٤٦- الأمثال
(8/17)
فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ (٥٩-٥١) ظلموا: وأعظم الظلم الشرك. ذنوبا: أي نصيبا من العذاب. وأصل الكلمة الدلو الكبيرة المملوءة. أصحابهم: أي في الكفر وفي جهنم. وهم أمثالهم من الأمم السابقة.
وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلَاتُ (٦-١٣) فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشًا وَمَضَى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ (٨-٤٣) قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ (١٣٧-٣) وَمَثَلًا مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ (٣٤-٢٤) وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ (٥١-٥٤) إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ (٥-٥٨) وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا (١٠-٤٧) بالسيئة: أي بالعذاب. قبل الحسنة: أي بدل الرحمة الإلهية. المثلات: أي العقوبات وهي عبر يعتبر بها. ومضى مثل الأولين: أي انتهت قصتهم وتركت عبر. خلوا: مضوا. وللكافرين أمثالها: أي لهم أمثال عاقبة الذين من قبلهم. يعني الدمار بشكل أو بآخر.
وعن معاقبة قوم فرعون: فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآخِرِينَ (٥٦-٤٣) سلفا: سلفا لمن كان مثلهم في استحقاق العذاب. فقد كانوا من الأئمة المتقدمين في الكفر رغم ما شاهدوا من المعجزات والابتلاءات. ومثلا: مثلا نعظ به الآخرين.
معاقبة قوم هود: فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (٧-٦٩) تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمُ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ (٢٠-٥٤) وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ (٤١-٥١) مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ (٤٢-٥١) فترى القوم فيها: أي في تلك الريح ( أو في تلك الليالي والأيام ). صرعى: موتى. أعجاز نخل: أي أصوله بلا فروعه. خاوية: بالية وفارغة. فكذلك كانت أجسادهم تبدو خفيفة تلعب بها الرياح فترمي بها هنا وهناك. تنزع الناس: أي الريح الصرصر تقلعهم من أماكنهم. منقعر: أي منقلع عن مغرسه. وفي عاد ...: أي وفي قصة عاد قوم هود آية أيضا للذين يخافون العذاب الأليم. الريح العقيم: أي التي قطعت نسلهم بإهلاكهم. وهي ريح تهلك كل شيء ولا تأتي بمطر ولا تلقح الشجر. تذر: تترك. كالرميم: أي باليا يابسا متفتتا.
معاقبة قوم صالح:
إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ (٣١-٥٤) فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (٦٧-١١) كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا (٦٨-١١)
صيحة: هي صيحة العذاب التي أنشأت هنا رجفة مهلكة. كهشيم: وهو اليابس المتفتت من شجر الحظيرة التي تحمي الغنم من الذئاب والسباع. المحتظر: هو الذي يصنع حظيرة لغنمه من الشجر والشوك. ديارهم: بلدهم ومساكنهم. جاثمين: خامدين بلا حركة على وجوههم وركبهم. كأن لم يغنوا فيها: أي كأن لم يكونوا مقيمين منعمين في ديارهم.
معاقبة كل القرى الكافرة: فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ (١٥-٢١) فما زالت تلك دعواهم: أي ظلوا يرددون: يا ويلنا إنا كنا ظالمين. حصيدا خامدين: أي كأنهم حصدوا بالمناجل مقطعة أجسامهم خامدين بلا حركة كما تخمد النار.
معاقبة قرية بعد نوح : فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً (٤١-٢٣)
معاقبة أصحاب الفيل: فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (٥-١٠٥) كعصف مأكول: أي كورق الزرع أكلته الدواب فراثته ورمت به من أسفل.
معاقبة أصحاب جنة بتحطيم جنتهم: فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ (٢٠-٦٨)
كالصريم: كالليل المظلم ( أي رماد أسود ).
وابتلاء الآخِرين كابتلاء الأولين: وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ (٢١٤-٢) ولما: بمعنى لم النافية. والمثل هنا في البأساء والضراء والصبر على الجهاد.
إرسال تعليق