٤٥- شكل جنة الخلد وجنات الدنيا وشكل الكون (3/39)
٤٥ت- ملائكة السماوات السبع في الجنة وفضول الجنة:
١- إن ملائكة الدنيا سيكونون في الثلث الذي عن اليمين والثلث الذي عن الشمال من كل طبقة باستثناء الطبقة الأولى ( وسنرى لماذا ). ففي أطراف هذه الطبقة توجد بعض فضول الجنة. وعن خارجها في الطبقة الثانوية الثانية يوجد أسفل بنيان أول درجة من مدرجات الجنة وأعلاه في الطبقة الثانية. وسيكون فوقه ملائكة السماء الأولى ( أنظر الرسم المبين لذلك في آخر الكتاب: الرسمان ١١أ - ١١ب ). وفضول الجنة عن اليمين وعن الشمال سينشئ لهما سبحانه خلقا آخر. ومقدار حجمها بالضبط هو كالتالي:
ثلث الطبقة الأولى الذي عن اليمين ومثله الذي عن الشمال ننقص منهما حجم أسفل بنيان أول درجة من مدرجات الجنة عن اليمين وعن الشمال. نضيف إليهما ثلثي ما تبقى اللذين سيكونان تحت أنواع من الإنس والجن الذين كلهم الآن مؤمنون ولا يموتون حتى تقوم الساعة وهم حاليا في ثلثي المنطقة المعمورة من الحلقة الأرضية. ثلث في اليمين وثلث في الشمال. نضيف إلى ذلك ثلثي ما تبقى اللذين سيكونان تحت مناطق الإنس والجن الذين كلهم الآن أيضا مؤمنون ولكنهم يموتون ويخلف بعضهم بعضا ( أنظر الفقرة ٢١ب ). فأدنى كل هؤلاء إيمانا وعملا سيكونون في الطبقة الثانية من الجنة. بالتالي فضول الجنة من جهة اليمين ( ومثلها في جهة الشمال ) تساوي ٢٧ / ١٣ حجم الطبقة الأولى ( ٣ /١ + ٩ /١ + ٢٧ /١ ) ننقص من ذلك حجم أسفل بنيان أول درجة من مدرجات الجنة.
إن الملائكة الذين هم الآن تحت السماء الأولى أي الذين في عالم الكواكب وما بينهن كلهم من ملائكة سدرة المنتهى لأنهم يعرجون بعد انقضاء مهمتهم عاجلا أو آجلا إلى أماكن خلقهم في يوم مقداره خمسون ألف سنة كما ذكر في القرآن ( حتى ملائكة الملأ الأعلى للسماء الدنيا. هؤلاء أيضا خلقوا في سدرة المنتهى ثم بعثوا إلى العالم البيني بين الأرض الأولى والسماء الأولى ). وبالتالي سنعتبر أن ملائكة السماء الأولى هم أدنى ملائكة خلقوا في الدنيا. وملائكة سدرة المنتهى هم أعظم خلقا منهم، ينزلون إلى الأرض لقضاء مهامهم ثم يعودون إلى السدرة. وسنبين الآن أن لا أحد من الملائكة خلق في الأرضين السبع. فإن افترضنا أن بعضهم خلق في الأسفل هناك فطول هؤلاء يوم الفناء لن يبلغ أدنى طول جعله الله للملائكة في جنة الخلد. وهو طول ملائكة السماء الأولى. فالسماوات والأرضون كما رأينا تتوسع لتصل يوم الفناء إلى نفس الحجم بنفس الكلومتر الذي لجنة الخلد. ونفس الشيء بالنسبة لملائكتهما. ثم إن الحديث يخبرنا أن يوم البعث أول من سينزل إلى أرض المحشر هم ملائكة السماء الأولى وهم أدنى الملائكة نورا وعددهم ضعف عدد الجن والإنس. أي لا يذكر ملائكة الأرض لأن هؤلاء لم يخلقوا فيها. والقرآن أيضا يذكر أن الملائكة سيكونون قبل نزولهم على أرجاء السماء وهي يومئذ واهية منشقة. أي لا يوجد حينها ملائكة تحتها كما هم الآن بالنسبة لبعضهم. فملائكة الملأ الأعلى الذين في السماء الدنيا هم إذن من ملائكة الملأ الأعلى الذين في سدرة المنتهى ونزلوا فقط لتنفيذ أمر الله. ثم سنرى أن في الجنة لا توجد أماكن للملائكة إلا لمن هم فوق السقف الدنيوي الأول. أي لا توجد درجة من مدرجات الجنة للملائكة في الطبقة الأولى منها باستثناء جزء من بنيانها والذي يوجد أعلاه في الطبقة الثانية. وبالتالي توزيع الملائكة في جنة الخلد قد يكون كما يلي والله أعلم:
∙ ملائكة ظهر السماء السابعة سيكونون في أدنى الطبقة الثانوية السادسة عشر من الطبقة الثامنة، وفوقهم إلى أعلى الجنة ملائكة سدرة المنتهى ( بالنسبة لتسمية طبقات الجنة أنظر الفقرة ٤٥أ ).
∙ ملائكة السماء السادسة سيكونون في أدنى الطبقة الثانوية الرابعة عشر من الطبقة السابعة وفوقهم إلى أعلى الطبقة الثانوية الخامسة عشر ملائكة العالم البيني الذي بين السماء السادسة والسماء السابعة.
∙ وهكذا: ملائكة كل سماء مع ملائكة العالم البيني الذي فوقها سيكونون في طبقتين ثانويتين. الأولون أدنى من الآخرين.
∙ وملائكة السماء الأولى سيكونون في أدنى الطبقة الثانوية الرابعة في الطبقة الرئيسية الثانية وفوقهم إلى أعلى الطبقة الثانوية الخامسة في الطبقة الرئيسية الثالثة ملائكة العالم البيني الذي بين السماء الأولى والسماء الثانية. بالتالي ملائكة السماوات السبع كلهم سيكونون في جنة الخلد في الطبقات السبع التي فوق الطبقة الأولى ( فهذه الطبقة الأولى لها فقط عرض الأرض الأولى ). وبالضبط من أدنى الطبقة الثانوية الرابعة في الطبقة الرئيسية الثانية إلى أعلى الجنة.
∙ أما الطبقة الأولى كلها فلن يكون فيها ملائكة من ملائكة الدنيا. وذلك لسببين: الأول هو عندما يرفع المؤمنون مع الملائكة الذين لهم نفس النور إلى أبواب الجنة ثم يدخلونها سيكون أصحاب الأعراف تحتهم بين الجنة والنار. ولن يكون معهم ملائكة لأن لا يجوز أن ينتظروا معهم فوق الأعراف. فهؤلاء سينتظرون وحدهم رحمة الله هناك. وعندما يأذن الله لهم بدخول الجنة سيدخلونها وحدهم بدون ملائكة لا عن يمينهم ولا عن شمالهم. فأدنى الملائكة نورا هم ملائكة السماء الأولى. ورأينا أنهم سيكونون في الطبقة الثانية. وبالتالي سيدخل أهل الأعراف الطبقة الأولى. وسيكونون في أعلى مستوى فيها. أي في الطبقة الثانوية الثانية منها. والذين سيخرجون من النار سيكونون تحتهم في أدنى الجنة. أي في الطبقة الثانوية الأولى. من خرج الأول كان في الجنة أعلى من الذي خرج بعده. أما السبب الثاني فلا توجد أماكن لائقة بالملائكة في الطبقة الأولى باستثناء خزنتها كما قلت ثم إن عرض أطرافها لا يسعهم. أنظر لماذا في الفقرة الموالية. فيجب أن يبعد ملائكة السماء اﻷولى عن أدنى الجنة بمسافة مقدارها ألف وخمسمائة سنة كما يبعدون اﻵن عن أدنى اﻷرض اﻷولى.
وأذكر أن الجن والإنس سيكونون في طبقات الجنة في الوسط وملائكة الدنيا الذين لهم نفس النور سيكونون معهم في نفس الطابق، نصفهم في الثلث الذي عن اليمين والنصف الآخر في الثلث الذي عن الشمال. وعلينا أن نجتهد لنكون مع أعظم الملائكة نورا وهم ملائكة وسط سدرة المنتهى وأعلاها. وأقلهم نورا ملائكة السماء الأولى. وخلقهم الله كذلك.
إرسال تعليق