١١٧-الجنة ومصير المؤمنين
(17/19)
ت٤٦- أقوالهم في الجنة
أ- أقوال طيبة: وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ (٢٤-٢٢) لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا (٣٥-٧٨) لَا تُسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً (١١-٨٨) وهدوا إلى الطيب من القول: سيرشدهم الله دائما إلى القول الحسن لا لغو فيه ولا تأثيم. وهدوا إلى صراط الحميد: أنظر الفقرة ت٤٨. كذابا: أي كذبا أو ما يكذب. لاغية: أي لغوا وهو ما يلغى من الكلام ويطرح. يعني الكلام الباطل والكذب.
ب- أقوال سلام: لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا (٦٢-١٩) لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا (٢٥-٥٦) إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا (٢٦-٥٦) إلا سلاما: أي إلا قول سلام كما في الآية (٢٦-٥٦). فيها: أي في جنات النعيم. تأثيما: أي شتما أو ما يؤدي إلى إثم.
ت- وتحيات سلام: وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ (١٠-١٠) تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ (٢٣-١٤) تحيتهم فيها سلام: أي بخلاف الجدال الذي سيكون بين الكفار والشياطين كما جاء في الآيتين السابقتين. فكل المؤمنين سيحيون بعضهم بعضا وأيضا من طرف الملائكة والخزنة ...
ث- سيحكون بينهم قصصهم الماضية:
∙ وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (٢٥-٥٢) قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ (٢٦-٥٢) فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ (٢٧-٥٢) إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ (٢٨-٥٢) مشفقين: أي خائفين من الله وعذابه. فمن الله علينا: أي من علينا بالهداية في الدنيا والرحمة والمغفرة. ووقانا: أي منع عنا. السموم: هي الريح الحارة. أو النار التي تدخل في المسام وهي منافذ الجلد وثقبه. وهي هنا حر نار جهنم. من قبل: أي في الدنيا. البر: أي المحسن العطوف والصادق في وعده. فكانوا يحسنون الظن به.
∙ وعلاقة بعضهم بقرناء كافرين: فصل مختلف الأحاديث بين أصحاب الجنة وأصحاب الجحيم ١١٦-٤ت
ج- سيقولون في شأن الكفار: وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (٤٥-٤٢) وقال الذين آمنوا ...: أي الذين آمنوا وقد فازوا بالجنة. خسروا أنفسهم: ففي الآخرة خسران أو فوز. والخاسرون لن يتمتعوا بأنفسهم في الآخرة بل سيكونون في سجن في نار جهنم. وأهليهم: أي سيكونون دائما وحدهم في النار لا أهل لهم حتى وإن ألقوا معهم في النار إن كانوا كافرين هم أيضا.
ح- مختلف الأحاديث بينهم وأصحاب النار: أنظر فصل ١١٦-٤
دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ (...) وَآخِرُ دَعْوَاهُمُ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٠-١٠)
دعواهم: أي طلبهم ودعاؤهم وسؤالهم ... إذا تمنوا شيئا قالوا: سبحانك اللهم. فيأتيهم ذلك. ثم يختمون بحمد الله رب العالمين.
سيحمدون الله على كل ما سيعطيهم: وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ (٤٣-٧) وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (٣٤-٣٥) الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ (٣٥-٣٥) الحزن: هو كل ما ينشئ الحزن من أسباب ذاتية أو خارجية. لغفور شكور: فغفر لنا ذنوبنا وأدخلنا الجنة دار المقامة بفضله. وشكر إطاعتنا له وهو غني عنا وعنها. أحلنا: أي أنزلنا أو أعطانا هذه المنزلة. دار المقامة: أي دار الإقامة الدائمة. لغوب: هو الإعياء من التعب.
وعلى أن أورثهم روضات الجنة. وذلك مكتوب في الزبور: فصل الكتاب الخالد ٣- ١٥ت
وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (٧٤-٣٩) وأورثنا الأرض: أي جعلنا مالكين لها. ولكل إنسان خلق الله مقعدا في النار ومقعدا في الجنة. والمسلمون سيرثون كل مقاعد الجنة. الأرض: هي هنا أرض الجنة. والأرض هي مستقر الإنسان منها يأكل ويشرب سواء في الدنيا أم في الآخرة. نتبوأ: أي ننزل. العاملين: العاملين بمنهج الله وشرعه.
إرسال تعليق