٧٢- الله تجاه المؤمنين
(2/3)
٢- يؤلف بين قلوبهم ← فصل المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٤ث (١٠٣-٣)
وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمُ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٦٣-٨) أي جمع سبحانه بين قلوب الأوس والخزرج الذين كانوا أعداء. فالحرب كانت تقوم بينهم لأي سبب حتى جاء الإسلام ووحدهم. وألف أيضا بين المهاجرين والأنصار هؤلاء. عزيز حكيم: أي له العزة فأيدك بنصره وبالمؤمنين. وله الحكمة فألف بين قلوب المؤمنين بحكمته.
٣- ينزل عليهم السكينة والطمأنينة
أ- هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ (٤-٤٨) أنظر آية أخرى في فصل المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٤ب (٢٦-٤٨) وذلك في صلح الحديبية حين استجابوا لله والرسول ﷺ. السكينة: هي هنا الطمأنينة من الله. فقد زادت من يقين المؤمنين بالله حيث أزالت كل شك فيه وكل خوف من العدو.
ب- قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى (٥٩-٢٧) قل الحمد لله: قل يا محمد: الحمد لله على هلاك الكفار وسلام على الذين اصطفاهم فنجاهم من العذاب. اصطفى: اختار. الذين اصطفى: وأعظمهم الأنبياء.
ت- أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦٢-١٠) لا خوف عليهم: لا خوف عليهم فيما سيستقبلونه من أهوال الآخرة. أي لن يخيفهم أي شيء. ولا هم يحزنون: أي لن يحزنوا على دنياهم أو لن يصيبهم ما يحزنهم.
ث- الملائكة تطمئنهم كذلك: ← فصل الملائكة ٢-١٩أ (٣٠إلى٣٢-٤١)- ١٩ب-١٦
ج- ويفسح الله لهم حتى في تصرفهم الحسن في مجالسهم: فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ (١١-٥٨) فافسحوا: فافسحوا لبعضكم البعض أي توسعوا ليتمكن الكل من رؤية النبي ﷺ والاستماع إليه. يفسح الله لكم: أي لا يضيق عليكم بل يوسع لكم في الدنيا وفي الآخرة.
٤- يثبتهم
أ- بقوله : يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ (٢٧-١٤)
ب- ويؤيدهم بروح منه: وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ (٢٢-٥٨) أي المؤمنون الذين لا يوادون من حاد الله ورسوله. بروح منه: أي بما يحيي ويوقظ بصيرتهم وعزيمتهم ونفوسهم حتى لا يضعفوا أمام ذويهم إن كانوا كافرين ولكي يصبروا على كل حال.
٥- يحميهم ← فصل الله الولي ١(٥٨) ١٣- فصل الجن ٤٩-٣٤
ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا (١١-٤٧) ذلك: أي تدمير الكافرين ونصر المؤمنين. مولى: أي ولي وناصر.
ويذهب عنهم رجز الشيطان: وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ (١١-٨) الآية في غزوة بدر.
٦- وينصرهم
٦أ- فصل الله الولي ١(٥٨) ١٣
٦ب- إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ (٣٨-٢٢) وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (٤٧-٣٠) يدافع عن الذين آمنوا: ولا يدافع عن الذين كفروا كما يتبين بغضه لهم في آخر الآية. أي مهما الظروف القاسية التي تمرون بها أيها المسلمون فالله معكم. وسيتبين لكم دفاعه عنكم. فهو دوما يصرف عنكم ما لا يريد من شر الكافرين. خوان: أي كثير الخيانة مع الله ومع خلقه. وأعظمها خيانة العهد مع الله وفطرته التي جعلها في الإنسان بناء على تقبله أمانته سبحانه. كفور: أي شديد الكفر والجحود بنعم الله. حقا علينا ...: أي جعل الله نصر المؤمنين واجبا عادلا عليه أن ينفذه. نصر المؤمنين: أي يوم انتقمنا من المجرمين. وهذه سنة الله.
كما أيد الحواريين: فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ (١٤-٦١) فأيدنا: فقوينا. على عدوهم: أي على الكفار المعتدين. ظاهرين: غالبين. أي بعد فترة من رفع عيسى عليه السلام أيد الله المؤمنين به.
٦ت- في الدنيا وفي الآخرة: إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ (٥١-٤٠) أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٢٢-٥٨)←أنظر فصل الله القوي ١(٢١) ٤ - لننصر رسلنا والذين آمنوا: لننصرهم عاجلا أو آجلا في الدنيا. ويوم يقوم الأشهاد: وهو يوم القيامة. أولئك: أي المؤمنون الذين لا يوادون من حاد الله ورسوله.
٦ث- ينصرهم بكلمته السابقة لهم: وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (١٧١-٣٧) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ (١٧٢-٣٧) وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ (١٧٣-٣٧) المنصورون: المنصورون من الله بالحجة وبالقوة. جندنا: وهم المؤمنون الذين يطيعون الله ورسوله ﷺ في كل صغيرة وكبيرة.
٦ج- لكن عامة يريد قبل ذلك تمييز المؤمنين عن الكافرين: |
فصل الجهاد والقتال ٨٥-٧ |
مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ (١٧٩-٣)
أي ما كان الله ليترك المؤمنين على ما أنتم عليه أيها المسلمون من اختلاط المؤمن بالمنافق حتى يميز بينهما. والتمييز هنا في عالم الشهادة بينما هما مميزان عند الله في عالم الغيب.
٧- ينجيهم
ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنَجِّ الْمُؤْمِنِينَ (١٠٣-١٠) وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (١٨-٤١) ← أنظر فصل كل نبي على حدة. حقا علينا: أي جعل الله نصر المؤمنين واجبا عادلا عليه أن ينفذه. الذين آمنوا: أي من قوم هود وقوم صالح.
٨- تجاه الذين يجاهدون في سبيله ← فصل الجهاد ٨٥-٤-٥-٦
ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (١١٠-١٦) استئناف في موضوع الذين أكرهوا على التلفظ بالكفر وقلوبهم مطمئنة بالإيمان كعمار الذين ذكروا في الآية السابقة. وهذه الآية بيان لمصيرهم عند الله. وهم قوم لم يتمكنوا من أن يهاجروا مع الأولين إلى المدينة. فلم يهاجروا إلا بعد ما فتنوا أي عذبوا أو كادوا يفتنون عن دينهم. فتاب الله عليهم بعد أن جاهدوا هم أيضا مع النبي ﷺ. بعدها: أي بعد الفتنة التي جعلتهم يتلفظون مكرهين بالكفر. فهي التي تغفر خصوصا بعد الهجرة والجهاد والصبر.
يتخذ منهم شهداء: وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ (١٤٠-٣) شهداء: شهداء على الناس وأعمالهم. وأعظمهم شهداء المعركة. نزلت بعد غزوة أحد.
إرسال تعليق