● وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ ( ٢٣-٤٠ ) إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ ( ٢٤-٤٠ )
( ٢٣-٤٠ ) موسى ٢٦-٢٣أ-٢٨ب . ( ٢٤-٤٠ ) موسى ٢٦-٢٣أ-٢٨ب--٦٤ح . اعتقادات الكافرين ٦٠-٢٩
بآياتنا: وهي معجزات موسى عليه السلام بما في ذلك أمر الله بتوحيده وإطلاق سراح بني إسرائيل. وسلطان: أي برهانِ ذي قوة. فكانت معجزات موسى تعاقب قوم فرعون. مبين: أي واضح أنه سلطان من عند الله. وهامان: وزير فرعون. وقارون: كان من قوم موسى فبغى عليهم وكأنه ليس منهم.
● فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ( ٢٥-٤٠ )
موسى ٢٦-٤٦ . الله تجاه الكافرين ٦٤-٨غ
اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه: أراد فرعون أن يعاقب بني إسرائيل بنفس العقاب لما كانوا ينتظرون بعث موسى عليه السلام لكن هذه المرة اقتصر على الذين أعلنوا إيمانهم به. واستحيوا نساءهم: ابقوهن أحياء للخدمة ولا تقتلوهن. وما كيد الكافرين إلا في ضلال: أي مكرهم في خسران فلا يستطيعون منع الناس عن الإيمان.
● وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ ( ٢٦-٤٠ )
موسى ٢٦-٤٨
ذروني: أي اتركوني. فكان طبعا لا يوجد من يمنعه. والمعنى: لا تشفعوا له. أو لا تشيروا علي بتركه. فذلك كقوله تعالى: " ذرني ومن خلقت وحيدا " ( ١١-٧٤ ) وليدع ربه: أي فليدعه ليمنعه مني. الفساد: الفساد حسب فرعون هو ما يخالف ما هم عليه بسبب دين موسى. أو الفتنة أي بسببه سيقتل الناس ويفترقون عن دينهم.
● وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ ( ٢٧-٤٠ )
موسى ٢٦-٤٩ . طبيعة الكافرين ٦٢-١٤ط٦ . أدعية المؤمنين ٦٩-١٨ر٤ . يوم الحساب ١١٤-١٣خ
عذت: استجرت.
● وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمُ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ( ٢٨-٤٠ ) يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ يَنصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمُ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمُ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ ( ٢٩-٤٠ )
( ٢٨-٤٠ ) موسى ٢٦-٥٠ . الهداية ٤٨-٣٤ث . طبيعة الكافرين ٦٢-٢٢ب٤ . ( ٢٩-٤٠ ) موسى ٢٦-٥٠
دافع عن موسى لكيلا يقتل مؤمن من آل فرعون وكان قبطيا . قيل هو ابن عم فرعون والله أعلم. آل فرعون: أي أسرته. بالبينات: بالحجج الواضحة. فعليه كذبه: أي عليه ضرر كذبه لوحده. ذلك لأن موسى عليه السلام هددهم بعقاب الله في الدنيا. فإن لم يقع افتضح أمره. مسرف كذاب: أي إن كان موسى قد أسرف في أقواله وكذب على الله فلن يهديه إلى النصر. والآية عامة تشمل كل مسرف كذاب حتى فرعون وقومه الذين أسرفوا في الكذب على الله بالشرك وفي أعمال الفساد والقتل. بأس: عذاب. ما أريكم إلا ما أرى: أي أقول لكم الصدق ولست كاذبا. وما أهديكم إلا سبيل الرشاد: أي لا أبين لكم إلا طريق الصواب.
● وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ ( ٣٠-٤٠ ) مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ ( ٣١-٤٠ )
( ٣٠-٤٠ ) موسى ٢٦-٥٠ . طبيعة المؤمنين ٧٠-٤٠أ . ( ٣١-٤٠ ) موسى ٢٦-٥٠ . العدل ١ ( ٦٨ ) ٣
مثل يوم الأحزاب: أي مثل يوم تعذيبهم. والأحزاب: هي الطوائف من الناس التي تجمعهم عقيدة واحدة أو مبادئ معينة. وقد تحزبوا على الأنبياء. مثل دأب: أي مثل عادة أو نهج ( في تكذيب الرسل ) .
● وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ ( ٣٢-٤٠ ) يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ( ٣٣-٤٠ )
( ٣٢-٤٠ ) موسى ٢٦-٥٠ . يوم الحساب ١١٤-١٣ز-٢٩ت . ( ٣٣-٤٠ ) موسى ٢٦-٥٠ . الله يخاطب الكافرين ٦٥-٢١ج . يوم الحساب ١١٤-١٣ز-٤٨غ٣٦ج . الولي ١ ( ٥٨ ) ٨ . الهادي ١ ( ٥٥ ) ٤
يوم التناد: أي التناد بالويل والثبور والاستغاثة لما تواجهون عذاب الله يوم القيامة. هذا قول مؤمن آل فرعون وصدقه الله. تولون مدبرين: أي ترجعون هاربين من هول ما سترون لكن دون جدوى لأن الله هو العاصم الوحيد يوم الحساب. عاصم: مانع ودافع. ومن يضلل الله ...: أي إياكم والكفر. فمن كفر أضله الله. ولكي يعصمكم من عذابه عليكم بالإيمان به.
● وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ ( ٣٤-٤٠ ) الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ( ٣٥-٤٠ )
( ٣٤-٤٠ ) يوسف ٢٢-٣٤ . موسى ٢٦-٥٠ . الهداية ٤٨-٣٥ت٢ . طبيعة الكافرين ٦٢-٢٢ب٤ . المؤمنون وأهل الكتاب ١٠١-ب٣ . ( ٣٥-٤٠ ) موسى ٢٦-٥٠ . آيات الله ٤٢-٤ز . الهداية ٤٨-٣٥ت٢-٣٥ذ٣ . طبيعة الكافرين ٦٢-٢٢أأ-٢٢ب٤ . أعمال الكافرين ٦٣-١٠ . الله تجاه الكافرين ٦٤-٤ . المؤمنون والكافرون ١٠٣-ت٦ . ما لا يحبه الله ١ ( ٦١ ) ١
يوسف: وهو يوسف ابن يعقوب عليهما الصلاة والسلام. فهو آخر نبي في مصر قبل موسى عليه السلام. بالبينات: بالحجج الواضحة. كذلك يضل ...: هذا لما قال قوم فرعون المشركون: لن يبعث الله رسولا بعد يوسف. كذلك يضل الله من هو مسرف : مسرف في عقيدته بالشرك. وهو من الذين يجادلون في آيات الله كما جاء في الآية التي تلي هذه. مرتاب: أي شاك فيما أتت به الرسل. سلطان: حجة وبرهان. مقتا: بغضا شديدا. يطبع : يختم. كذلك يطبع الله ...: فيجادل في آيات الله بغير سلطان. متكبر: متكبر عن عبادة الله الواحد الأحد. جبار: جبار بأعماله الظالمة.
● وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ ( ٣٦-٤٠ ) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصَدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ ( ٣٧-٤٠ )
موسى ٢٦-٥٢ . القرآن والعلم ٤٥-٧ت
هامان: وزير فرعون. صرحا: قصرا أو بناء عاليا. أسباب السماوات: الطرق التي تؤدي إلى السماوات وأبوابها. وكذلك زين لفرعون ...: زين له فعله وقوله هذا فرآه حقا وهو باطل. السبيل: أي سبيل الله. كيد فرعون: أي كيده تجاه موسى عليه السلام ودعوته. تباب: خسران.
● وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ ( ٣٨-٤٠ ) يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ ( ٣٩-٤٠ ) مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ ( ٤٠-٤٠ )
( ٣٨-٤٠ ) موسى ٢٦-٥٠ . ( ٣٩-٤٠ ) موسى ٢٦-٥٠ . الحياة الدنيا ١٠٥-٦ . الآخرة ١١٢-٦ . ( ٤٠-٤٠ ) موسى ٢٦-٥٠ . طبيعة المؤمنين ٧٠-٤٠أ . الرجل والمرأة ٨٨-٦ت٤ . يوم الحساب ١١٤-٣٢د-٣٢ذ . الجنة ١١٧ -أ٨ر-ب٦ط
الرشاد: الصواب. متاع : كل ما ينتفع به انتفاعا غير باق. دار القرار: أي دار الاستقرار والخلود.
● وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمُ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ ( ٤١-٤٠ ) تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمُ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ ( ٤٢-٤٠ ) لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمُ أَصْحَابُ النَّارِ ( ٤٣-٤٠ ) فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ( ٤٤-٤٠ )
( ٤١-٤٠ ) موسى ٢٦-٥٠ . ( ٤٢-٤٠ ) موسى ٢٦-٥٠ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ٧ . ( ٤٣-٤٠ ) موسى ٢٦-٥٠ . الشرك ٥٧-١٥أ-١٥ش٤ج . جهنم ١١٥-ت٤ ( ٣٢ ) . الرجوع إلى الله ١ ( ٦٥ ) ٦ . ( ٤٤-٤٠ ) موسى ٢٦-٥٠ . البصير ١ ( ٤٧ ) ٤
العزيز: العزيز الغالب على كل شيء. فكيف لا تخافونه ؟ الغفار: الغفور الذي يغفر كثيرا ولا شيء يعجزه عن أن يغفر للتائب وإن كانت ذنوبه مثل زبد البحر. لا جرم : حقا أو لا محالة. أنما تدعونني إليه: أي آلهتكم الباطلة. ليس له دعوة: أي لا يدعو أحدا إلى عبادته أو لا يستطيع أن يستجيب لأي دعاء. المسرفين: أي في العقيدة كالشرك والكفر. فستذكرون ما أقول لكم: أي يوم نرد إلى الله ويدخل المسرفون إلى النار. وأفوض أمري إلى الله: أي أتوكل عليه في أمري. وهذا دائما من كلام مؤمن آل فرعون. فنجاه الله من بأسهم ومكرهم.
● فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ ( ٤٥-٤٠ ) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ( ٤٦-٤٠ )
( ٤٥-٤٠ ) موسى ٢٦-٥٠-٦٤ب . ( ٤٦-٤٠ ) موسى ٢٦-٦٤س١ . الموت ١١٠-١٤ب٦
ما مكروا: أي أرادوا المكر بمؤمن آل فرعون وقتله بسبب إيمانه الذي أظهره بعد أن كان مكتوما. وحاق: أحاط. بآل فرعون: أي أهله وخدامه. سوء العذاب: أي العذاب الذي يسوء بدءا من الغرق ومن تم إلى عذاب القبر كما هو مفسر في الآية التالية. النار يعرضون عليها ...: وهي من سوء العذاب المذكور في الآية السابقة. فيتم نقلهم إليها غدوا وعشيا للعرض فقط أي ليروها وأرواحهم في أجواف طير سود. ويعذبون بما شاء الله إلا بالنار. فلا يصلوها بدنيا حتى يأتي يوم الدين لقوله تعالى في آية أخرى عن كل الكفار:" إِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ - يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ (١٤ – ١٥- ٨٢) ". أنظر تفاصيل عن العذاب بعد الموت في كتاب قصة الوجود. غدوا: صباحا. أدخلوا: هذا أمر الله إلى الملائكة.
إرسال تعليق