● وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ( ١١٢-١٦ ) وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ ( ١١٣-١٦ )
الأمثال ٤٦-٤٥
مثل عن قرية عوقبت لكفرها ( كأهل مكة مثلا ) . ينطبق هذا المثل على كل قرية بهذه الأوصاف بعث فيها رسول من الله. ومكة مثل واضح. ففيها الحرم الآمن. وكان الناس يتخطفون من حولها. وتجبى إليها ثمرات كل شيء. وأهلها كفروا بالنبي ﷺ . لباس الجوع: أي أصبح الجوع لاصقا بهم كاللباس. والخوف: وهو الخوف من أن يهجم عليهم محمد ﷺ وجيوشه. بما كانوا يصنعون: وهو كفرهم وشركهم ومكرهم ضد الإسلام والمسلمين. رسول منهم: هو محمد ﷺ . فأخذهم العذاب: وهو هنا الجوع والقحط والخوف. وتدخل هنا أيضا هزائمهم كهزيمة بدر.
● فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمُ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ( ١١٤-١٦ )
نعم الله على الناس ٥٢-٣٩ . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٦ل٢-٢٩أ١
فكلوا مما رزقكم الله ...: هذه الآية للمؤمنين بعد أن ضرب الله مثلا للذين يكفرون بأنعم الله في الآية السابقة. طيبا: أي ليس فيه خبث.
● إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ( ١١٥-١٦ )
الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٢٩ب١ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ١٠
استئناف في موضوع الأطعمة. وما أهل: من الإهلال وهو رفع الصوت. غير باغ: أي غير باغ للاضطرار. يعني جعلته الظروف في حالة اضطرار دون إرادته. ولا عاد: أي لا يتعدى في الأكل القدر الذي يبطل الاضطرار.
● وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ( ١١٦-١٦ ) مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ( ١١٧-١٦ )
أعمال الكافرين ٦٣-٩ت . الله تجاه الكافرين ٦٤-١١ . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٢٩ب٤ . جهنم ١١٥-ت٤ ( ٣٢ )
لما تصف ألسنتكم الكذب: أي لا تقولوا الكذب الذي هو مما تصف ألسنتكم عن الحلال والحرام: هذا حلال وهذا حرام. لا يفلحون: لا يفوزون بسعادة الدنيا ولا بالآخرة. متاع: هو كل ما ينتفع به انتفاعا غير باق. وهو هنا المنفعة التي قصدوها بافترائهم على الله.
● وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا مَا قَصَصْنَا عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ( ١١٨-١٦ )
بنو إسرائيل ٥٥-٣ب٥ب أ
استئناف آخر في موضوع الأطعمة. من قبل: أي في سورة الأنعام. يظلمون: يظلمون بالمعاصي الكبيرة.
● ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ( ١١٩-١٦ )
التوبة ٧٥-٤-٥ب٣ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ١٠
السوء: السوء كالذي ذكر في الآيات السابقة من الافتراء على الله. والآية عامة عن كل سوء. وأصلحوا: أصلحوا ما أساءوا وأصلحوا أنفسهم. بعدها: بعد الجهالة التي جعلتهم يقترفون السوء ثم تابوا من ذلك.
● إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ( ١٢٠-١٦ ) شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ( ١٢١-١٦ ) وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ( ١٢٢-١٦ )
( ١٢٠-١٦ ) إبراهيم ﷺ ١٧-٢أ . ( ١٢١-١٦ ) إبراهيم ﷺ ١٧-٦-١٠ب . نعم الله على الناس ٥٢-٤٠ . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٦ل١٤ . ( ١٢٢-١٦ ) إبراهيم ﷺ ١٧-٣١
أمة: أمة لوحده متميزا عن أهل زمانه المشركين بقنوته لله. قانتا لله: مسلما خاضعا مطيعا. حنيفا: أي مائلا عن الباطل إلى الدين الحق. كان يعرض دوما عن المشركين باحثا عن الذي يريده الله لعباده. فمن أعرض في الدين عن شيء يعلم أنه باطل وبحث عن الحق ثم وجده واتبعه فهو حنيف. اجتباه: اختاره واصطفاه. حسنة: والحسنة تشمل كل عطاء حسن. لمن الصالحين: أي من أصحاب الجنة.
● ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ( ١٢٣-١٦ )
محمد ﷺ ٣ ٩-٤٠ذ٢ . مفهوم الناسخ والمنسوخ ١١٨-٧ . إبراهيم ﷺ ١٧-٢أ
ثم أوحينا إليك: أي بعد أن جاء دورك أيها النبي. ملة: دين. حنيفا: أنظر الآية السابقة ( ١٢٠-١٦ ) . وما كان من المشركين: أي هذا من ضمن ما أوحينا إليك بأن" اتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين". وهذا ليس تكرارا لقوله: " ولم يك من المشركين " وإنما بيان لما أوحى الله إلى نبيه ﷺ .
● إِنَّمَا جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ( ١٢٤-١٦ )
بنو إسرائيل ٥٥-١٦ر٢ . الحكم ١ ( ٦٧ ) ١١د
إنما جعل السبت ...: أي لم يفرض السبت في ملة إبراهيم عليه السلام لأن الآية جاءت بعد ذكره. ولم يفرض إلا على هؤلاء. السبت: هو هنا الاستراحة المفروضة من كل عمل يجلب فقط نفعا دنيويا. فعقابا لهم على اختلافهم فيما جاء به موسى ومنه كما قيل عدولهم عن تعظيم ما أمروا به أي يوم الجمعة حرم عليهم كل عمل يوم السبت الذي فضلوه على سواه إلا التفرغ لعبادة الله. على الذين اختلفوا فيه: أي فرض السبت على الذين اختلفوا فيه فأصبح واجبا عليهم وعلى من اتبعهم. من لم يلتزم منهم بما أمر الله فيه عوقب في الدنيا أو في الآخرة.
● ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ( ١٢٥-١٦ )
محمد ﷺ ٣ ٩-٣٢ح٣ . الإسلام ٤٧-٨ . الكلمة الطيبة ٨٤-١٦-٢٢ . الهادي ١ ( ٥٥ ) ٨ . العليم ١ ( ٣٩ ) ١٩-١٩-٢٨
بالحكمة: أي بالقرآن والسنة. إن ربك هو أعلم ...: أي أعلم بمن كان من أهل النار ومن كان من أهل الجنة. فجادل الناس بالتي هي أحسن حتى وإن بدوا لك من الكافرين. فالله أعلم بمن سيؤمن أو سيكفر قبل موته.
● وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ ( ١٢٦-١٦ )
الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٧خ . شريعة الله ٨٦-١٢ب-١٢ت-١٢ج
وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به: قيل نزلت في قتلى أُحُد حين مثلت بهم قريش. ولئن صبرتم: أي عن الانتقام. فصبر المسلمون وكفر النبي ﷺ عن يمينه لما حلف على أن ينتقم لحمزة رضي الله عنه الذي قتل ببشاعة. ولئن صبرتم: أي عن الانتقام. خير للصابرين: أي خير في الدنيا والآخرة.
● وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ ( ١٢٧-١٦ ) إٍنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ( ١٢٨-١٦ )
( ١٢٧-١٦ ) محمد ﷺ ٣ ٩-٣٠ش١-٣٦ب أ٤ . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٧ت . الولي ١ ( ٥٨ ) ١٣ت . ( ١٢٨-١٦ ) الولي ١ ( ٥٨ ) ١٣ب-١٣ج
استئناف في موضوع الصبر. وما صبرك إلا بالله: فمصدر الصبر من الله كما أنه مصدر كل قوة ﴿ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ﴾ ( ٣٩-١٨ ) ) ولا تحزن عليهم: أي ولا تحزن لأنهم لم يؤمنوا. ولا تك في ضيق: أي لا يضق صدرك. محسنون: أي محسنون بصبرهم وفي أعمالهم.
*****
إرسال تعليق