● إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ ( ٧٦-٢٨ ) وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ( ٧٧-٢٨ ) قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ القُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ ( ٧٨-٢٨ )
( ٧٦-٢٨ ) موسى ٢٦-٦٤ح . طبيعة الكافرين ٦٢-٢٢أج . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-١٩ث٥ . ما لا يحبه الله ١ ( ٦١ ) ٣ . ( ٧٧-٢٨ ) موسى ٢٦-٦٤ح . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-١٥ج-٢٠ج٣-٣٤ت . الحياة الدنيا ١٠٥-١٣أ . الآخرة ١١٢-٧ . الجنة ١١٧-ب٢٤ . ما لا يحبه الله ١ ( ٦١ ) ٢ . ( ٧٨-٢٨ ) موسى ٢٦-٦٤ح . الإنسان ٥١-٢١ت٤ت . القرون القديمة٥٣-٤س . اعتقادات الكافرين ٦٠-٢٩ . العقاب في الحياة الدنيا ١٠٧-٢١خ١ . يوم الحساب ١١٤-٢٦د
من قوم موسى: أي بلا شك من سبطه من أسباط بني إسرائيل. فبغى عليهم: طغى عليهم بماله الكثير. كان مغرورا به وبذكائه . بلا شك كان يتعاون على قومه مع رجال فرعون. وكان كافرا فجمعه الله في آياته مع فرعون وهامان وأهلكه قبل مغادرة بني إسرائيل مصر. مفاتحه لتنوأ بالعصبة أولي القوة: هذه المفاتح تثقل الجماعة من الأقوياء الذين يحملونها وتميل بهم. لا تفرح: لا تفرح فرح بطر واستعلاء لكثرة مالك. وابتغ فيما آتاك الله ......: أي استعمل ما آتاك الله من مال وقدرات لأجل الآخرة وخذ منه نصيبا لدنياك. وأحسن عملك وعبادتك وإلى خلق الله وفي الأمور كلها كما أحسن الله إليك. ولا تبغ الفساد في الأرض: أي لا تطلب الفساد وتسعى إليه. أوتيته على علم عندي: أي مالي نتيجة خبرتي في شؤون التجارة وإدارة المال. والعلم هنا ليس التوراة كما قيل لأنه كان غنيا ومات قبل نزولها. ثم إنه كان كافرا كما قال تعالى: إلى فرعون وهامان وقارون فقالوا ساحر كذاب ( ٢٤-٤٠ ) . القرون: وهي هنا الأجيال. وأكثر جمعا: أي للمال ومتاع الدنيا. ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون: أي لا يسألون عما فعلوا لأن الله هو الذي سينبئهم بذلك . وسيلقون أيضا كتب أعمالهم تخبرهم بما فعلوا وتذكرهم بما نسوا . ولكنهم سيسألون عن الذي دفعهم لارتكاب جرائمهم . وذلك موقف حرج أمام الله .
● فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ( ٧٩-٢٨ ) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ ( ٨٠-٢٨ ) فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنْتَصِرِينَ ( ٨١-٢٨ ) وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخُسِفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ ( ٨٢-٢٨ )
( ٧٩-٢٨ ) موسى ٢٦-٦٤ح . طبيعة الكافرين ٦٢-٢٢أج . ( ٨٠-٢٨ ) موسى ٢٦-٦٤ح . العالمون والجاهلون ٦٦-أ٦-أ٨ت . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٧دأ-٢٠ج٨ . الجنة ١١٧-ب٦ش-ب٢١ . الله يجزي ١ ( ٧٣ ) ٦ . ( ٨١-٢٨ ) موسى ٢٦-٦٤ح . ( ٨٢-٢٨ ) موسى ٢٦-٦٤ح . جهنم ١١٥-ب٤٦ . الرزاق- القابض- الباسط ١ ( ٥٣ ) ٨أ . مشيئة الله ١ ( ٣٤ ) ٤٤
فخرج على قومه: أي بعد نصحهم له ومواعظهم. في زينته: في مظهر غناه وترفه. حظ: نصيب. ويقصدون به النصيب في الدنيا. الذين أوتوا العلم: أي الذين يعلمون علم اليقين بأمور الدين والدنيا. ويلكم: كلمة زجر تنهيهم عن هذا التمني ( يتمنون أن يكونوا مثل قارون في الغنى مع أنه كان من المفسدين ) . ولا يلقاها: أي الدار الآخرة وهي المذكورة في آية قبل هذه أو الجنة التي هي ثواب الله. فخسفنا به وبداره الأرض: أي غار فيها وغاب وكذا داره وأمواله. فئة: جماعة. ... فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله: أي لم يجد أحدا من جماعته ينصره وقت خسفه دون الله. فعرف ذلك لما فات الأوان لأنه كان كافرا. وما كان من المنتصرين: فلم ينصر نفسه. فأصبحوا يعلمون ويعترفون بأن الله هو الرزاق. ويكأن: وي حرف تندم وتعجب. والكاف كاف الخطاب. كأنهم أصبحوا يقولون: احذروا وانتبهوا فإن الله يبسط الرزق ... احذروا فإنه لا يفلح الكافرون. يبسط: يوسع. ويقدر: يضيق.لا يفلح: لا يفوز ولا يسعد.
● تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ( ٨٣-٢٨ )
طبيعة المؤمنين ٧٠-٣٩ج . الآخرة ١١٢-٧ . الجنة ١١٧-ب١٠-ب٢٤
تلك الدار الآخرة: أي الدار الآخرة التي ذكرها قوم قارون له في الآية السابقة ( ٧٧-٢٨ ) . وهذه الآية توضح لمن ستكون. ويقصد بها هنا الجنة. لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا: أي لا يريدون استعلاء على الناس ظلما. والفساد يشمل كل شر وسوء عمل وأكبره الشرك بالله. فقارون كان من الذين يتعالون في الأرض ويفسدون. والعاقبة : العاقبة المحمودة في الدار الآخرة.
● مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ( ٨٤-٢٨ )
طبيعة الكافرين ٦٢-٢٢أح . يوم الحساب ١١٤-٣٢د-٣٢ذ
من جاء: أي من جاء يوم الحساب. وهذا تفصيل للعاقبة المذكورة في الآية السابقة. خير منها: فالحسنة بعشر أمثالها ويضاعف الله لمن يشاء أكثر من ذلك.
● إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ( ٨٥-٢٨ )
محمد ﷺ ٣ ٩-٢١خ-٤٨أ . الهادي ١ ( ٥٥ ) ٨
فرض عليك القرآن: أي كلفك بتلقي الوحي وتبليغه. معاد: وهو لقاء الله يوم القيامة كما قال " ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ( ٩٤-٩ ) ". وقيل إلى مكة ليفتحها. من جاء بالهدى: وهو هنا محمد ﷺ . هذا لما قالوا عنه أنه ضال. مبين: واضح. وهذا المعاد سيكون عسيرا على كل من كان في ضلال مبين. أي لو كنت ضالا أو افتريت على الله فسيردني إلى معاد لا ينجو منه إلا المؤمنون الصادقون.
● وَمَا كُنتَ تَرْجُوا أَنْ يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِلْكَافِرِينَ ( ٨٦-٢٨ )
محمد ﷺ ٣ ٩-٢١خ-٣٦ب ت٨-٤٣ت . المؤمنون والكافرون ١٠٣-ت١١ب-ت١٢
إلا رحمة من ربك: هذه الرحمة هي التي جعلتك تتلقى القرآن. فلم يكن يخطر ببالك أنه سيوحى إليك. ظهيرا: معينا. فبهذا القرآن الذي أيدك به الله أصبحت من أهله فلا يجوز لك ( ولا لأي مؤمن ) أن تعين الكفار باتباعهم في ما يناقضه.
● وَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ( ٨٧-٢٨ )
محمد ﷺ ٣ ٩-٣٠ج . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٩ج . المؤمنون والمشركون ١٠٢-ب١
ولا يصدنك عن آيات الله: أي لا يجعلونك تعرض عنها. بعد إذ أنزلت إليك: أي بعد أن أصبحت معلومة لديك لأن لا عذر لمن أعرض وهو يعلم.
● وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ( ٨٨-٢٨ )
محمد ﷺ ٣ ٩-٣٧ث . الشرك ٥٧-٦ . أدعية المؤمنين ٦٩-٣ . الموت ١١٠-٥أ-٥ث . الأبقى ١ ( ٢٣ ) . الإله- الواحد ١ ( ٣ ) ٣ب . الرجوع إلى الله ١ ( ٦٥ ) ٦
إلا وجهه : أي يبقى الله بكل صفاته. فهو بها في كل مكان. والوجه عند الإنسان هو الجهة الأمامية التي منها يرى ويقصد مقاصده ... الخ.
*****
إرسال تعليق