● وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ ( ٢٢-٢٨ ) وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ ( ٢٣-٢٨ ) فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ( ٢٤-٢٨ )
( ٢٢-٢٣-٢٨ ) موسى ٢٦-١٧ . ( ٢٤-٢٨ ) موسى ٢٦-١٧ . أدعية المؤمنين ٦٩-١٨ر
تلقاء مدين: أي في جهة مدين. وهي المدينة المذكورة في قصة شعيب. يهديني سواء السبيل: كان لا يعرف الطريق وطلب من الله أن يهديه إلى مدينة مدين. ورد ماء مدين: أي وصل ماء مدين يريد الشرب. ماء مدين: أي بئر هناك. أمة: جماعة. يسقون: يسقون مواشيهم. تذودان: تمنعان أغنامهما عن الماء. ما خطبكما: ما شأنكما لا تسقيان غنمكما. قالتا لا نسقي حتى ...: كان هذا من قلة قوتهما ومن حيائهما بأن لا يختلطا بالرجال. يصدر الرعاء: أي يصرف الرعاة مواشيهم عن الماء. إني لما أنزلت إلي من خير فقير: أي إني فقير لأي خير تنزله إلي. والمعنى هو أنه كان محتاجا إلى طعام.
● فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ( ٢٥-٢٨ ) قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ( ٢٦-٢٨ ) قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَةَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ ( ٢٧-٢٨ ) قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ ( ٢٨-٢٨ )
( ٢٥-٢٦-٢٨ ) موسى ٢٦-١٧ . ( ٢٧-٢٨ ) موسى ٢٦-١٧ . مشيئة الله ١ ( ٣٤ ) ٢٧ . ( ٢٨-٢٨ ) موسى ٢٦-١٧ . الوكيل ١ ( ٤٨ ) ٢أ
القوي الأمين: كان قوي البنية. أما الأمانة فكانت في أخلاقه منذ رأته إلى أن أحضرته إلى أبيها. تأجرني: أي تكون أجيرا لي في رعي غنمي. حجج: سنين. فمن عندك: أي من فضلك. الصالحين: الصالحين في حسن المعاملة والصحبة والوفاء بالعهد. فلا عدوان علي: أي لا تبعة علي بطلب الزيادة على أي الأجلين. وكيل: أي حافظ لما اتفقنا عليه. وهو من سيعدل إن وقع مكروه.
● فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جِذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ ( ٢٩-٢٨ )
موسى ٢٦-١٨ت
الأجل: أي الأجل المتفق عليه بينه وبين الشيخ أب امرأته. آنس: أبصر عن بعد. الطور: الجبل الذي عليه شجر. امكثوا: امكثوا في مكانكم. آنست: أبصرت عن بعد. وهذا لما غادر موسى مدين. بخبر: بخبر لأنه ضل عن الطريق. جذوة: قطعة من الجمر أو شعلة. تصطلون: أي تستدفئون من البرد.
● فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِنَ شَاطِئِ الْوَادِي الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ( ٣٠-٢٨ ) وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ ( ٣١-٢٨ )
( ٣٠-٢٨ ) موسى ٢٦-١٨ث-١٨ث٢-١٨ج . ما يباركه الله في القرآن ٤١-٩ . الرب ١ ( ٢٢ ) ٢ . ( ٣١-٢٨ ) موسى ٢٦-١٨خ٣ . الأمثال ٤٦- ٢٦ر
أول اتصال له بالله. أتاها: أي وصل إلى مكان النار فوجد شجرة تضطرم نارا دون أن تحترق. شاطئ الواد الأيمن: الواد هو الأرض التي بين جبلين. وشاطئه جانبه. الأيمن: ربما هو الذي من جهة غروب الشمس. أنظر تفاصيل عن أيمان وشمائل الأشياء وكذا الأرض في عالم البصريات في فقرة اتجاهات الكون في كتاب قصة الوجود. فموسى كان مارا في الوادي بين جبلين فناداه الله من شاطئه الأيمن. والأيمن هنا نعت لشاطئ الوادي. أي أيمن الوادي. ولا يمكن هنا أن يكون الجانب الأيمن للطور. أما في الآية الأخرى: " وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا ( ٥٢-١٩ ) " فالأيمن هنا نعت للطور وليس لجانبه. وهو " الغربي " أيضا الذي من جهة الغروب كما قال تعالى: " وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ ( ٤٤-٢٨ ) " . في البقعة المباركة: مباركة لأن منها كلم الله موسى لأول مرة وبارك عليه بأن جعله نبيا. ومن تم بدأت رسالته لتحرير بني إسرائيل. من الشجرة: تلك البقعة كانت تلي الشجرة. العالمين: كل الكائنات الحية. تهتز: تتحرك بشدة. جان: نوع من الحيات خفيف الحركة. كأنها جان: التشبيه هنا في سرعة الحركة. أما العصا فانقلبت فعلا إلى ثعبان مبين كما ذكر في آية أخرى. أي هذا الثعبان كان يهتز بسرعة كأنه حية صغيرة. ولى مدبرا: هرب من حيث أتى. ولم يعقب: لم يرجع ولم يلتفت.
● اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهَبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَإِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ( ٣٢-٢٨ )
موسى ٢٦-١٨خ٤-١٨خ٥
اسلك: أدخل. جيبك: فتحة القميص التي فوقها أعلى الصدر والعنق. بيضاء: أي يصبح لون اليد أبيض كبياض اللبن. من غير سوء: دون مرض كالبرص وغيره. واضمم يدك إلى جناحك: أي أمسك يدك بجناحك واجمع بينهما. جناحك: جنبك تحت العضد ( الأيسر هنا ) وهو في محل الجناح. واضمم إليك جناحك من الرهب: أي ليذهب عنك الخوف. وملإه: جماعة أشراف القوم. فاسقين: خارجين عن إطاعة الله.
● قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ ( ٣٣-٢٨ ) وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِي رِدًا يُصَدِّقْنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ ( ٣٤-٢٨ ) قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ ( ٣٥-٢٨ )
( ٣٣-٢٨ ) موسى ٢٦-١٨ذ . ( ٣٤-٢٨ ) موسى ٢٦-١٨ز . الكلمة الطيبة ٨٤-٢٢ . ( ٣٥-٢٨ ) موسى ٢٦-١٨س . التنبؤات ٤٤-أ١٣
ردا: أي معينا. يصدقني: أي يصدقني أمام فرعون وملئه . سنشد عضدك بأخيك: أي سنقويك به. والعضد هو غليظ الذراع. سلطانا: برهانا ذا قوة. فلا يصلون إليكما بآياتنا: أي آياتنا ستمنعهم من أن يؤذوكما. وهذا تنبؤ.
● فَلَمَّا جَاءَهُمْ مُوسَى بِآيَاتِنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُفْتَرًى وَمَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ ( ٣٦-٢٨ )
موسى ٢٦-٢٦ب
بينات: واضحات تدل على أنها من عند الله. وما سمعنا بهذا: أي بأن كل الآلهة باطلة سوى الله واحد.
● وَقَالَ مُوسَى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جَاءَ بِالْهُدَى مِنْ عِنْدِهِ وَمَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ( ٣٧-٢٨ )
موسى ٢٦-٢٧ . جهنم ١١٥-ب٤٦ . الجنة ١١٧-أ١٣-ب٢ . العليم ١ ( ٣٩ ) ١٥-١٨
ربي أعلم بمن جاء بالهدى: أي ليس ما سمعتم أو ما علمتم أنتم هو المرجع للحق بل الله هو أعلم برسله سواء الآن أم في الماضي. عاقبة الدار: العاقبة المحمودة في الدار الآخرة. لا يفلح: لا يفوز ولا ينجح ولا يسعد. الظالمون: والكافرون أعظمهم.
● وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ ( ٣٨-٢٨ ) وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمُ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ ( ٣٩-٢٨ )
( ٣٨-٢٨ ) موسى ٢٦-٥٢ . الشرك ٥٧-١٩ذ٣ . اعتقادات الكافرين ٦٠-٢٤ح٦ . ( ٣٩-٢٨ ) موسى ٢٦-٥٢
الملأ: جماعة أشراف القوم. فأوقد لي يا هامان على الطين: أي اطبخ لي الآجر. ج آجرة: ما يبنى به من الطين المشوي. صرحا: قصرا أو بناء عاليا. وظنوا: أي أيقنوا.
● فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ ( ٤٠-٢٨ ) وَجَعَلْنَاهُمُ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ ( ٤١-٢٨ ) وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ ( ٤٢-٢٨ )
( ٤٠-٢٨ ) موسى ٢٦-٦٤أ-٦٤ذ . محمد ﷺ ٣ ٩-٤٠خ . ( ٤١-٢٨ ) موسى ٢٦-٢٢-٦٤س٣ . طبيعة الكافرين ٦٢-٢٢أب-٢٢أخ . الله تجاه الكافرين ٦٤-٨ص . يوم الحساب ١١٤-٤٨غ٣٦ح . ( ٤٢-٢٨ ) موسى ٢٦-٢٢-٦٤ز . طبيعة الكافرين ٦٢-٢٢أخ . الله تجاه الكافرين ٦٤-٥ . يوم الحساب ١١٤-٤٨ر-٤٨غ١٦
فنبذناهم: طرحناهم. اليم: البحر. الظالمين: الظالمين في المعتقد والأعمال. أئمة: زعماء وقادة يقتدى بهم. أي أضلهم الله بظلمهم ويسر لهم سبيل الكفر ليكونوا رؤساءه. ومعاقبة إمام الكفار أكبر. يدعون إلى النار: يدعون أتباعهم في كفرهم وجرائمهم. وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة: فهم منذ هلاكهم في أسفل سافلين في سجين يعرضون على النار غدوا وعشيا ويلعنهم كل من علم بقصتهم من المؤمنين. واللعنة هي الطرد من رحمة الله. المقبوحين: المبعدين والمشوهين.
إرسال تعليق