٤٤- الساعة (87/114)
تجزئة الأرض العليا بعد الميزان:
بعد ذهاب أصحاب الشمال من بني آدم إلى الشمال والأمام وذهاب أصحاب اليمين بعدهم إلى اليمين والأمام ( وأيمانهم حينها في اتجاه يمين العرش ) سيبتعدون عن بعضهم البعض لكنهم كلهم سيسيرون في اتجاه جهنم. حينها ستتجزأ الأرض التي هم عليها جزأين. ثم الجزء الذي عليه المؤمنون سيرفع مع كل أرض المحشر إلى الأعلى ليستوي مع المستوى الذي سيكون فيه الصراط. وبما أنه في اليمين فسيتحرك شيئا ما إلى جهة الشمال ليكون في الوسط ( كالوسط الذي فيه الصراط أمامهم ولا يزال بعيدا عنهم ). والمؤمنون سيكونون في وسطه بين يمينه وشماله. أما الجزء الذي عليه الكافرون فلن يرفع. سيتحرك فقط شيئا ما إلى جهة اليمين ليكون هو أيضا في الوسط تماما تحت الذي عليه المؤمنون. وسيكون الكافرون في وسطه.
أما كل خلق من الخلائق الأخرى عن يمين بني آدم وعن شمالهم والتي ستحاسب مثلهم فستجزأ أيضا كل أرض هم عليها جزأين ويرفع الجزء الذي عليه مؤمنوهم ويتحرك شيئا ما إلى جهة الشمال ليكون تماما فوق الذي عليه كافروهم والذي سيكون قد تحرك شيئا ما إلى جهة اليمين.
ورأينا أن طول المساحة التي سيحشر فيها كل اﻹنس والجن بعد بعثهم تساوي طول أدنى السماء اﻷولى وأنهم سيسيرون كلهم فوق أرض المحشر في ممر له نفس العرض. وهذا العرض سيساوي أيضا ثلاث مرات طول أعلى جهنم التي ستكون في طريقهم في الوسط. هذا يعني أن ثلث الجن واﻹنس فقط والذين هم اﻵن في الكواكب التي وسط أعلى الحلقة اﻷرضية هو الذي ستقابله جهنم. أي هم الذين قال فيهم سبحانه " ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن واﻹنس (١٧٩-٧)". أما الثلث الذي عن اليمين والثلث الذي عن الشمال فسيتابعان مسيرتهما من خارجها عن يمينها وعن شمالها. أي لن تعترض طريقهما ولن تكون لهما بالمرصاد. ولن تتجزأ اﻷرض لهما في ذلك الموطن. ويتعلق اﻷمر بأنواع من الجن واﻹنس جبلوا على عبادة الله كالملائكة ولا يعصون الله أبدا والله أعلم. ورأينا رواية عن مثل هؤلاء ولو أنها صنفت منكرة ( فقرة ٢١ج٤ ). وهؤلاء سينالون ثوابهم على درجة إيمانهم وأعمالهم. من كانت درجة إيمانه أكبر وعمل أكثر وأفضل كان في الجنة فوق من عمل أقل ولا سيئات لهم. وسيكونون في أطراف الثلث اﻷوسط من الجنة. وهم اﻵن في الكواكب التي في يمين الحلقة اﻷرضية والتي في شمالها والله أعلم. وثلثا الثلث الأوسط الباقي سيمر أصحابه فوق طرفي جهنم اللذين هما بالتالي وبلا شك مسدودان. ولن يدخلوها لأنهم أيضا كلهم مؤمنون ولا سيئات لهم ( أنظر الفقرة الموالية والرسم ٢٠ ).
إرسال تعليق