٦٠- اعتقادات الكافرين
(10/11)
٢٩- يؤمنون بقوتهم وعلمهم ← فصل القرون القديمة ٥٣-٤س
وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمُ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا (٧٣-١٩) وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمُ أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا (٧٤-١٩) فالكافرون يتباهون بما هم فيه من النعيم ظانين أنهم مع كفرهم أفضل من المؤمنين. وكم أهلكنا قبلهم من ...: هذا رد على الذين يتباهون بما هم فيه من النعيم. ورئيا: أي منظرا. وهو من الرؤية.
قال قارون: قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي (٧٨-٢٨) كان مغرورا بماله الكثير وبذكائه. أوتيته على علم عندي: أي مالي نتيجة خبرتي في شؤون التجارة وإدارة المال. والعلم هنا ليس التوراة كما قيل لأنه كان غنيا قبل نزولها. ثم إنه كان كافرا كما قال تعالى: إلى فرعون وهامان وقارون فقالوا ساحر كذاب (٢٤-٤٠).
قال الله للكفار في زمن النبوة: أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُوْلَئِكُمُ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ (٤٣-٥٤) أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ (٤٤-٥٤) سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (٤٥-٥٤) بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ ( ٤٦-٥٤) أكفاركم خير ...: أي خير في القوة والمنعة ؟ أولئكم: أي من المذكورين من قوم نوح إلى فرعون. يعني كفاركم ليسوا أفضل من هؤلاء الذين أهلكناهم. فلا يظنون أنهم سيسلمون من عقاب الله. براءة: أي ما يبرئكم من العقاب. أي سلامة منه. جميع منتصر: جمع منتصر. أي نحن جماعة متحزبة عليكم أيها المسلمون لا تغلب والنصر دائما حليفها. سيهزم الجمع: أي جمع الكفار. ووقع ذلك في بدر وغيره. ويولون الدبر: أي سيفرون من المسلمين ولا يقدرون على المواجهة. الساعة: وهي ساعة يوم الحساب. أدهى: أي أعظم بلية وداهية من انهزامهم في الدنيا. وأمر: أي أشد مرارة من عذاب الدنيا.
أنظر أمثلة أخرى عن قوم هود ( فصل هود ١٤-٤) وفرعون ( فصل موسى ٢٦-٣٦)
- وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (٣٤-٣٤) وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (٣٥-٣٤) قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (٣٦-٣٤) وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا (٣٧-٣٤).أَيَحْسِبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ (٥٥-٢٣) نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لَا يَشْعُرُونَ (٥٦-٢٣) مترفوها: منعموها. لا يعلمون: لا يعلمون أن مستوى أرزاقهم من عند الله. أيحسبون ... نسارع لهم في الخيرات: أي هل يظنون أن إمداداتنا تلك من الخير لهم وأننا نعجلها لهم لمكانتهم عندنا ؟ لا يشعرون: لا يشعرون بما يمكر الله ضدهم بهذا الإمداد.
- أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا (٧٧-١٩)
قال فرعون عن موسى: فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسَاوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ (٥٣-٤٣) فلولا ألقي عليه: أي من عند الله.
الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسِبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (١٠٤-١٨).كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (١٢٢-٦) ضل سعيهم: أي بطلت أعمالهم لأنها لغير وجه الله وغير مشروعة. وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا: أي هم ضالون ويحسبون ... كذلك زين للكافرين ...: أي كذلك هم في الظلمات لا يعلمون وزين لهم ما كانوا يعملون.
٣٢- يزكون أنفسهم
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا (٤٩-٤) انظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا (٥٠-٤)
قيل نزلت في اليهود والنصارى. يزكون أنفسهم: أي يثنون على أنفسهم ويبرئونها من الذنوب وأنهم أهل تقوى ... فقالوا نحن أبناء الله وأحباؤه وأن الجنة لا يدخلها إلا من كان يهوديا بالنسبة لليهود أو نصرانيا بالنسبة للنصارى. يزكي: يطهر. وكفى به إثما مبينا: أي إثم افتراء الكذب على الله في ما يخص مكانتهم عنده وتحريف كتبه.
٣٣- ينجذبون إلى زخرف القول
وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (١١٣-٦) ولتصغى: تميل. إليه: أي إلى زخرف القول الذي يوحيه شياطين الجن والإنس ليحاربوا به الأنبياء. أفئدة: قلوب. وليرضوه: أي ليقبلوه راضين به. وليقترفوا ما هم مقترفون: أي ليكتسبوا ما هم مكتسبون من الذنوب والآثام.
٣٤- تجاه الصدقة
وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمُ إِلَّا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (٤٧-٣٦) وإذا قيل لهم: أي للمشركين. أنفقوا: أي على الفقراء والمساكين. إن أنتم إلا في ضلال مبين: هذه تتمة قول الذين كفروا للذين آمنوا. أنتم في ضلال لما تريدون أن ينفق على الفقراء. لو شاء الله لأغناهم. ولفظ " لو " يبين أن المشركين يعتقدون أن الله لا ولن يطعم هؤلاء. مبين: واضح.
٣٥- لا يؤمنون بـأهمية الموعظة
وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمُ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا (١٦٤-٧) في قصة القرية التي اعتدت في السبت. أنظر تفسير هذه الآية في فصل بنو إسرائيل ٥٥ - ١٦ت
٣٦- تجاه المؤمنين ← فصل المؤمنون والكافرون ١٠٣ ب
إرسال تعليق