U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

مقارنة ومختلف الأحاديث بين أصحاب النار وأصحاب الجنة-02-116

   

١١٦- مقارنة بين أصحاب الجنة وأصحاب النار

(2/3)

٤- مختلف الأحاديث بينهم

٤أ- بخصوص وعد الله: وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمُ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (٤٤-٧) ونادى أصحاب الجنة: ونادوا وهم مستقرون فيها. ويبدو من الآية أن مناداة أهل الجنة لأهل النار تصلهم رغم بعد المسافات. فأذن مؤذن: أي نادى مناد من الملائكة يسمعهم قول الحق. لعنة الله: وهي الطرد من رحمة الله.

٤ب- بخصوص دخول المجرمين جهنم: إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ (٣٩-٧٤) فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ (٤٠-٧٤) عَنِ الْمُجْرِمِينَ (٤١-٧٤) مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (٤٢-٧٤) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (٤٣-٧٤) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (٤٤-٧٤) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (٤٥-٧٤) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (٤٦-٧٤) حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ (٤٧-٧٤) فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ (٤٨-٧٤)

بإمكان من في الجنة أن يطلعوا على أهل النار ويكلموهم إلا ما شاء الله. كما قال تعالى عنهم: " قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ (٥٤-٣٧) فَاطَّلَعَ فَرَآَهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ (٥٥-٣٧)". إلا أصحاب اليمين: أي كل امرئ رهين بما كسب من حسنات وسيئات. أي أعماله تقف له بالمرصاد فلا تتركه حرا حتى يحاسب عليها. ثم بعد الميزان يظل رهين سيئاته إن فاقت حسناته. وإن فاقت حسناته سيئاته فك رهنه ودخل الجنة. لذلك قال الله: إلا أصحاب اليمين. وأصحاب اليمين هم الذين سيكونون عن اليمين في أرض المحشر بعد المرور من الديوان الأول ديوان الفصل بين المؤمنين والكافرين وبعد الميزان الأعظم. المجرمين: وأعظمهم الكافرون والمشركون. نخوض: أي نخلط الحق بالباطل. اليقين: يقصد به الموت هنا لأن الميت يرى الملائكة. فما تنفعهم شفاعة الشافعين: فالشفاعة لا تنفع بإذن الله إلا الموحدين أصحاب الكبائر.

٤ت- سيوبخ أهل الجنة أصحاب السوء: فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (٥٠-٣٧) قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمُ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ (٥١-٣٧) يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ (٥٢-٣٧) أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ (٥٣-٣٧) قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ (٥٤-٣٧) فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ (٥٥-٣٧) قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ (٥٦-٣٧) وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (٥٧-٣٧) فأقبل بعضهم على بعض: أي أصحاب الجنة في ما بينهم. قرين: أي صديق ملازم. وهو هنا لا يصدق بيوم الدين. أئنا لمدينون: أي هل نحن مجزيون محاسبون ؟ هل أنتم مطلعون: أي أتريدون أن تطلعوا عليه لتروا حاله ؟ سواء الجحيم: أي وسط النار. إن كدت لتردين: أي إن كدت لتهلكني وتهويني في النار. المحضرين: أي المحضرين في العذاب في سواء الجحيم حيث أنت.

٤ث- وسيضحكون منهم: فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ (٣٤-٨٣) عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ (٣٥-٨٣) هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (٣٦-٨٣) الأرائك: هي هنا سرر مزينة فاخرة. ينظرون: أي ينظرون إلى مصير الكفار في جهنم. وهذا يوحي بأن أصحاب الجنة بإمكانهم أن يطلعوا على أهل النار وهم على أرائكهم في الجنة. هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون: أي هل أخذوا جزاءهم ؟

٤ج- سيستغيث أصحاب النار بهم: وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ (٥٠-٧) أفيضوا علينا: أي أسيلوا علينا. وفيه أيضا: أعطونا من كرمكم. حرمهما: أي منعهما. يعني الماء والرزق الذي هو هنا طعام أهل الجنة.

٤ح- بين الجنة والنار حجاب: وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ (٤٦-٧) إن الجنة في الأعلى والنار في الأسفل فلا ينزل النور الظاهر الذي في الجنة إلى جهنم لأن الحجاب يحبسه. ويتعلق الأمر فقط بالنور المرئي لدى الجن والإنس. أما نور الله غير المرئي فهو في كل مكان بلا استثناء. أنظر تفاصيل عن ذلك في كتاب قصة الوجود. وهذا الحجاب أفقي بلا شك فوق الثلث الأوسط من طول الطبقة العليا من جهنم. أي لا يوجد فوق ثلثها الذي عن اليمين ولا فوق ثلثها الذي عن الشمال إذ لن يكون فيهما أحد. أما عرضه من الأمام إلى الخلف فكعرض الطبقة الأولى من جهنم دون جداريها الأمامي والخلفي أو حافتيها ودون الأعراف أيضا التي بجوار الجدار الأمامي والله أعلم. أنظر تفاصيل عن كل ذلك في كتاب قصة الوجود.

٤خ- فقرة خاصة: مقارنة بين المؤمنين والمنافقين يوم القيامة

بعد تقسيم النور: يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا (١٣-٥٧)( أنظر النور الذي سيسعى بين أيدي المؤمنين: فصل يوم الحساب ١١٤-٤٧ط ) يوم يقول المنافقون والمنافقات: أي الأجر الكريم الذي في الآية قبل السابقة سيكون يوم القيامة يوم ترى المؤمنين ... ويوم يقول المنافقون والمنافقات .... انظرونا: أي انتظرونا لأن المؤمنين قد فاتوهم وتركوهم وراءهم. نقتبس من نوركم: أي نأخذ قبسا منه بمعنى نستضيء بنوركم إن انتظرتمونا. لكن لا أحد سيرى بنور الآخر يومئذ. قيل ارجعوا وراءكم: أي إلى حيث قسم النور. أنظر تفاصيل في كتاب قصة الوجود. وهذا قول سيسمعه المنافقون دون أن يروا قائله لأنهم حينها في ظلمة. قد يكون من قول بعض المؤمنين لأن الملائكة بلا شك لن يكونوا معهم في هذا الموطن المظلم لأنهم من نور. فالتمسوا: فاطلبوا.

ثم يضرب بسور بينهم: فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ (١٣-٥٧) فضرب بينهم بسور: فسيبنى سور ويرفع بأمر الله كن فيكون بعد ابتعاد المؤمنين عن المنافقين تاركينهم وراءهم وهم يسعون وراء أنوارهم. وهو سور لن يفصل إلا بين هؤلاء وهؤلاء. وسيضرب بين أرض مجاورة لجدار جهنم الخلفي حيث سيكون فيها المؤمنون وبين التي سيظل فوقها المنافقون ينتظرون في العذاب. وسيمد السور دون عوج، طوله كعرض الأرض التي رفعت من قبل بالمؤمنين وفيهم المنافقون ليس عن يمينها وعن شمالها إلا الهاوية. أنظر تفاصيل في كتاب قصة الوجود. له باب: هو باب سيدخل منه المؤمنون إلى أرض آمنة. فإذا جاءه المنافقون وجدوه مغلقا. باطنه فيه الرحمة: أي باطنه حيث فيه المؤمنون. فهو سور الرحمة الذي سيقيهم من العذاب الذي سينزله الله على كل الكفار في ذلك الموطن. من قبله: من جهة ظاهره. أي من خارج السور. وسيظل المنافقون خارجه في العذاب وفي ظلمة زمنا طويلا ينتظرون وقت المرور على الصراط. بعد ذلك ينهار السور ويختفي. العذاب: ويعلم الله كيف سيعذبهم آنذاك إضافة إلى الظلمة الشديدة التي سيكونون فيها والقيود التي سيوثقون بها فجأة. أنظر تفاصيل في كتاب قصة الوجود.

وسيخبر المؤمنون المنافقين عن سوء مصيرهم ( من وراء السور ) : يُنَادُونَهُمُ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمُ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (١٤-٥٧) فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (١٥-٥٧) ينادونهم: أي المنافقون ينادون المؤمنين من وراء السور. ألم نكن معكم: أي ألم نكن معكم في الدنيا نقوم بالفرائض مثلكم. فتنتم أنفسكم: أي بالنفاق. وتربصتم: أي كنتم تنتظرون للمؤمنين الدوائر. وارتبتم: أي شككتم في الدين والبعث والحساب. وغرتكم الأماني: أي خدعتكم الأباطيل وطول الأمل. أمر الله: أي أمر الله بموتكم. وغركم: أي خدعكم. الغرور: أي الشيطان. المخادع. فاليوم لا يؤخذ منكم ...: الأرجح أن يكون هذا من كلام الله للمنافقين وهم في العذاب من وراء السور معطوفا على الكلام السابق لأن هو الحكم في ذلك. أما أن يكون من تتمة كلام المؤمنين لوجود فاء التفريع فاحتمال ضعيف لأنهم أيضا رغم كونهم في باطن السور لم يمروا بعد على الصراط وليست لهم السلطة ليحكموا بالنار على غيرهم. لا يؤخذ منكم فدية: أي لا يؤخذ منكم عوض لتفتدوا به عذاب النار. أما حسناتكم لغير وجه الله فلا تقبل ولا تكفي لمحو الكفر والنفاق. الذين كفروا: أي الذين كفروا دون نفاق. وهؤلاء في تلك اللحظة تحتهم صم بكم وعمي فوق أرض لم ترفع بهم. أنظر التفاصيل في كتاب قصة الوجود. مأواكم: أي منزلكم ومقامكم. مولاكم: أي هي التي ستتولى أمركم.


     



  

  

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة