● يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ ( ١٠١-٥ ) قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ ( ١٠٢-٥ )
( ١٠١-٥ ) محمد ﷺ ٣ ٩-٣٥أع . القرآن ٩-٦ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ٥٣ . ( ١٠٢-٥ ) القرآن ٩-٦
لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم: أي لا تسألوا عن أشياء التي قد تضيق عليكم بمشقتها في حالة ما إذا نزل فيها حكم الله جوابا على سؤالكم. وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم: لكن هذه الأشياء ستبد لكم حتما إن سألتم عنها أثناء نزول القرآن أي طالما لم يكتمل الوحي على رسول الله ﷺ . عفا الله عنها: أي الأشياء التي تريدون أن تسألوا عنها وسكت عنها الوحي قد عفا الله عنها فلا تسألوا عنها. وفي نفس الوقت لا بد إن سألتم النبي ﷺ عنها أن ينزل حكمه الحكيم وإلا سيعتبر عجزا منه. فلا تسوؤوا أنفسكم بأنفسكم. غفور حليم: فمن حلمه أنه لا يريد لكم السوء . ويغفر لكم مسبقا ما سكت عنه الوحي. قوم من قبلكم: أي هم أيضا سألوا أنبياءهم عن أشياء سكت عنها الوحي . فلما بدت لهم كفروا بها لأنهم لم يطيعوا الله فيها.
● مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ( ١٠٣-٥ )
الشرك ٥٧-١٣ر-١٩د٣ . طبيعة الكافرين ٦٢-١٣ب . أعمال الكافرين ٦٣-٩ت
كان المشركون يسيبون أنعامهم لآلهتهم ويجدعون الآذان ... الخ . ما جعل الله ...: أي ما أمر بما يفعل المشركون بأنعامهم. بحيرة: هي الناقة تشق أذنها ويمنع درها ( لبنها ) للطواغيت فلا يحتلبها أحد من الناس. وقيل إذا نتجت الناقة خمسة أبطن إناثا بحرت أذنها فحرمت. سائبة: هي الناقة تسيب للأصنام فتبقى مخلاة لا قيد عليها ولا راعي لها. وكانوا يسيبونها لبرء من مرض أو نذر إن سلم المريض من مرضه. وصيلة: هي الشاة ( أو الناقة ) إذا ولدت أنثى بعد أنثى سيبوها للطواغيت. حام: فحل الإبل إذا ركب ولقح ولد ولده سيبوه فلا يحمل عليه شيء ولا يركب. الكذب: أي ما يفتروه المشركون. وأكثرهم: أكثرهم لأن فيهم من يرى الحق ولا يتبعه كرها له وتكبرا أو إن الله لا يعمم ليخرج نسبة منهم من هذه الحقيقة لعلها تؤمن.
● وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوِا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ ( ١٠٤-٥ )
محمد ﷺ ٣ ٩-٣٢ر٤ . اعتقادات الكافرين ٦٠-١٢ب
لهم: للكافرين المشركين الذين في الآية السابقة. إلى ما أنزل الله وإلى الرسول: في ذلك أيضا إشارة إلى العمل بالكتاب والسنة . حسبنا: يكفينا.
● يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمُ أَنفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمُ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ( ١٠٥-٥ )
الهداية ٤٨-١٠ج . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-١٩ب . المؤمنون وأهل الكتاب ١٠١-ب١٤ . يوم الحساب ١١٤-٣٠ث٧ . الرجوع إلى الله ١ ( ٦٥ ) ٦ . الحكم ١ ( ٦٧ ) ١١أ
عليكم أنفسكم: أي أنتم مسؤولون عن إصلاح أنفسكم. فاحفظوها من المعاصي. لا يضركم: لا يضركم في دينكم. إذا اهتديتم: أي بالقرآن وسنة رسول الله ﷺ .
● يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمُ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمُ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمُ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا مِنْ بَعْدِ الصَّلَاةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لَا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلَا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذًا لَمِنَ الْآثِمِينَ ( ١٠٦-٥ )
طبيعة الكافرين ٦٢-٢٢أح . الصلاة٧٨-٣١ .الإرث ٩٢-١٨ت١-١٨ت٢ . كتمان الشهادة ١٠٠-٣ . الموت ١١٠-١ . تطبيق قواعد النسخ ١١٩-٨ت
ذوا عدل: أي أمينان على العدل. منكم: أي من المؤمنين. من غيركم: أي من غير ملتكم لعدم وجود عدلين منكم في السفر. ضربتم في الأرض: أي سافرتم. تحبسونهما من بعد الصلاة فيقسمان بالله إن ارتبتم: أي إن شككتم في إخلاص الشاهدين فقفوهما بعد صلاة الجماعة وليحلفا. فبعد الصلاة مباشرة يكون الإنسان عادة لا يزال متخشعا راغبا في ربه عز وجل. وقد يمنعه ذلك من أن يحلف كذبا في ذلك الوقت. لا نشتري به ثمنا: بمعنى لا نستغل شهادتنا لغرض ما. ولو كان ذا قربى: أي لا نخون في الشهادة وإن كان المستفيد من قرابتنا.
● فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْمًا فَآخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيَانِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِنْ شَهَادَتِهِمَا وَمَا اعْتَدَيْنَا إِنَّا إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ ( ١٠٧-٥ ) ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهَادَةِ عَلَى وَجْهِهَا أَوْ يَخَافُوا أَنْ تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاسْمَعُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ( ١٠٨-٥ ) .
( ١٠٧-٥ ) الإرث ٩٢-١٨ت٣ . ( ١٠٨-٥ ) الإرث ٩٢-١٨ت٣ . الهداية ٤٨-٣٤ث . الهادي ١ ( ٥٥ ) ٧ز
آية في إمكانية تغيير الشاهدين. استئناف للآية السابقة. فشهادة أولياء الميت المتضررين تجوز ليردوا بها شهادة الخائنين. فإن عثر على أنهما استحقا إثما: أي إن اكتشف أن الشاهدين حق عليهما الإثم بخيانة شهادتهما فكتما وبدلا أو ظلما بعض الورثة على حساب آخرين .... واستحقا الإثم أي أصبح إثم خيانتهما واضحا. فآخران يقومان مقامهما من الذين استحق عليهم الأوليان: أي آخران من هما أولى بالشهادة وهما الأوليان من الورثة ( لقرابتهما وعلمهما بمال الميت ورشدهما ) الذين ظلماهم الشاهدان الآثمان بحجب حقهم بالزور والكذب يقومان بالشهادة بدلهما. ذلك أدنى أن يأتوا بالشهادة على وجهها: ذلك أقرب أن يأتي الكل بالشهادة على وجهها دون تحريف أو تزوير. أو يخافوا أن ترد أيمان بعد أيمانهم: أي أو يخافوا أن يفضحوا بين الناس فيصبح قسمهم باطلا أمام قسم آخر بسبب كذبهم. واتقوا الله واسمعوا: واتقوا الله في الشهادة وفي كل شيء واسمعوا أمره بالطاعة. الفاسقين: أي الخارجين عن إطاعة الله وهم هنا الذين يشهدون الزور ويحلفون عليه كذبا.
● يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ( ١٠٩-٥ )
يوم الحساب ١١٤-٢١ذ-٣٣ث٤ . الرسل ١٠-٤٦أ . العليم ١ ( ٣٩ ) ٤أ
يوم يجمع الله الرسل: أي يوم القيامة. ماذا أجبتم: أي كيف كان رد أقوامكم وأممكم تجاه دعوتكم لدين الله ؟ لا علم لنا: أي لا علم لنا بالغيب كما هو مفسر في آخر الآية. فالرسل لا يعلمون ما في قلوب العباد ولا يدرون ما حدث بعدهم. أما شهادتهم على أقوامهم فهي فقط أنهم بلغوا رسالة الله إليهم لكيلا يكون عليه حجة بعدهم. والكفار أيضا سيسألون بماذا أجابوا المرسلين. علام الغيوب: أي تعلمها حتما.
● إِذْ قَالَ ا للَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمُ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ ( ١١٠-٥ )
عيسى ٣٨-١٤-١٦ث-٢٤ت-٢٦أ . بنو إسرائيل ٥٥-١١ح . السحر ٩٨-٩ت . البعث ١١٣-٦ج . يوم الحساب ١١٤-٣٣ث٢ . التوراة ٦-١٠أ-١٢ب . الإنجيل ٨-٢ . إذن الله ١ ( ٣٥ ) ٧ث . المعلم ١ ( ٣٨ ) ١٧
إذ قال الله يا عيسى: أي يوم يجمع الله الرسل يوم القيامة سيقول الله يا عيسى ... ( كما جاء في الآية قبل هذه وكما هو مؤكد بعد ذلك بصيغة الماضي أيضا ليبين أن هذا الأمر قد جرى في علم الله قبل وقوعه: وإذ قال الله يا عيسى ... ( ١١٦-٥ ) .... فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم ( ١١٧-٥ ) .... قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم ( ١١٩-٥ ) ) . وعلى والدتك: ونعمتي على والدتك بأن اصطفيتها على نساء العالمين. أيدتك: قويتك. بروح القدس: الروح صنف مميز من الملائكة. القدس: من الطهارة. وروح القدس هو ملك الطهارة. يرسله الله بوحيه لتطهير عباده. وهو جبريل عليه السلام. المهد: مضجع الصبي في رضاعه. وكهلا: عمر الرجل الذي اكتملت قوته. وذلك قبل الشيخوخة. وعند اقتراب الساعة سينزل عيسى وعمره ثلاث وثلاثون سنة. الكتاب: قيل هو الكتابة والخط أو قراءة الكتاب. والحكمة: المعرفة بأحكام وتفاصيل الدين. أي ما يجب أن نفعل وما لا يجوز فعله. تخلق من الطين كهيئة الطير: أي تصور من الطين ما يشبه شكل طائر. فتنفخ فيها: الضمير المؤنث هنا يعود على صور أو هيئة الطير. وفي آية أخرى "فأنفخ فيه فيكون طيرا ". والضمير المذكر هنا يعود على الطين. وتبرئ: تشفي. الأكمه: الذي ولد أعمى. والأبرص: مرض يشوه لون الجلد فيصبح مرقطا ببقع بيضاء. تخرج الموتى: أي تخرجهم من قبورهم أحياء. كففت بني إسرائيل عنك: أي صرفتهم عنك حين هموا بقتلك متهمينك بالسحر لما جئتهم بالمعجزات. بالبينات: بالحجج الواضحة. سحر مبين: أي بين واضح بأنه سحر.
● وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ ( ١١١-٥ )
عيسى ٣٨-١٦أ . الإسلام ٤٧-٢٥ر . الله يوحي ١ ( ٣٧ ) ٩
وإذ أوحيت: هذا استمرار خطاب الله لعيسى وتذكيره بتأييده له. معطوفة على قوله تعالى: "وإذ كففت بني إسرائيل عنك". أوحيت إلى الحواريين: أي ألهمتهم إذ طلبوا أن تنزل عليهم مائدة من السماء بأن يؤمنوا. فالآية بعد هذه توحي بذلك. وكما هو مبين في آيات أخرى فالله هو من يهدي للإيمان ولا يهدي إليه إلا من يستحقه. ما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذنه. والوحي المذكور هنا ما هو إلا الطريقة التي يدفع بها الله من يشاء إلى الإيمان. فبه يأذن للعبد أن يؤمن. الحواريين: قيل سموا كذلك لأنهم كانوا قصارين صباغين يصبغون الثياب بالأبيض. وأصل الحور في اللغة البياض.
● إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ ( ١١٢-٥ ) قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ ( ١١٣-٥ ) قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيرُ الرَّازِقِينَ ( ١١٤-٥ ) قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ ( ١١٥-٥ )
( ١١٢-٥ ) عيسى ٣٨-١٦ث . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٦ق٥ . ( ١١٣-٥ ) عيسى ٣٨-١٦ث . إيمان المؤمنين ٦٨-٣١ . ( ١١٤-٥ ) عيسى ٣٨-١٦ث . آيات الله ٤٢-٤٢ . الرزاق ١ ( ٥٣ ) ١ . ( ١١٥-٥ ) عيسى ٣٨-١٦ث
إذ قال الحواريون: هذا تفصيل لما ذكر به الله عيسى عن إيمان وإسلام الحواريين في الآية السابقة على شكل فاصل موجه للناس. طلب الحواريون من عيسى أن يحقق لهم معجزة معينة ليزداد تصديقهم به عليه السلام. الحواريون: أنظر الفقرة السابقة. هل يستطيع ربك – ونعلم أن قد صدقتنا: هذا يبين أن إيمانهم لم يكن قويا في أول الأمر. فلما نزلت المائدة قالوا آمنا واشهد بأننا مسلمون كما جاء في الآية التي قبل هذه وفتحت هذا الموضوع. فأمام رؤيتهم لمعجزات عيسى وميلهم إلى الإيمان به وقول الكافرين إن ذلك سحر مبين ( الآية ( ١١٠-٥ ) ) اتفقوا على أن يطلبوا منه أن يحقق لهم معجزة من طلبهم تأتي هذه المرة من السماء. هل يستطيع ربك ...: فهم لم يشكوا في قدرة الله لكن المراد هو هل يستطيع أن يلبي طلبنا نحن ويستجيب لنا. ونعلم أن قد صدقتنا: أي أنك فعلا رسول من الله. وهذا بخلاف إبراهيم ﷺ . طلب من الله أن يريه كيف يحيي الموتى فقط ليطمئن قلبه من هذه الناحية. أما إيمانه فكان قويا كاملا خالصا لله خصوصا وأنه كان يوحى إليه. من الشاهدين: أي نشهد لك أمام الناس بأن المائدة نزلت من السماء. تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا: أي عيدا خاصا بنا نحن الذين نزلت عليهم المائدة دون سوانا ممن لم يشاهدوا هذه المعجزة ونحتفل بذكراها كل سنة حتى يموت آخرنا. فاحتفل الحواريون بها بلا شك حتى ماتوا. ولا شك أن عيسى عليه السلام سيحتفل أيضا بذكراها حتى يموت عندما ينزل إلى الأرض والله أعلم. وهذا المعنى قد يتطابق مع الذي يقول أن هذا العيد تحتفل به أول أمة عيسى وآخرها. وكلاهما من المسلمين. وأنت خير الرازقين: الثناء على الله في الدعاء يقرب من الاستجابة. عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين: أي لن أعذب أحدا من الناس مثل عذاب من كفر بعد رؤيته لهذه المائدة والأكل منها. بعد ذلك أصبح إيمان الحواريين راسخا قويا حتى أصبحوا أنصارا لله يضرب بهم المثل.
● وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ( ١١٦-٥ ) مَا قُلْتُ لَهُمُ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنُ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ( ١١٧-٥ ) إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ( ١١٨-٥ ) قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمَ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ( ١١٩-٥ )
( ١١٦-٥ ) عيسى ٣٨-٢٦أ-٢٦ب . الشرك ٥٧-١٩ذ٥ . الله ١ ( ١ ) ٤ . لا يحتاج الله إلى شيء ( ٣١ ) ١١. العليم ١ ( ٣٩ ) ٢٢ت . العليم ١ ( ٣٩ ) ٤أ . ( ١١٧-٥ ) عيسى ٣٨-٢٦أ-٢٦ب . الرقيب ١ ( ٤٨ ) ٠-١ . الشهيد ١ ( ٦٩ ) ٢أ . ( ١١٨-٥ ) عيسى ٣٨-٧-٢٦ب . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ١ . ( ١١٩-٥ ) عيسى ٣٨-٢٦أ-٢٦ب . يوم الحساب ١١٤-٤٧أ . الجنة ١١٧-ب٢٠ . الجنة ١١٧-أ٩- ت٤٨ث١
وإذ قال الله يا عيسى: عودة إلى مخاطبة عيسى. معطوف على قوله: " إذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك ". ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق: أي لا حق لي في ذلك ولا بقوله. علام الغيوب: أي تعلم كل الغيوب حتما. الرقيب: هو الراصد الحارس الذي يبصر كل شيء ويسمعه ولا يغيب عنه شيء منه. يحصي كل حركاته وسكناته. إن تعذبهم: أي تعذب من جعلوني وأمي شريكين لك. العزيز: الغالب ولا شيء يمنعك عما تريد فعله. ومنه تعذيب من يستحق التعذيب. أو غفران من يستحق المغفرة. الحكيم: الحكيم في تدبير كل أمر. كل أفعالك عدل وصواب. هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم: أي الذين صدقوا في الدنيا كعيسى سينفعهم صدقهم يوم القيامة. فهو كان صادقا فيما أمره الله به ولم يكذب أو يفتر عليه أثناء دعوته.
● لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ( ١٢٠-٥ )
الملك ١ ( ٩ ) ٣أ . القدير ١ ( ١٥ ) ٣ . الغني ١ ( ٣٢ )
******
إرسال تعليق