أ- وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (٢٧-٣٩) وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (٢١-٥٩) وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ (٣٥-٢٤) كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ (١٧-١٣) كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ (٣-٤٧)
من كل مثل: أي كل مثل يهم أمر دينهم ويجعلهم يتذكرون فيه. أنظر الفقرة التالية. لعلهم يتفكرون: أي في ضعفهم تحت عظمة الله فيخشعون له ويوحدونه ويطيعونه. كذلك يضرب الله للناس أمثالهم: أي يبين مآل أعمالهم ومصيرهم.
ب- لكن: وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا (٨٩-١٧) وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا (٥٤-١٨)
صرفنا: كررنا بأساليب مختلفة. من كل مثل: أي مثلا من كل ما يبين الحق من عند الله. وهذه الكلية من المعجزات إذ يستحيل على أي كان أن يأتي بمثل في الدين لم يذكره القرآن. أي لا يمكن لأحد أن يأتي بحقائق جديدة عن الله أو عن خلقه وأفعاله أو عن أي أشياء تهدي إلى الحق لم تذكر في القرآن. وكان الإنسان أكثر شيء جدلا: أي أكثر المخلوقات من يجادل في الحق.
ت- يضرب الله الأمثال للمؤمنين وللكافرين:
ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا ... (١٠-٦٦) وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا ... (١١-٦٦)
ث- وسيقال لهم يوم الحساب: وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ (٤٥-١٤)
ج- في القرآن أيضا عدة قصص: فصل القرآن ٩-٨ط
ح- ضرب الله الأمثال للناس عبر العصور ( أي للأمم الماضية ):
وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ (٣٩-٢٥)← فصل العقاب في الدنيا ١٠٧-٢١ت٢
٢- أمثال من كل نوع
إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا (٢٦-٢)
لا يستحيي: لا يمتنع حياء أو خجلا. مثلا ما: يعني أي مثل. بعوضة: حشرة صغيرة طائرة خفيفة ذات خرطوم تنزل على جلد الإنسان فتمتص به من دمه. فما فوقها: أي في الصغر أو الكبر.
٣- الأمر بالاستماع إليها
يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ (٧٣-٢٢)
الناس: والمقصود منهم هنا المشركون الذين يدعون من دون الله. ضرب مثل: أي إذا ضرب أي مثل من أي كان فاستمعوا له قبل أن ترفضوه. وهنا يمهد الله المشركين للاستماع لمثله الذي في بقية الآية.
٤- المؤمنون والأمثال القرآنية
فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ (٢٦-٢) وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ (٤٣-٢٩)
وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا (٢٦-٢) وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا (٣١-٧٤) وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصُدُّونَ (٥٧-٤٣)
منه يصدون: بضم الصاد: يصرفون عنه. وبكسر الصاد: يضجون ويضحكون منه.
٦- دور الأمثال في الهداية
يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ (٢٦-٢) الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (٢٧-٢) فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (١٧٦-٧) ... مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (٢٧-٣٩) ... كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ (٣١-٧٤)
يضل به كثيرا: أي بالمثل. الفاسقين: الخارجون عن إطاعة الله. الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه: وهم الفاسقون. وأعظمهم هنا من أهل الكتاب. لقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل ( بل ورفع الطور فوقهم بميثاقهم ) في أمور عديدة مفصلة في فصل بنو إسرائيل ٥٥ وفصل أهل الكتاب ٥٤. فنقضوا عهده بإفساد وصيته وأمره بتحريف وكتمان ما فيهما. ويدخل في هذه الآية أيضا كل من عاهد الله في شيء فنقض عهده سواء تجاه نفسه كنذر أو تجاه الناس كالحكام وأولياء الأمور وعامة الناس الذين ينكثون عهودهم وأيمانهم. ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل: أي كتبليغ آياته وكتبه وصلة الرحم وكل ما أمر بوصله. وكل من ينقض عهد الله أو يقطع ما أمر الله به أن يوصل أو يفسد في الأرض فهو من الضالين لا يعي معاني الأمثال القرآنية بل تزيده ضلالا. كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء: أي قد يهديك أو يضلك بالأمثال. الخاسرون: الذين خسروا في اختبار الدنيا فصاروا إلى الجحيم. ففي الآخرة خسران أو فوز. فهؤلاء الكفار لن يتمتعوا بأنفسهم في الآخرة بل سيكونون في سجن في نار جهنم.
فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (٧٤-١٦) لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ (١١-٤٢)
فلا تضربوا لله الأمثال: أي لا تجعلوا له أشباها وأمثالا وأندادا. إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون: أي كيف يمكن أن تضربوا له الأمثال وأنتم لا تحيطون به علما ولا تعلمون بتفاصيل عواقب ذلك ؟ بل هو العليم الذي بمقدرته ضرب الأمثال لكم ( كما في الآية التالية ) فيعلمكم بخطر الشرك عليكم. ليس كمثله شيء: أي لا يوجد شيء يشبهه لا في ذاته ولا في صفاته.
وله المثل الأعلى: فصل المثل الأعلى ١(٢٠) وفصل الله بكامله.
أما الكافرون في هذا الصدد: وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ (٧٨-٣٦) وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَانِ مَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (١٧-٤٣)
وضرب لنا مثلا ونسي خلقه: فالمثل هو أنه قال من يحيي العظام وهي رميم. ونسي أنه خلق من أقل من ذلك. من نطفة وقبل ذلك من طين. وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا: أي إذا بشر أحد المشركين بأنثى كمولودة له وقد زعموا هم أن لله بناتا ... ضرب للرحمن مثلا: والمثل هو أن نسب لله بناتا. مسودا: أي مغتما غير مبشور. كظيم: أي يكظم غيظه في قلبه.
إرسال تعليق