائن السماوات والأرض ﴾(٧-٦٣). وهو سبحانه من يعلم بمواقعها وفوائدها ولمن سيهبها. قال أيضا﴿ قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذا لأمسكتم خشية الإنفاق ﴾(١٠٠-١٧) فهي خزائن رحمة الله لعباده.

والخزائن لها مواقع مختلفة: ما في باطن الأرض تحت الثرى، وما في جو السماء كالسحب، وما في الطبقات الفضائية التي تحيط بأرضنا وبكل كوكب وبمركز كل مجرة، وما في الطبقات التي تحيط بالمركز العظيم الذي تحت الأرض السابعة. فالخزائن التي في العوالم البينية والتي في السقوف السماوية والتي في جنات المأوى الدنيوية يمكن أن تعتبر من خزائن طبقات هذا المركز ( أنظر الفقرة ٣٦ب ) وصدرت عن الرتق الأول الذي فتقه سبحانه. وتشكل مع خزائن كل المراكز خزائن العالم الدنيوي. وكل ما ينزل إلى الأرض من أشياء مصدره موقع معين في هذا العالم. أما خيرات جنة الخلد فلا علاقة لها بعالمنا. فلا ينزل أي شيء منها إلينا ( ربما باستثناء أرواحنا كما رأينا التي كانت فيها قبل وجودنا في اﻷرض والله أعلم ).

روى البزار حديثا ليس بالقوي قال رسول الله  « خزائن الله الكلام فإذا أراد شيئا قال له كن فكان ». ومع ذلك هذا الحديث لا ينفي وجود خزائن في مختلف المستويات يكون الله قد خلقها في أول الأمر بكلامه " كن" وينزلها بنفس الأمر أيضا. منها ما يدور حول الكواكب وحول مراكز المجرات، ومنها ما يبتعد عن المركز العظيم بفعل قوة " إتيان الأرض والسماء " التوسعية. وسنرى تفسير ذلك في محله. وقال الغني الكريم ﴿ وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم ﴾ (٢١-١٥) فمنذ أن بدأ الله خلق السماوات والأرض وهو ينزل ما يشاء بقدر معلوم. وإذا كان قد أخرج الماء والمرعى من الأرض نفسها فقد أنزل وينزل مواد أخرى بقدر ربما كبعض الأحجار والمعادن ( أنظر الفقرة ٣٥ج  والفقرة ٣٦ ). ففي هذا الأمر إذن إنزال وإخراج. ما أنزل لتكوين الأرض خصوصا في اليوم الأول لخلقها يوم دوران الضغط كالمعادن وبعض الحجارة، وما أخرج منها في اليوم الثاني أي مع بداية دوران التفكك كالحمم والماء والمرعى والأملاح والغازات، وأيضا ما أخرج منها بعد تنزيله من السماء. فقوله تعالى﴿ أخرج منها ماءها ومرعاها ﴾ (٣١-٧٩) دليل غير مباشر على أن أشياء أخرى لم تخلق في الأرض وإنما نزلت من السماء أولا. قال تعالى عن الحديد﴿ وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس ﴾ (٢٥-٥٧) ولا شك أنه أنزل كميات هائلة منه أثناء خلق الأرض. ولا يزال ينزل على شكل قطع صغيرة جدا من الفضاء الذي يحيط بأرضنا. بالتالي يمكن القول بأن المعادن وبعض الأحجار إلا ما شاء الله خلقت في أول الأمر في الفضاء بعيدا عن مركز الأرض ثم أنزلت، بعضها في اليوم الأول والبعض الآخر في اليوم الثاني ثم اختلط ما خلق في الأرض بما أنزل. أنظر تفاصيل في الفقرة ٣٤ب٣ج.


   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة