٤٤- الساعة (55/114)
٤٤ج٧- نزول ملائكة السماوات السبع ومصافهم:
يجب أن نفرق بين نزول ملائكة السماوات السبع ( وهؤلاء سيبعثون في أماكنهم. ولن يبدل الله تلك السماوات ويبسطها يومئذ إلا لأجلهم. وبعد نزولهم إلى أرض المحشر سيطويها نهائيا ) وبين نزول الكروبيين الذين لا يحتاجون إلى مستقرات. وهؤلاء سيأتون مباشرة قبل مجيء الله تعالى ( فقرة ٤٤ج١٠ ). ونزول الكل سيكون منظما. أهل السماء الأولى ثم الثانية ثم الثالثة...الخ. جاء في حديث رواه ابن أبي حاتم أن السماء الأولى ستنشق وينزل أهلها ثم تنشق الثانية وينزل أهلها ... ( فقرة ٤٤ج٩ ).
في حديث الصور» ... وتقولون من يشفع لنا إلى ربنا فيقضي بيننا فيقولون من أحق بذلك من أبيكم آدم خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه وكلمه قبلا. فيأتون آدم فيطلبون ذلك إليه فيأبى، ويقول ما أنا بصاحب ذلك. فيستقرئون الأنبياء نبيا نبيا كلما جاءوا نبيا أبى عليهم. قال رسول الله ﷺ: حتى يأتوني فأنطلق إلى الفحص فأخر ساجدا. قال أبو هريرة يا رسول الله وما الفحص؟ قال: قدام العرش حتى يبعث الله إلي ملكا فيأخذ بعضدي ويرفعني فيقول لي يا محمد فأقول نعم يا رب، فيقول الله عز وجل ما شأنك وهو أعلم. فأقول يا رب وعدتني بالشفاعة فشفعني في خلقك فاقض بينهم. قال الله قد شفعتك أنا آتيكم أقضي بينكم. قال رسول الله ﷺ: فأرجع فأقف مع الناس « ( يتبين هنا أن محمدا ﷺ سيكون في الصف الأول لأنه أول من ستنشق الأرض عنه وأول من يتبع الداعي لا عوج له ثم يذهب للشفاعة في اتجاه قدام العرش. فالطريق أمامه خاوية من الناس ومن أي شيء ثم يرجع ليقف معهم في صفه. وفي ذلك دليل على أن الناس سيتجهون إلى جهة الأمام للكون لأجل الحساب ). وتلك شفاعته الأولى ﷺ لفصل القضاء.
ثم قال ﷺ » فبينما نحن وقوف إذ سمعنا من السماء حسا شديدا فهالنا فينزل أهل السماء الدنيا بمثلي من في الأرض من الجن والإنس حتى إذا دنوا من الأرض أشرقت الأرض بنورهم وأخذوا مصافهم وقلنا لهم أفيكم ربنا ؟ قالوا لا وهو آت. ثم ينزل أهل السماء الثانية بمثلي من نزل من الملائكة وبمثلي من فيها من الجن والإنس حتى إذا دنوا من الأرض أشرقت الأرض بنورهم وأخذوا مصافهم. وقلنا لهم أفيكم ربنا ؟ فيقولون لا وهو آت، ثم ينزلون على قدر ذلك من التضعيف حتى ينزل الجبار عز وجل في ظلل من الغمام والملائكة « وهم الكروبيون. وروى ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما: « يجمع الله تعالى الخلق يوم القيامة في صعيد واحد الجن والإنس والبهائم والسباع والطير وجميع الخلق فتنشق السماء الدنيا فينزل أهلها وهم أكثر من الجن والإنس ومن جميع الخلق فيحيطون بالجن والإنس وبجميع الخلق ثم تنشق السماء الثانية فينزل أهلها فيحيطون بالملائكة الذين نزلوا قبلهم وبالجن والإنس وجميع الخلق وهم أكثر من أهل السماء الدنيا ومن جميع الخلق (...) ثم كذلك كل سماء على ذلك التضعيف. وكل ملائكة يحيطون بالذين نزلوا قبلهم...الخ »
نرى في هذه الأحاديث أن عدد ملائكة السماء الأولى ضعف عدد الجن والإنس وأنهم في نفس الوقت أكثر من جميع الخلق الذين تحت تلك السماء. فإن كانت الروايات كلها صحيحة فربما هذا قد يدل على أن حيوانات الكواكب كلها أقل عددا من الجن والإنس. ومما قد يؤكد ذلك هو أن عدد أنواعها كما رأينا ينقص كلما ابتعدنا عن الكواكب التي في الوسط. ونلاحظ أيضا أن الملائكة سيحيطون بها وبالجن والإنس في نفس منطقة الحشر.
إرسال تعليق