١٠- الرسل
(14/17)
أ- وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (١٧١-٣٧) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ (١٧٢-٣٧) وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ (١٧٣-٣٧) كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (٢١-٥٨)
المنصورون: المنصورون من الله بالحجة وبالقوة. جندنا: وهم المؤمنون الذين يطيعون الله ورسوله. كتب الله: أي قضى في الأزل قبل الخلق. لأغلبن: لأغلبن بتدمير الكفار وقتما شئت. ورسلي: أي بنصرهم على الكفار بالمعجزات أو بالسيف. قوي عزيز: قوي لا يقهره شيء عزيز لا يغالب.
ب- في الحياة الدنيا وفي الآخرة : إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ (٥١-٤٠) لننصر رسلنا ...: لننصرهم عاجلا أو آجلا في الدنيا. ويوم يقوم ...: أي يوم القيامة.
ت- وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا (٣١-٢٥) تفسير هذه الآية في الفقرة ٣٦أ.
ث- وكان هذا النصر يأتي في اللحظة المناسبة ( أي لما تيأس الرسل من إيمان أقوامها ):← فصل القرون القديمة ٥٣-٤ذ- فصل الأمثال ٤٦-٣٣
حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُنْجِيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (١١٠-١٢) وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ (٣٤-٦) أما المؤمنون فلا يكذبون رسلهم ← فقرة ٢٩أ . حتى إذا استيأس الرسل: هذه تتمة الخبر عن الرسل في ما جاء في الآية السابقة " وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا " وبيان لعاقبة المكذبين. استيأس الرسل: أي يئسوا من إيمان أقوامهم لتطاول الزمن. وظنوا أنهم قد كذبوا: أي تيقنوا أن رسالتهم قد كذبت ولا أمل في إيمان قومهم. جاءهم نصرنا: وهو عذاب الله. فننجي: فننجي من عذابنا حين ينزل. بأسنا: عذابنا. المجرمين: وهم الكافرون والمشركون. وأوذوا: أي الرسل. لكلمات الله: أي لوعوده وقضائه وأوامره وكلامه. وهنا وعده بنصر رسله.
ج- كان الله وفيا لهم : فَلَا تَحْسِبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ (٤٧-١٤) مخلف وعده رسله: أي وعده بالنصر على الكفار الذين يحاربونهم ويتصدون لدعوتهم. عزيز: أي لا يغالب. ذو انتقام: والآيات التالية أيضا تبين انتقامه يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات ... إضافة إلى انتقامه في الدنيا ممن يشاء.
ح- وكان دائما ينجيهم : ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ فَأَنجَيْنَاهُمْ وَمَنْ نَشَاءُ وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ (٩-٢١) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ (...) وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (٤٧-٣٠) ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ (١٠٣-١٠) فأنجيناهم: أي الأنبياء والرسل. ومن نشاء: أي من المؤمنين ومن غيرهم مما شاء الله. المسرفين: وهم المشركون والظالمون. حقا علينا: أي جعل الله تنجية المؤمنين أو نصرهم واجبا عادلا عليه أن يقوم به. نصر المؤمنين: أي نصرهم يوم انتقمنا من المجرمين. وهذه سنة الله.
مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ (٦٧-٨) ويتعلق الأمر بالأنبياء المحاربين بعد نزول التوراة. في غزوة بدر لام الله المؤمنين لما قاموا باعتقال أسرى للفدية. يثخن في الأرض: أي يبالغ في قتل الكفار.
وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (١٦١-٣) يغل: أي يخون في الغنيمة. قيل الآية نزلت ردا على ظن بعض الرماة الذين تخلوا في أحد عن مواقعهم طلبا للغنيمة معتقدين أنها لمن أخذها. فكان ذلك سببا لعصيانهم أمر الرسول ﷺ بالثبات في مواقعهم. توفى كل نفس ما كسبت: أي تعطى كل نفس الجزاء على أعمالها دون نقصان.
إرسال تعليق