٢١- الخلق في السماوات والأرض (22/46)
٢١ج٤- عبادة الله:
كل المخلوقات تعبد الله وتنتظر الساعة سواء التي في الكواكب أم التي في السماوات السبع أم في أعلى من ذلك كحملة العرش ومن حوله. قال تعالى﴿ وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها ﴾(٨٣-٣) ومنها من جبل على ذلك كالملائكة وربما نسبة كبيرة من الإنس كما رأينا في الفقرة ٢١ب. والآية التالية ترمز إلى هؤلاء ﴿ وله من في السماوات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون (١٩-٢١) يسبحون الليل والنهار لا يفترون ﴾(٢٠-٢١). وقال تعالى﴿ سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله ﴾(٢١-٥٧). فبنو آدم لا يحتاجون لكل هذا العرض الذي يقدر بملايير السنين الضوئية. لذلك الجنة ليست لهم وحدهم بل لكل المؤمنين من أي نوع. وهم ليسوا فقط مخيرين بين الإيمان والكفر بل إبليس والكفار من ذريته يحاربونهم من حيث لا يرونهم. فهم بين خطورة الأمانة وعبئها الكامل وعداوة الشياطين. وقيل أن من الإنس من لا يعلم حتى بوجودهم. قال الإمام أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا القرشي أن إسحاق بن حاتم المدائني عن يحيى بن سليمان عن عثمان بن أبي دهرس قال بلغه أن رسول الله ﷺ انتهى إلى أصحابه وهم سكوت لا يتكلمون فقال» مالكم لا تتكلمون ؟ فقالوا نتفكر في خلق الله عز وجل قال« فكذلك فافعلوا تفكروا في خلق الله ولا تتفكروا فيه فإن بهذا المغرب أرضا بيضاء نورها بياضها - أو قال بياضها نورها - مسيرة الشمس أربعين يوما بها خلق من خلق الله تعالى لم يعصوا الله طرفة عين قط » « قالوا فأين الشيطان عنهم ؟ » قال « ما يدرون خلق الشيطان أم لم يخلق » « قالوا أمن ولد آدم ؟ » قال « لا يدرون خلق آدم أم لم يخلق ؟ ». قيل حديث مرسل ومنكر جدا لكنه يؤكد وجود أنواع من الإنس جبلت على الإيمان ولا شياطين معهم كما رأينا في الفقرة ٢١ب. ويبين أيضا أن أيامهم أطول من أيامنا. وبالتالي بلا شك أعمارهم أطول من أعمارنا ( أنظر عاملا آخر في تقدير أعمار مختلف أنواع الجن والإنس في الفقرة ٢١ب ). بل منهم من لا يموت حتى تقوم الساعة كالملائكة. أي ربما كلما ابتعدنا عن كواكب الوسط كلما كان اليوم عند الجن والإنس أطول. أما المؤمنون من بني آدم فلهم أعلى الدرجات بسبب الابتلاء الكبير إن نجحوا فيه. ومحمد ﷺ ستكون له الدرجة الرفيعة وهي الوسيلة. ولن تكون إلا لرجل واحد. لذلك هو ﷺ سيد الكونين والثقلين. كتب اسمه الشريف على أبواب الجنة. ولن يكون فوقه فيها إلا العرش. فهو المقام المحمود لسيد الشافعين. فالرسول ﷺ يرجو أن يكون ذلك الرجل في تلك الدرجة فوق درجات كل أنبياء الدنيا على الإطلاق. فهو خاتم النبيئين في الأرض وأيضا آخر نبي بعثه الله في السماء الدنيا. فقبله كل نوع آخر من الإنس قد بعث إليهم بلا شك آخر نبيهم والله أعلم. وقال ﷺ « أنا سيد ولد آدم ولا فخر » فإذا كان سينال الوسيلة أحد من بني آدم فسيكون هو ﷺ. وبالنسبة لأنبياء أرضنا فهو ﷺ إمامهم.
إرسال تعليق