٥٧- الشرك والمشركون
(2/14)
وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا (٤٨-٤) وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنثِ الْعَظِيمِ (٤٦-٥٦) افترى إثما: أي الشرك بالله افتراء واختلاق وكذب. وهو إثم عظيم.
٢- الشرك ظلم عظيم
قال لقمان لابنه: يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌعَظِيمٌ (١٣-٣١)
لظلم عظيم: أي للنفس. بالشرك يجعلها المشرك تنحني لمن لا حول له ولا قوة ويصيرها بذلك إلى النار. وقيل أن ابن لقمان كان كافرا فأسلم بمواعظ أبيه.
وقال تعالى في هذا الصدد: وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا (١٩-٢٥)
يظلم:أي هنا يشرك.
٣أ- وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا (٣٦-٤) وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (٣١-٣٠) فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٢٢-٢) وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (٥١-٥١) وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ (....)(٥١-١٦)(....) أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ (٥٢-١٦) فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (٧٤-١٦) فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (١١٠-١٨) فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (٣٠-٢٢) حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ (٣١-٢٢)
إلهين اثنين: أي الله وما تشركون به. أفغير الله تتقون: أي أبغيره تؤمنون وتخافون وتعبدون ؟ فلا تضربوا لله الأمثال: أي لا تجعلوا له أشباها وأمثالا وأندادا. إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون: أي كيف يمكن أن تضربوا له الأمثال وأنتم لا تحيطون به علما ولا تعلمون بتفاصيل عواقب ذلك ؟ بل هو العليم الذي بمقدرته ضرب الأمثال لكم ( كما في الآية التالية ) فيعلمكم بخطر الشرك عليكم.
قال رجل مؤمن: لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا (٣٨-١٨) لكنا هو الله ربي: أي لكن أنا فالله هو ربي. والمتكلم مؤمن أحد الرجلين اللذين جعل الله لأحدهما جنتين.
٣ب- الأوثان رجس: فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ (٣٠-٢٢)
٣ت- لم ينزل الله بالشرك من سلطان: فقرة ١٩ز١ (٢٣-٥٣)(٤٠-١٢)
وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَا لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (٧١-٢٢) سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا (١٥١-٣) قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي (...) وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا (٣٣-٧) أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ (٢١-٤٢) للظالمين: أي للمشركين. وما للظالمين من نصير: أي لا أحد سينصرهم عند الله وآلهتهم لن تشفع لهم. أم لهم شركاء: أي آلهة يزعمون أنها شريكة مع الله. شرعوا لهم: أي بينوا لهم ما سنوا. من الدين: والدين هو ما يشرعه الإله ليطاع به. ما لم يأذن به الله: وهو الشرك (أي لم يأذن به بأمر من عنده). لقضي بينهم: أي لحكم الله بين المشركين وشركائهم.
٣ث- وإلا فالخذلان: لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا (٢٢-١٧)
٣ج- والعذاب في الآخرة: فقرة ٣٧ف إلى ٣٧ن
٤- تعدد الآلهة لا يصلح لاستقرار الكون
← فصل الله الواحد ١(٣) ١٧ج (٩١-٩٠-١٩)
أ- لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا (٢٢-٢١) فيهما: أي في السماوات والأرض. لفسدتا: لفسدتا دون وجود الله لأنهما قائمتان بنظام واحد نظامه سبحانه. والفساد مآله الانهيار والزوال.
ب- مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (٩١-٢٣) إذا: حرف جواب. تقديره " لو كان معه إله لذهب كل إله ... ". لذهب ...: أي لانفرد كل إله بما خلق ولفسد الكون. ولعلا بعضهم على بعض: أي لقهر قويهم ضعيفهم وجعله تحت سلطانه. وبالتالي سينفرد القوي بالعبودية.
٥- فالله خير
ءَاللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا تُشْرِكُونَ (٥٩-٢٧)
قال يوسف: أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (٣٩-١٢) القهار: كثير القهر ولا شيء يمنعه عن قهر ما يريد. والقاهر هو الغالب الظاهر على كل الخلق.
٦- الله واحد ← فصل الله الواحد ١(٣)
• أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ (٦٠-٢٧) وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ (٩١-٢٣) إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ (٥١-١٦) لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ (٨٨-٢٨) لَا شَرِيكَ لَهً (١٦٣-٦) قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمُ إِلَهٌ وَاحِدٌ (١١٠-١٨)
• وحده الولي: فصل الله الولي ١(٥٨)
مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا (٢٦-١٨) أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ (٩-٤٢) أولياء: أي أربابا يتولون أمورهم. الولي: أي الذي يتولى أمور العباد.
• ولم يتخذ ولدا: مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ (٩١-٢٣)
وما ينبغي له: وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَانِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا (٩٢-١٩) مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ (٣٥-١٩) وما ينبغي: أي لا يليق به. ما كان لله أن يتخذ من ولد: أي لا ولم ولن يتخذ ولدا.
ولو أراد لفعل ولاصطفى من خلقه ما يشاء، ولكنه رحيم بخلقه. ووحدانيته رحمة للعالمين: لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا لَاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (٤-٣٩) أي لاصطفى من خلقه وليس من نسل إذ لا نسل له. و" لو" تنفي وقوع ذلك. الواحد: لا شريك له ولا ولد. القهار: كثير القهر ولا شيء يمنعه عن قهر ما يريد. فهو الغالب الظاهر على الكل.
شهادة الجن على ذلك: وَإِنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (٣-٧٢) تعالى جد ربنا: تعالت وتنزهت عظمة ربنا وجلاله عما ينسبون إليه من شركاء وأولاد.
٧- سبحانه تعالى عن كل شرك ← فصل الله الواحد ١(٣) ١١
أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ (٣-٣٩) وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا (٣٦-٤)
الدين الخالص: أي دون شرك أو نفاق أو تردد. والدين: الطاعة.
٩- والسجود له وحده← فصل الله الواحد ١(٣) ١٨
لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمُ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (٣٧-٤١)
خلقهن: أي خلق الآيات المذكورة في أول الآية. يعني الليل والنهار والشمس والقمر.
فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (١٨-٧٢) إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ (١٩٤-٧)
إن الذين تدعون ...: أي الذين تعبدون وترجون منهم الاستجابة.
١١- الرسل شاهدون على وحدانية الله ← فقرة ٢٠
وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَانِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ (٤٥-٤٣)
في هذه الآية تلميح بلقاء بين النبي محمد ﷺ والرسل الأخرى. وقيل تم ذلك ليلة الإسراء. وقيل أيضا:" واسأل من أُرسل إليهم من قبلك". آلهة يعبدون: فأنزل الله الآلهة المفترضة منزلة العقلاء لأنها لو كانت حقا لكانت منهم.
والله شاهد أيضا وكذا الملائكة وأولوا العلم : فصل الله الشهيد ١(٦٩) ١
إرسال تعليق