● فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ( ٦٣-١٢ ) قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حِفْظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ( ٦٤-١٢ ) وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ وَجَدُوا بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ ( ٦٥-١٢ ) قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِي مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ لَتَأْتُونَنِي بِهِ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ ( ٦٦-١٢ )
( ٦٣-١٢ ) يوسف ٢٢-٢٣ . ( ٦٤-١٢ ) يوسف ٢٢-٢٣ . الرحمان ١ ( ٦ ) ٤ . الحفيظ ١ ( ٤٨ ) ٢ب . ( ٦٥-١٢ ) يوسف ٢٢-٢٣ . ( ٦٦-١٢ ) يوسف ٢٢-٢٣ . الوكيل ١ ( ٤٨ )
منع منا الكيل: أي منع منا في المرة القادمة إن لم نذهب ببنيامين. نكتل: نشري القوت. فالله خير حفظا: قال لهم يعقوب ذلك لما قالوا: وإنا له لحافظون مع أنهم لم يحافظوا على يوسف. أرحم الراحمين: وأرجو أن يرحمني بحفظه ورده إلي. متاعهم: رحالهم وأغراضهم. ما نبغي: أي ماذا نطلب أكثر من هذا ؟ بضاعتنا: ثمن قوتنا. ونمير أهلنا: أي نجلب لهم الطعام. كيل بعير: أي حمل بعير لأخينا بنيامين. فكان يوسف لا يبيع أكثر من حمل بعير للشخص الواحد نظرا للقحط الذي أصاب البلد. كيل يسير: يسير لأننا سنكتال لأهلنا بالبضاعة التي ردت إلينا. أي هذا الكيل لن يكلفنا أي شيء. موثقا من الله: أي عهدا باليمين يوثق به. إلا أن يحاط بكم: إلا أن تغلبوا أو تهلكوا جميعا. وكيل: شهيد وحافظ لما اتفقنا عليه. وهو من سيعدل إن وقع مكروه.
● وَقَالَ يَابَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ( ٦٧-١٢ ) وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمُ أَبُوهُمْ مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ( ٦٨-١٢ )
( ٦٧-١٢ ) يوسف ٢٢-٢٤ . مشيئة الله ١ ( ٣٤ ) ١١ب . الولي- الوكيل ١ ( ٥٨ ) ١٥ . الحكم ١ ( ٦٧ ) ١ . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٦س . ( ٦٨-١٢ ) يوسف ٢٢-٢٤ . الناس ٥٠-١٩ت . المعلم ١ ( ٣٨ ) ١٧
نصح يعقوب أولاده بأن يدخلوا المدينة من أبواب متفرقة احتياطا لكل أذى إلا ما شاء الله. لا تدخلوا من باب واحد: هذا احتياط لم يتخذه إخوة يوسف في المرة الأولى. لقد أحس يعقوب بشيء غير طبيعي تجاه طلب العزيز بإحضار بنيامين والبضاعة التي ردت. ولولا القحط الذي أصاب الناس ما كان ليرسل بنيامين فأراد ألا يعرف أحد أن أبناءه الذين لهم قصة خاصة مع العزيز دخلوا المدينة. فعددهم كان يجلب الأنظار. وبهذا الاحتياط إن وقع مكروه ما لبعضهم سلم منه الآخرون ولن يحاط بهم. وكان خوفه على بنيامين أكثر لأنه هو المطلوب. وما أغني عنكم من الله من شيء: أي لا أدفع عنكم من قضاء الله شيئا. إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها: فقضاها بذلك الاحتياط لترتاح نفسه شيئا ما من الخوف على أولاده وليجنبهم مصائب الأسباب الظاهرة لا ليدفع عنهم شيئا من قضاء الله. وإنه لذو علم لما علمناه: وبهذا العلم استنتج ذلك الاحتياط. ولكن أكثر الناس لا يعلمون: أي مثل هذه الأمور.
● وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ( ٦٩-١٢ ) فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ ( ٧٠-١٢ ) قَالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ مَاذَا تَفْقِدُونَ ( ٧١-١٢ ) قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ ( ٧٢-١٢ ) قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ ( ٧٣-١٢ ) قَالُوا فَمَا جَزَاؤُهُ إِنْ كُنتُمْ كَاذِبِينَ ( ٧٤-١٢ ) قَالُوا جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ ( ٧٥-١٢ ) فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ( ٧٦-١٢ )
( ٦٩-٧٠-٧١-٧٢-٧٣-٧٤-٧٥-١٢ ) يوسف ٢٢-٢٥ . ( ٧٦-١٢ ) يوسف ٢٢-٢٥ . العالمون والجاهلون ٦٦-أ٢ . تطبيق قواعد النسخ ١١٩-٢١ . مشيئة الله ١ ( ٣٤ ) ٣٤-٣٧ . الله يختار ١ ( ٥٩ ) ١أ . مكر الله ١ ( ٦٢ ) ٣
آوى: ضم. تبتئس: تحزن. بما كانوا يعملون: أي بحسدهم لنا وبما فعلوا بي. جهزهم بجهازهم: أوفى لهم كيلهم ليسافروا به إلى بلدهم. السقاية: إناء يشرب فيه الملك واتخذ كصاع للكيل. قيل كان من ذهب. رحل: أي ما يجعل على ظهر البعير. العير: القافلة. صواع: صاع أو مكيال. حمل بعير: أي كمكافأة. زعيم: أي كفيل أؤديه إليه. تالله: قسم. فما جزاؤه إن كنتم كاذبين: أي كيف نعاقب سارقه إن كذبتم ووجدنا الصاع في متاعكم ؟ جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه: أي من وجد في رحله صاع الملك سيكون بذاته جزاء السرقة أي يسلم إلى صاحب الصاع ليكون عبدا عنده. كذلك نجزي الظالمين: أي تلك عادتنا في معاقبة السارقين. كذلك كدنا ليوسف: كان هذا الكيد من إلهام الله له. ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك: أي طبقا لقوانين الملك ما كان يوسف ليحرم بنيامين من حريته ولو سرق بل كان للسرقة في مصر حكم آخر. لكن بمكيدته أخذ عن إخوته وهو عليم بشريعتهم الالتزام بأن يعاقب السارق بالرق. إلا أن يشاء الله: فشاء الله في هذه الحالة. نرفع درجات من نشاء: فرفع الله درجة يوسف فوق درجة إخوته بل وفوق دين الملك. فخالف حكم البلد دون مشكلة بمكيدة وعلم. ومثل هذه الآية عن إبراهيم ﷺ ( ٨٣-٦ ) . وفوق كل ذي علم عليم: فالناس وكل الخلق العاقل درجات في العلم.
● قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ ( ٧٧-١٢ ) قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ( ٧٨-١٢ ) قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ ( ٧٩-١٢ )
( ٧٧-١٢ ) يوسف ٢٢-٢٥ . العليم ١ ( ٣٩ ) ٢٤ . ( ٧٨-٧٩-١٢ ) يوسف ٢٢-٢٥
سرق أخ له من قبل: قيل هذا راجع إلى مكيدة عمة يوسف به وهي أكبر ولد إسحاق. فلكي تبقيه في بيتها وهو إذ ذاك طفل صغير حزمت منطقة إسحاق تحت ثيابه ثم اتهمته بالسرقة لكي يكون لها الحق طبقا لشريعتهم بأن تبقيه كعبد عندها. فأسرها يوسف في نفسه: لأن اتهامه بالسرقة كذب وافتراء عليه. قال أنتم شر مكانا: أي قال في نفسه بأنهم هم الذين في شر وضعية بما فعلوا به. بما تصفون: وهو افتراؤهم. العزيز: أي في المنصب. فرئيس كل منصب كان يسمى عندهم عزيزا. معاذ الله: أي أعوذ بالله.
● فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا قَالَ كَبِيرُهُمُ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ( ٨٠-١٢ ) ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حافِظِينَ ( ٨١-١٢ ) وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ ( ٨٢-١٢ )
( ٨٠-١٢ ) يوسف ٢٢-٢٥ . الحكم ١ ( ٦٧ ) ٢ . ( ٨١-١٢ ) يوسف ٢٢-٢٥ . الكتاب الخالد ٣-٢٦أ . ( ٨٢-١٢ ) يوسف ٢٢-٢٥
خلصوا نجيا: أي انفردوا متناجين متشاورين. موثقا: عهدا باليمين. ومن قبل ما فرطتم في يوسف: أي وتفريطكم في يوسف من قبل. فلن أبرح الأرض: أي لن أفارق مصر. أو يحكم الله لي: أي يحكم بما قدر لي من مصير. وما شهدنا إلا بما علمنا: أي لم نشهد بكذب أثناء الحكم. وما قلنا إلا ما كنا نعلم. وما كنا للغيب حافظين: أي ما كنا لنعلم الغيب وفوجئنا بما فعل بنيامين. واسأل القرية: هي مصر. أي ابعث من يسأل هناك. والعير: القافلة.
● قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمُ أَنفُسُكُمُ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ( ٨٣-١٢ )
يوسف ٢٢-٢٦ . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٧ث-٧ز . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ١٤
سولت: زينت وسهلت. فصبر جميل: أي لا جزع فيه ولا شكوى إلا إلى الله. بهم جميعا: أي بيوسف وبنيامين والابن الأكبر الذي ظل في المدينة . العليم الحكيم: عليم بحالهم وبحالي الحكيم في تدبير شؤون خلقه ومنها مصير أولادي.
إرسال تعليق