U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - طبقات المركز العظيم -0253

   

  ٣٦- نوعية المواد في طبقات الدنيا والآخرة (2/5)

 

 

٣٦ب- طبقات المركز العظيم:

المركز العظيم هو مركز الدنيا تماما في وسط حلقة الكرسي. وحوله طبقات كما حول مركز كل مجرة وكل كوكب. والأرضون السبع بكل مجراتها العديدة هي أقرب الطبقات إليه. أما السماوات السبع فخلقت في طبقاته البعيدة. صلابة كل سماء أكثر من صلابة التي تحتها. قال تعالى﴿ وبنينا فوقكم سبعا شدادا ﴾(١٢-٧٨) وجاء في الرواية ( فقرة ٢٥ج٩ ) أن السماء الدنيا أشد بياضا من اللبن واخضرت من خضرة جبل قاف والثانية من حديد والثالثة من نحاس والرابعة من فضة والخامسة من ذهب والسادسة من جوهرة والسابعة من ياقوتة » ويتبين هنا أن طبقات المعادن بعيدة عن المركز.

وكل الطبقات التي تحيط بالكواكب والتي تحيط بالمجرات وأيضا التي تحيط بالمركز العظيم هي المواقع الأولى لخزائن السماوات والأرض ( أنظر الفقرة ٢٣ ). فهناك خلقت. وينزلها الله بقدر معلوم.

وإذا كانت خزائن كل كوكب تدور حوله وخزائن كل مجرة تدور حول مركزها فخزائن السماوات السقوف التي هي من خزائن المركز العظيم لا تدور الآن بل تبتعد عنه في خطوط مستقيمة تماما كابتعاد المجرات عنه. وتخضع في نفس الوقت لجاذبيته ولأمر الله بالإتيان أي بالابتعاد عن ذلك المركز والاقتراب من حدود الكرسي.

ولا شك أن الروضات التي في جنة المأوى التي عند سدرة المنتهى تخضع أيضا لجاذبية المركز العظيم ( وهي مستقرة على أغصان السدرة ). وهي من طبقاته البعيدة جدا. من أعلى ما خلق في الدنيا. فخلق بناؤها بلا شك من الذهب وأفضل الأحجار الكريمة الصلبة. جاء في حديث الإسراء أن فيها جبال اللؤلؤ وترابها المسك ( وبالتالي لا يوجد فيها تراب كالذي في أرضنا. ولما أراد الله خلق آدم بعث ملكا ليجلبه منها. والجبال في جنة المأوى لم تنتج عن براكين لأن لا براكين هناك ولا حمم كما رأينا سابقا لكن بلا شك يوجد رتق في كل روضة صدر من الرتق اﻷول التي خلقت منه السماوات واﻷرض. وبه تبقى اﻷشياء ثابتة هناك بينما أجزاء الروضة ملتصقة به دون دوران حوله، تماما كما في جنة الخلد والله أعلم. 

أما الجاذبية في سقوف السماوات فتتناسب مع حجوم الأشياء والنور الذي منحه الله إياها. إن الإنسان عندما يصعد في السماء ينقص وزنه لأن جاذبية الأرض تنقص كلما ابتعد عنها. أما الملك الذي يصعد من سقف سماوي إلى الذي فوقه فحجمه يزداد بفعل التوسع ودخول نور الكرسي أكثر فأكثر في ذراته. فتزداد عليه جاذبية السماء العليا التي يقصدها وتنقص جاذبية السماء التي تركها في اسفل. وبالتالي سيتوافق " وزنه " ونوره مع مستوى الجاذبية في كل سماء. ويمكن له الاستقرار فيها والله أعلم. ونذكر أن وزن الملك لا علاقة له بالرتق وجاذبيته.


   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة