U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - أعمار مختلف أنواع الجن والإنس -0097

   

٢١- الخلق في السماوات والأرض (12/46)

 

 

ت- أعمار مختلف أنواع الجن والإنس:

إن جن وإنس كل قطر من أقطار السماوات والأرض سيملؤون فوق أرض المحشر مساحة لها عرض لا يتعدى عرض القطر الذي هم فيه في الدنيا والذي يبقى أصغر من عرض الطبقة السابعة لجهنم من اليمين إلى الشمال ( لقد بينا أن الطبقة السابعة لن يكون فيها إلا بنو آدم وبنو إبليس. وكذلك كل نوع آخر من الإنس ومن معهم من الجن سيكون كفارهم في منطقة في طبقات جهنم لها نفس العرض ). فمجموع عددهم هو نفسه في كل قطر. لكن لم يبدأ خلقهم في نفس الوقت. فخلق أولا الذين في الكواكب التي في أقصى اليمين والذين في أقصى الشمال ثم بعد زمن خلق الذين يلونهم ثم بعد زمن آخر خلق الذين يلون هؤلاء ... الخ حتى جاء دور بني آدم الذين في الوسط. وهذه قاعدة عامة في الخلق. لقد رأينا أن الله يمنح كل مخلوق خلقه أقدمية تساوي حينا من الدهر قبل خلق الذي يليه. وبما أن مجموع عدد الجن والإنس هو نفسه في كل قطر ( فلكل نوع منهم نفس مقدار الزاوية من الفضاء في الدنيا وأيضا في جنة الخلد. أما عدد أهل النار من كل نوع فينقص كلما ابتعدنا عن الوسط بينما عدد أهل الجنة منهم يزيد ) وأنهم لم يخلقوا في نفس الوقت فأعمارهم تختلف. وأقصر عمر هو لبني آدم لأنهم آخر خلق الله. لذلك سرعة تناسلهم وسرعة موتهم أكبر من سرعة تناسل وموت الذين يلونهم في الكواكب الأقرب إليهم. وسرعة تناسل وموت هؤلاء هي الأخرى أكبر من سرعة تناسل وموت الذين يلونهم في الكواكب الأبعد منهم عن الوسط ... الخ. ذلك لكي يتم عدد خلق الكل قبل قيام ساعة الفناء بقليل جدا. فالله سبحانه بعد خلق أي نوع من الجن أو الإنس يتركه يتكاثر حتى يمر وقت محدد. حينها يخلق النوع الذي يليه ويتركه يتكاثر هو أيضا حتى يمر نفس ذاك الوقت المحدد ثم يخلق نوعا آخر ... الخ ( بل حتى الكواكب والمجرات كما سنرى خضعت للتدرج في خلقها. والحيوانات أيضا لكن هنا فقط لأجل التوازن في ما بينها. أنظر الفقرة ٣٥ح٢ ). وما بقي من الزمن إلى قيام الساعة كاف تماما لخلق ما تبقى من كل نوع رغم اختلاف أعمارهم لأن سرعات تناسلهم مختلفة. وربما قد تساوي تلك النسبة الثلثان ويبقى الثلث ( أو الثلث ويبقى الثلثان أو غير ذلك والله أعلم ) نظرا لوجود قاعدة الثلث كثيرا في جل عمليات الخلق والله أعلم ( وسوف نرى في الفقرة ٤٤ج٣خ أيضا أن ذلك الوقت المحدد الذي بين بداية خلق نوع وبداية خلق الذي يليه هو نفس الزمن بين الوقت الذي تمر أثناءه حلقة أرضية على نقطة معينة في الفضاء والوقت الذي تمر عليها أثناءه الحلقة الأرضية التي تحتها مباشرة. فيكون عمر كل خلق من أوله إلى آخره أكبر بزمن محدد من عمر الخلق الذي خلق بعده. وكذلك بالنسبة للعمر المتوسط لأفرادهما. وليس لدينا ما نستعين به لمعرفة هذا الزمن المحدد بالضبط اللهم إلا في الحديث النبوي الذي ربما قد يقصد أيضا هذا الأمر والله أعلم « ما أعماركم في أعمار من مضى إلا كما بقي من النهار في ما مضى » ( أنظر الفقرة ٤٤أ ). ونضيف أن الجن في كل كوكب خلق جزء منهم قبل خلق الإنس الذين سيكونون معهم. كل شيء عند الله بمقدار. وقيل هم أكثر من الإنس وأعمارهم أطول من أعمارهم. ولا يكون ذلك صحيحا إلا إذا كانوا يخلقون أو يولدون كل مرة بعدد مضاعف لتبقى سرعة تناسلهم أصغر من سرعة تناسل الإنس. فلو كانت سرعتا تناسلهم وموتهم هما الأكبر لوصل نوعهم إلى فنائه قبل ساعة الفناء.  


   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة