U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - الدخول إلى الجنة -0376

   

  ٤٤- الساعة (105/114)

 

 

٤٤ص- الدخول إلى الجنة:

١- في حديث الصور» فإذا أفضى أهل الجنة إلى الجنة قالوا من يشفع لنا إلى ربنا فندخل الجنة ؟ ( وسيأتون كل نبي كما فعلوا قبل مجيء الله لفصل القضاء. ولا أحد منهم سيستجيب إلا محمد ) فيقول عيسى ما أنا بصاحبكم ولكن عليكم بمحمد . قال رسول الله « فيأتوني ولي عند ربي ثلاث شفاعات وعدنيهن فأنطلق فآتي الجنة فآخذ بحلقة الباب فأستفتح فيفتح لي فأحيا ويرحب بي فإذا دخلت الجنة فنظرت إلى ربي خررت ساجدا فيأذن الله لي من تحميده وتمجيده بشيء ما أذن به لأحد من خلقه ثم يقول ارفع رأسك يا محمد واشفع تشفع وسل تعط فإذا رفعت رأسي يقول الله وهو أعلم ما شأنك ؟ فأقول يا ربي وعدتني الشفاعة فشفعني في أهل الجنة فيدخلون الجنة فيقول الله قد شفعتك وقد أذنت لهم في دخول الجنة « وتلك هي الشفاعة الثانية لكل المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه. فدخول الجنة لن يكون إلا بإذن الله تعالى كما جاء في القرآن ( كتاب تصنيف وتفسير آيات وفصول القرآن العظيم - فصل الجنة - ١١٧ ت٤أ ). ولا شك أن محمدا سيأخذ بحلقة باب الفردوس الأعلى لأنه سيكون قد رفع مع المقربين إلى مستوى الطبقة العليا من الجنة. وهؤلاء هم الأوائل الذين سيدخلونها ثم بعدهم أصحاب الطبقات التي تحتها شيئا فشيئا. وسيساقون إلى أبوابها زمرا كما قال سبحانه﴿ وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا ﴾(٧٣-٣٩)

ولن يدخل أحد الجنة إلا بجواز. عن سلمان الفارسي قال رسول الله « لا يدخل أحد الجنة إلا بجواز: بسم الله  الرحمن الرحيم هذا كتاب من الله لفلان ابن فلان ادخلوه جنة عالية قطوفها دانية «( رواه الطبراني ) وفي حديث آخر رواه الضياء في صفة الجنة» يعطى المؤمن جوازا على الصراط: بسم الله  الرحمن الرحيم هذا كتاب من الله العزيز الحكيم لفلان أدخلوه جنة عالية قطوفها دانية « وعلى الصراط هنا تعنى طبعا بعد المرور عليه. وجاء في الحديث أن صفوف أهل الجنة مائة وعشرون صفا، معظمها من أمة محمد ( أنظر الفقرة ٢٢أ٨ ).

ولن يدخل الناس الجنة حتى يغادر جل جلاله كرسيه وهو دائما فوق عرشه ( وربما الدليل هو أن النبي كما رأينا سيدخل الجنة ليشفع للناس لكي يدخلوها وسبحانه متجلي له حينها. ولو كان الله يزال فوق كرسيه وقتئذ لوجه وجهه إليه ولشفع فيهم دون أن يحتاج ليدخلها لكن دون أن يراه ). وفي حديث رواه الحافظ أبو يعلى قال « أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر والذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة...الخ » ويتبين من الحديث أن كل زمرة سيكون لها نفس النور. وللجنة كما سنرى ثمان طبقات. كل طبقة لها أبواب متعددة. وأهلها من نفس النوع من الجن أو من الإنس سيدخلونها من الأبواب الخاصة بهم. وأبواب بني آدم ثمانية بلا شك في الوسط. أما ملائكة الدنيا فسيدخلون من التي في الأطراف. ورأينا أن الناس سيدخلون جردا مردا بيضا جعادا مكحلين أبناء ثلاث وثلاثين وهم على خلق آدم ستون ذراعا في عرض سبعة أذرع « ( رواه الطبراني واللفظ له ).وفي حديث مرفوع عن أنس بن مالك قال : « يدخل أهل الجنة الجنة على طول آدم عليه السلام ستون ذراعا بذراع الملك، على حسن يوسف، وعلى ميلاد عيسى ثلاث وثلاثون سنة، وعلى لسان محمد ، جرد، مرد، مكحلون«  . وعلى حسن يوسف لا يمنع أهل الجنة من أن يتعارفوا فيما بينهم بأرواحهم وهيأتهم الجديدة. وهذا من أسرار النشأة الثانية كما أنهم سيتكلمون بالعربية وإن كانوا في الدنيا من الأعجمين. وأهل النار أيضا سيتعارفون فيما بينهم رغم سواد أجسامهم المحروقة لقولهم﴿ وقالوا ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار ﴾(٦٢-٣٨).

وأول من سيدخلها كما أشرت أهل الفردوس الأعلى ثم أهل الطبقة التي تحتها حتى يدخلها في الآخر وبعد زمن أهل أدنى الجنة. ثم من كل طبقة سيدخلها مقربوها أولا ثم الذين سيكونون فيها تحتهم. وعندما تدخل زمرة سترتفع إلى المستوى المخصص لها. وسيزداد طولهم مع رقيهم. وهذا هو الرفع الثالث لهم. ودخول الجنة سيكون من أبوابها الأمامية بينما أهل الجحيم أصحاب الشمال تحتهم سيدخلون جهنم من أبوابها الخلفية.

والمؤمنون سيكون طولهم ستون ذراعا بذراع الملك الذي سيكون معهم في طبقتهم. فكل زمرة لها نفس النور ستدخل الجنة مع زمرة من الملائكة الذين سيتناسب نورهم وطولهم مع نور وطول هؤلاء المؤمنين الذين دخلوا معهم إلى نفس المستوى. وكل الخلائق ستستقبلها خزنة الجنة. والمؤمنون سيعرفون منازلهم فيها كما يعرفون منازلهم في الدنيا.

أما ملائكة الدنيا فسيكونون في جنة الخلد في ثلثها الذي عن اليمين وثلثها الذي عن الشمال حسب مواقعهم النسبية. فمن كان فيهم الآن في الدنيا في الأمام واليمين مثلا سيتوجه إلى المواقع الأمامية في الثلث الذي عن اليمين من الجنة. والذين كانوا في الخلف سيكونون فيها في الخلف. ونفس الأمر بكل أنواع الجن والإنس الذين كانوا في الحلقات الأرضية. من كان في اليمين مثلا بعث في اليمين وكان في أرض المحشر في اليمين ودخل الجنة من الأبواب التي عن اليمين وخلد في اليمين. أما بنو آدم فسيكونون بلا شك في الوسط. وسيسهل على كل فائز أن يتعرف على مسكنه في جنة عرضها السماوات والأرض. قال محمد بن كعب« يعرفون بيوتهم إذا دخلوا الجنة كما تعرفون بيوتكم إذا انصرفتم من الجمعة « وفي حديث الصور قال رسول الله « والذي نفسي بيده ما أنتم في الدنيا بأعرف بأزواجكم ومساكنكم من أهل الجنة بأزواجهم ومساكنهم « وأول طعامهم زيادة كبد حوت (في حديث رواه عبد الله منير عن عبد الله بن سلام). وسينحر لهم ثور الجنة. وسيسبح أهلها شاكرين بحمد الله﴿ وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ﴾(٤٣-٧). وسيكون المؤمنون في جنة عدن ليس فوقهم إلا العرش ورداء الكبرياء والله سبحانه. أما الكروبيون فلن يكون فوقهم إلا الرداء والله تبارك وتعالى. أما الكافرون فذلك يوم حسرتهم﴿ وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر ﴾(٣٩-١٩).



   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة