بسم الله الرحمن الرحيم
● يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ ( ١-٥ )
الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٢٥-٢٩أ٤ . الحج والمناسك ٨٣-٢٦ . مشيئة الله ١ ( ٣٤ ) ٢-٤٨ . الحكم ١ ( ٦٧ ) ١٠
بالعقود: أي كل عهد مع الله أو مع الناس. بهيمة الأنعام: هي كل ذات أربع الأليفة كالإبل والبقر والغنم والمعز أو المتوحشة غير المفترسة أو ذات الأنياب. إلا ما يتلى عليكم: أي في الكتاب كالميتة والموقوذة والنطيحة ...غير محلي الصيد وأنتم حرم: أي لا تحلوا الصيد وأنتم حرم لأنه محرم عليكم في وقت الإحرام. وأنتم حرم: أي حرم للعمرة أو للحج.
● يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ( ٢-٥ )
الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٦ق٢-١٣ذ . بيت الله الحرام ٨٢-٧ت . الحج والمناسك ٨٣-١٢ت-١٢ث-٢٦ . ذو عقاب ١ ( ٧٥ ) ٥أ
لا تحلوا ...: أي لا تنتهكوا ما يمنع انتهاكه في هذه الآية وتجعلوه حلالا لكم. شعائر الله: أي مناسك الحج أو معالم دين الله في الحج. ولا الشهر الحرام: أي بالقتال فيه. ولا الهدي: أي بالتعرض له. ولا القلائد: أي بالتعرض لها ولأصحابها. القلائد: قيل هي ما يوضع حول أعناق الأنعام إذا كانت هديا إلى الكعبة. ولا آمين البيت: أي ولا تتعرضوا للقاصدين البيت الحرام فتقاتلوهم. فضلا: أي رزقا بالتجارة. ورضوانا: أي رضا الله بالتعبد في البيت الحرام. وإذا حللتم: أي تحللتم من الإحرام. ولا يجرمنكم: أي لا يحملنكم. شنآن قوم: أي بغضكم لهم. أن صدوكم ...: كما وقع مع المسلمين عام الحديبية. أن تعتدوا: أي فاعدلوا ولا تظلموا بسبب بغضكم لهم. البر: هو التقوى وأعماله.
● حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنُ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ( ٣-٥ )
الإسلام ٤٧-١-١٧ . نعم الله على الناس ٥٢-١٥ . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٢٩ب١-٣٥د . المؤمنون والكافرون ۱ ٠ ۳- ب١-ت١٣ . مفهوم الناسخ والمنسوخ ١١٨-٤ . تطبيق قواعد النسخ ١١٩-١٨ ( ٤ ) . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ١٠
وما أهل: من الإهلال وهو رفع الصوت. والموقوذة: هي المقتولة ضربا. والمتردية: هي الساقطة من أعلى إلى أسفل فماتت. السبع: الحيوانات المفترسة. إلا ما ذكيتم: أي إلا ما وصلتم إلى ذبحه قبل موته. النصب: هي الحجارة التي كان المشركون يعظمونها حول الكعبة ويذبحون عليها لأجل أصنامهم. وأن تستقسموا بالأزلام: أي وحرم عليكم أن تطلبوا معرفة ما قسم لكم أو أي حكم بقداح الجاهلية. فسق: ما خرج عن إطاعة الله. اليوم: قيل بعد عصر يوم جمعة بعرفة ( كما قالت الأئمة ) يوم الحج الأكبر في حجة الوداع. يئس الذين كفروا من دينكم: أي يئسوا من تخلي الناس عنه. أكملت لكم دينكم: أي تشريع دينكم أيها المؤمنون وأيها الناس. فلن ينزل الله كتابا بعد القرآن ولن يرسل نبيا آخر. فقد أنزل دينا للناس كلهم إلى يوم الفناء. وأتممت عليكم نعمتي: أي بشريعة الإسلام الكاملة. لا شريعة بعدها ( وقيل النعمة أيضا بدخول مكة ) . مخمصة: مجاعة. فأكل مضطرا مما حرم الله. متجانف: مائل.
● يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ( ٤-٥ )
محمد ﷺ ٣ ٩-٣٥أغ٥ . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٦ق٢-٢٩أ١-٢٩أ٤-٢٩أ٦ . ذكر الله ٧٦-١٢ث٣ . الحسيب ١ ( ١٦ ) ٤ . المعلم ١ ( ٣٨ ) ٤
الطيبات: ما طاب من الحلال. الجوارح: هي الكلاب الضواري والصقور التي تصطاد للإنسان. مكلبين: أي مروضين مدربين على الصيد. أمسكن عليكم: أي أمسكن لأجلكم دون أن يأكلوا منها. و"عليكم" كما في قوله تعالى: " أمسك عليك زوجك " ( ٣٧-٣٣ ) واذكروا اسم الله عليه: أي على ما أمسكت الجوارح عليكم.
● الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمُ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ( ٥-٥ )
الإسلام ٤٧-٢٩أ . أعمال الكافرين ٦٣-٣٩ . الله يخاطب الكافرين ٦٥-٣ . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٢٩أ-٢٩أ٥-٣٦ث . النكاح ٨٩-٦ث-١١ت . المؤمنون وأهل الكتاب ١٠١-ت١-ت٢ . يوم الحساب ١١٤-٤٨غ٣٢ . جهنم ١١٥-ت٤ ( ٣ ) . تطبيق قواعد النسخ ١١٩-٤أ-١٠ب
اليوم: يوم الحج الأكبر في حجة الوداع. أنظر الآية السابقة. الطيبات: ما طاب لكم من الحلال. فالمسلمون لا يأكلون إلا الطيبات . والقرآن نزل ليحلها لهم ويحرم عليهم الخبائث. وطعام الذين أوتوا الكتاب: أي ذبائح اليهود والنصارى إلا ما حرم في القرآن. ومن ذكر منهم غير الله عند النحر فلا يجوز أكل أضحيته. وطعامكم حل لهم: أي ذبائحكم حل لهم. يعني لم يحرم عليهم أكل ذبائحكم. وبالتالي لن يؤاخذهم الله لا في دينهم ولا في دينكم إن طعموا مما أطعمتموهم باستثناء ما حرم عليهم في كتبهم. فأجاز الله للمسلمين طعام أهل الكتاب ونكاح نسائهم فقط. أما المشركون الذين لا يذكرون اسم الله على ما يذبحون أو يذكرون غيره فلم يجوز للمسلمين أكل ذبائحهم ولا نكاح نسائهم أو رجالهم.
والمحصنات من المؤمنات: أي المؤمنات من العفيفات اللاتي أحصن فروجهن من الزنا. والحرائر منهن أولى. فالله أجاز نكاح الإيماء المؤمنات في بعض الحالات في آيات أخرى. قال تعالى ﴿ فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات ﴾ ( ٢٥-٤ ) أي فتياتكم المؤمنات بدين محمد ﷺ . والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم: أي العفيفات من الحرائر منهم الملتزمات بتفاصيل دينهن دون شرك. فالذين أوتوا الكتاب في هذه الآية صنف معين منهم يؤمنون بالله لا يشركون به شيئا ولا يؤلهون المسيح ولا يؤمنون بالتثليث. أما من لا تتوفر فيهم هذه الشروط فنساؤهم محرمات على المسلمين بآيات قرآنية أخرى كغيرهم من الكافرين. أجورهن: مهورهن. محصنين: محصنين فروجكم عن الزنا. غير مسافحين: غير زانيين . ولا متخذي أخدان: أي لا تكونوا من الذين يتخذون خليلات أو عشيقات للزنا في السر. ومن يكفر بالإيمان: أي لا يؤمن بوجود إيمان بالله ولا بما يترتب عليه. حبط: بطل. الخاسرين: الذين خسروا في اختبار الدنيا فصاروا إلى الجحيم. ففي الآخرة خسران أو فوز. فهؤلاء الكفار لن يتمتعوا بأنفسهم في الآخرة بل سيكونون في سجن في نار جهنم.
● يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمُ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمُ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمُ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ( ٦-٥ )
القرآن والعلم ٤٥-٢٧ب٣ . الإسلام ٤٧-١٦ . نعم الله على الناس ٥٢-٣٥ . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٦ل٢ . الصلاة٧٨-١٥أ-١٥ب-١٥ت-١٥ث
فاغسلوا: تجديد الوضوء عند كل صلاة ليس واجبا وإلا لما ذكر الغائط في الآية التالية . فالذي جاءه الغائط عليه الوضوء، وإن لم يجد الماء فليتيمم . وأرجلكم: بالنصب معطوفة على وجوهكم وأيديكم. يعني "واغسلوا أرجلكم ". جنبا: وهم المباعدون عن العبادة كالصلاة والصوم لكونهم أنجسوا بالعلاقة الجنسية. الغائط: هو الحدث الخارج من الإنسان أو المكان المعد لقضاء الحاجة. لامستم النساء: لمستهن بلذة أو جامعتهن. وهذا مصطلح يشمل بلا شك كلا المعنيين. فتيمموا: أي فاقصدوا وتعمدوا. صعيدا: وجه الأرض كان عليه تراب أو لم يكن. طيبا: أي طاهرا. من حرج: أي من ضيق في دين الله وتشريعه. ليطهركم: ليطهركم من الأحداث والذنوب. وليتم نعمته عليكم: أي يتمها بتبيان كل أمور دينكم.
● وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ( ٧-٥ )
نعم الله على الناس ٥٢-٣٩ . المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٢ب . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٦ق٢ . ذكر الله ٧٦-٢٢ت٥ . العليم ١ ( ٣٩ ) ٢٣
نعمة الله: ونعمة الإسلام أكبر النعم. والميثاق هنا هو العهد الذي كان لهم مع النبي ﷺ كما جرى ليلة العقبة تحت الشجرة. عقدوا ميثاقا مع الله ( وهو بيعتهم للنبي ﷺ عند إسلامهم ) . ذات الصدور: هي ما تحتويه القلوب.
● يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ( ٨-٥ )
شريعة الله ٨٦-٥-٦ . العليم ١ ( ٣٩ ) ٢٦ب٢ . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٦ق٢
قوامين لله: أي قوامين بالحق وبحقوق الله. بالقسط: بالعدل. ولا يجرمنكم: لا يحملنكم. شنآن قوم: أي بغضكم لهم.
● وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ ( ٩-٥ ) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ( ١٠-٥ )
( ٩-٥ ) الجنة ١١٧-أ٧ث . الجنة ١١٧-ب٦ . ( ١٠-٥ ) آيات الله ٤٢-٤ص٥ . جهنم ١١٥-ت٣-ت٤
لهم مغفرة وأجر عظيم: أي هذا من وعد الله بأن سيكون لهم ذلك. الجحيم: النار شديدة الحر والتأجج.
● يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمُ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ( ١١-٥ )
المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٧. الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٦س
هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم: قيل نزلت في كعب بن الأشرف وأصحابه حين أرادوا أن يغدروا بمحمد ﷺ وأصحابه في دار كعب. وقيل نزلت لما أراد أعرابي غورث بن الحرث أن يقتل رسول الله ﷺ بسيفه ﷺ . وقيل غير ذلك والله أعلم.
● وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمْ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ ( ١٢-٥ )
بنو إسرائيل ٥٥-٣ب٣-١٠ت . الصلاة٧٨-٢٨ .الإنفاق ٨١-٢٠ . الجنة ١١٧-ب٣٠
بعد ذكر ميثاق المسلمين أراد ألله أن يعلمهم بميثاق بني إسرائيل ونقضهم له. وبعثنا منهم: أي أنشأنا أو عينا من كل سبط. نقيبا: كفيلا وأمينا وكبير قومه وضمينهم. وقال الله إني معكم ...: هذا هو الميثاق. وعزرتموهم: أي عظمتموهم ونصرتموهم. سواء السبيل: الطريق السوي أي المستقيم.
● فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ( ١٣-٥ )
محمد ﷺ ٣٩-٣٩ب س٣ . الهداية ٤٨-٣٥ذ٢ . بنو إسرائيل ٥٥-٣ج-٩أث-١٠أ٢ . أحباء الله- الودود ١ ( ٦٠ ) ٢
استئناف للآية السابقة. لعناهم: طردناهم من رحمتنا. قاسية: أي لا تلين إلى الخير ولا تتوب. بل يحرفون الكلم عن مواضعه. يحرفون الكلم عن مواضعه: أي يتأولونه على غير تأويله. ومن ضمن ذلك تحريف نعت النبي ﷺ الذي في التوراة. ونسوا حظا ...: أي نسوا عهد الله الذي أخذه عنهم أنبياؤهم من الإيمان بمحمد ﷺ . مما ذكروا به: مما ذكرهم به الأنبياء والقرآن أيضا. ولا تزال تطلع على خائنة منهم: أي ولا تزال تكتشف خيانة منهم. فاعف عنهم واصفح: هذه آية مرحلية ما لم يكن في ذلك ضرر على المسلمين. واصفح: أعرض عنهم واتركهم.
● وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ( ١٤-٥ )
بنو إسرائيل ٥٥-١٩ . النصارى ٥٦-ث . الحكم ١ ( ٦٧ ) ١١
استئناف في موضوع الميثاق. وهذه المرة مع النصارى. قالوا إنا نصارى: قيل أتباع عيسى عليه السلام سموا أنفسهم نصارى نسبة إلى قرية الناصرة التي ولدت فيها مريم أم المسيح الذي كان بنو إسرائيل يدعونه بيسوع الناصري والله أعلم. أخذنا ميثاقهم: أي أخذنا عليهم العهد في زمن عيسى وبالإنجيل الذي أوتوه بالإيمان الصادق بكتبنا ورسلنا وآخرهم محمد ﷺ والالتزام بما في كتابهم. فنسوا حظا مما ذكروا به: أي فتناسوا وتركوا نصيبا مما أمروا به وذلك في المعتقد وفي الأعمال وكفروا بمحمد ﷺ . وحرفوا معتقداتهم تجاه عيسى وصدوا عن سبيل الله. فأغرينا: فألقينا وألصقنا.
ملاحظة: نفس العداوة والبغضاء نجدها في اليهود فيما بينهم في الآية ( ٦٤-٥ ) . أما المسلمون فلم يجعل الله عداوة مكتوبة ومعلنة بينهم في كتبه بل ألف بين قلوبهم .
● يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ ( ١٥-٥ ) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ( ١٦-٥ )
( ١٥-٥ ) أهل الكتاب ٥٤-٥أ-٦ث١ . كتمان الشهادة ١٠٠-١ث . القرآن ٩-٨س١ . ( ١٦-٥ ) الإسلام ٤٧-٨*** . الهداية ٤٨-٣٣د-٣٨ح . أهل الكتاب ٥٤-٥أ .القرآن ٩-٢٠ث . إذن الله ١ ( ٣٥ ) ٥ . الهادي ١ ( ٥٥ ) ٧ت-٧ج
الخطاب هنا لليهود والنصارى بعد أن ذكرهم بأنهم نسوا حظا مما ذكروا به. كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب: فكان ﷺ يبين لهم بالوحي أي بالقرآن وبما أخبره جبريل عليه السلام كثيرا مما كانوا يخفون. ومن ذلك ما نزل من الأحكام في التوراة والإنجيل وحقيقة رسلهم وكذا نعته ﷺ وبشارة بعثه في تلك الكتب. وفي هذا البيان لهم معجزة. ويعفو عن كثير: أي يتركه الرسول ﷺ مع علمه به ولا يبينه. فالنبي ﷺ أعلمه الله بكثير من أعمالهم. نور: نور يضيء السبيل إلى الله. مبين: أي واضح بالأدلة القاطعة. كله حق لا يكذبه أي شيء وفيه بيان لكل شيء. يهدي به الله من اتبع ....: من اتبع ما رضيه الله يرشده الله بالقرآن إلى طرق النجاة والسلامة. سبل السلام: أي طرق النجاة والسلامة. من الظلمات إلى النور: من ضلال الجهل والكفر إلى الهدى ونور البصيرة. والظلمات سيراها الكافر حقا يوم القيامة وفي جهنم. والنور سيراه المؤمن حقا في الجنة. فنورها المرئي وغير المرئي من نور الله. بإذنه: أي بإذن الله.
وفي الصحيح « والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار » وفي الصحيح أيضا عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ « من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمد ا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وأن الجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل »
● لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ( ١٧-٥ )
عيسى ٣٨-٢٠ . النصارى ٥٦-ب٧أ . الشرك ٥٧-١٩ث١ . تطبيق قواعد النسخ ١١٩-١٨ ( ١ ) . الملك ١ ( ٩ ) ٣ب . مشيئة الله ١ ( ٣٤ ) ١٥ . الخالق ١ ( ١٩ ) ٥ . القدير ١ ( ١٥ ) ٣
لقد كفر ...: الافتراء على الله بهذا الشكل كفر عظيم. الذين قالوا: هم فرقة من النصارى. قيل تدعى باليعقوبية. فمن الكفر والشرك أن تقول بأن الله ابن مريم. وأول من قالوا ذلك قالوه لما رأوا أو سمعوا عن معجزات عيسى مع أنه أخبرهم أنه ليس سوى رسول من الله. ثم تبعهم أمثالهم في الكفر. المسيح: الصديق والذي يسيح في الأرض ويمسح على كل ذي علة فيبرأ منها ويشفى بإذن الله. وهو عيسى عليه السلام. فمن يملك من الله شيئا ...: أي فمن يقدر أن يمنع شيئا من أمر الله وإرادته ؟ يعني من له من الألوهية أو فقط من القدرة ليتصدى لإرادة الله إن شاء أن يعدم المسيح وأمه وكل من في الأرض ؟ والإهلاك العام هنا بمعنى العدم دون إبقاء أجساد ولا أرواح لا في الأرض ولا في السماء. فلا يبقى بعد ذلك إلا الله وحده كما كان أزلا. فلا المسيح ولا أمه اللذان يعتبرهما المشركون إلهين ولا أحد غيرهما يملك منع ذلك ولا حتى أن ينجو بنفسه. ولن يبقى بالتالي أحد يتفوه بما لا يليق بالله ويغضبه. وللذكر: عيسى عليه السلام لم يمت بعد. فقد رفعه الله نائما إلى السماء الثانية فأيقظه هناك ينتظر عودته إلى الأرض. وما بينهما: بين السماوات السبع وعالم الأرض أي بين سقف السماء الأولى والحلقة الأرضية الأولى. يخلق ما يشاء: ومن ذلك خلق عيسى دون أب.
● وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ( ١٨-٥ )
أهل الكتاب ٥٤-١٧ح . مشيئة الله ١ ( ٣٤ ) ٥٠-٥٢أ . الملك ١ ( ٩ ) ٣ب . الرجوع إلى الله ١ ( ٦٥ ) ١ . الغفور ١ ( ٧٠ ) ٨ . ذو عقاب ١ ( ٧٥ ) ٤
وما بينهما: بين السماوات السبع وعالم الأرض أي بين سقف السماء الأولى والحلقة الأرضية الأولى.
● يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ( ١٩-٥ )
أهل الكتاب ٥٤-٦ث١ . القدير ١ ( ١٥ ) ٣
عودة إلى تذكير أهل الكتاب بنبوة ورسالة النبي ﷺ . فبُعث ﷺ أيضا لأجلهم . فترة من الرسل: أي انقطاع. مدة طويلة بين محمد ﷺ وآخر رسول أي عيسى عليه السلام. أن تقولوا: أي لئلا تقولوا يوم حسابكم. فالبشرى ببعث رسول قد تحققت. بشير: أي يبشر برضا الله والجنة. نذير: مخوف من عذاب الله. قدير: ومن قدرته إرسال الرسل وتحقيق ما يبشرون به وما ينذرون.
إرسال تعليق