٤٤- الساعة (45/114)
خ- بعد الأرض الأولى عن مركز الدنيا يوم خلق آدم:
رأينا أن بعد المستوى الذي خلق فيه آدم في جنة المأوى العليا عن مركز الدنيا كالمسافة بين الحدود التي بين جنة الخلد وجهنم وبين الزاوية السفلى التي في أسفل الدرك من النار. ولكي تعرف كم كان مقدار بعد الأرض الأولى حينها يجب أولا أن تعرف أن غلظ كل أرض يساوي ثلاث مرات غلظ الأرض التي تحتها وجدر مربع ثلاثة غلظ العالم البيني الذي بينهما. وكذلك بالنسبة للسماوات السقوف ( وسوف نرى دلائل على ذلك في محله ). بعد ذلك عليك بجمع مضاعفات كل تلك الأرقام التي تخص علو جهنم ابتداء من أسفلها والذي له وحدة بمقدار معين وجمع مضاعفات كل الأرقام التي تخص بعد جنة المأوى العليا الدنيوية ابتداء من أسفل الدنيا والذي كان له يوم نزول آدم إلى الأرض وحدة صغيرة بمقدار معين. ثم تجعل المجموعين متساويين لتعرف مقدار كل وحدة بالنسبة للأخرى. ثم عليك بجمع مضاعفات الأرقام التي تخص بعد الأرض الأولى عن مركز الدنيا وسيتبين لك أن هذه الأرض يوم خلق آدم كانت تبعد عن مركز مركز الدنيا بنفس المسافة التي بين أسفل جهنم ووسط علو الدرك الأسفل تقريبا ( بالضبط ٤٥ , ٠ علو الدرك ). وعلو الأرضين السبع بكل مجراتهن كان يومئذ كله تحت ذلك المستوى ( ونشير إلى أن مدة عمر الكون كانت تقريبا كلها تحته أي ٧ , ١٣ مليار سنة كما قيل ). وكانت الأرض السابعة حينها أقرب إلى مركز مركز الدنيا بمسافة مقدارها كما بين أسفل جهنم و ٠٠٠٤١ , ٠ علو الدرك. أنظر التفاصيل الحسابية ١٥.
ويمكن أن نضيف والله أعلم أن لما كانت الأرض الأولى في مثل هذا العلو الأخير خلق الله الأنواع من الجن والإنس الذين فيهم فقط عصاة الذين سيدخلون الطبقة الأولى من جهنم. ثم لما كانت الأرض الثانية في مثل هذا العلو الأخير خلق الله الأنواع من الجن والإنس الذين سيدخل عصاتهم وكفارهم الطبقة الأولى والثانية من جهنم. ثم لما كانت الأرض الثالثة في مثل هذا العلو الأخير خلق الله الأنواع من الجن والإنس الذين سيدخل عصاتهم وكفارهم الطبقة الأولى والثانية والثالثة من جهنم ... الخ. أي ربما لم يخلق أي نوع حتى وصلت أدنى أراضيهم المتشابهة بالنسبة لهم ( والتي تتطابق مع طبقات كفارهم في جهنم ) إلى ذلك المستوى. ولما وصلت إليه الأرض السابعة خلق بنو آدم. وربما خلق الذين قبل كل هؤلاء المحاسبين بنفس النظام. أي ربما لما وصل سقف السماء الأولى إلى ذلك المستوى خلقت الأنواع من الجن والإنس الذين كلهم مؤمنون ويخلفون بعضهم بعضا. وقبل ذلك لما وصل سقف السماء الثانية إلى ذلك المستوى خلقت الأنواع من الجن والإنس الذين كلهم مؤمنون ولا يموتون حتى تقوم الساعة. ونفس النظام ربما مر به خلق الملائكة ( هذا إن كانت نفس المدة التي بين خلق كل خلق والذي يليه تعني الملائكة أيضا ). لما وصل سقف السماء الثالثة إلى ذلك المستوى خلقت ملائكة السماء الأولى وهم آخر الملائكة خلقا. ولما وصل سقف السماء الرابعة إلى ذلك المستوى خلقت ملائكة السماء الثانية ...الخ.
ويتبين هنا أن البشرية بدأت بأقصر طول ممكن بعد نزول آدم إلى الأرض ( طول أسفل سافلين خصوصا الذين كفروا من ذريته حينها وأصبحت نفوسهم في الأرض السابعة. وعلى الناس أن يؤمنوا بالله ويجتهدوا لكيلا يخلدوا في النار في مثل ذلك الطول أو أقرب ). ويتبين أن الكفار يوم الفناء وأنفسهم في الأرضين السفلية لن يبلغ طولهم الطول الذي كان لآدم لما أسكن جنة المأوى. لكنهم سيبعثون به مؤقتا ثم يتم الخسف بهم إلى الأرضين السفلى لينقص طولهم حسب معتقداتهم وجرائمهم. أما المؤمنون يوم الفناء فسيبلغونه مؤقتا ثم يفنون كما رأينا ثم يبعثون به ثم تمد أجسامهم أكثر حسب إيمانهم وأعمالهم.
إرسال تعليق