U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - انشقاق السماوات السبع الثاني وفتح الأبواب -0325

   

  ٤٤- الساعة (54/114)

 

 

٤٤ج٦- انشقاق السماوات السبع الثاني وفتح الأبواب:

هذا الانشقاق هو انشقاق السماوات المبدلة المنشورة والمنبسطة. ورأينا انفطارهن الأول ساعة الفناء ( فقرة ٤٤ت١ب٢أ). فبعد طي السماوات والأرض الأول ثم بسطهما ستنشق السقوف السبعة الممدودة يومئذ في المكان الأوهن الثاني منها، والذي سيكون في وسط الثلث الخالي وهو يومئذ في وسط السماوات بعد أن كان في الدنيا في أسفل الحلقات. وستنشق بفعل المد والناس قد بعثوا وحشروا فوق الأرض المبدلة ( وهذا المد مذكور في حديث الصور ). وهي يومئذ واهية ضعيفة لن تتحمل المد ربما لأن ذراتها ظلت بقدرة الله كروية الشكل ولم تبسط كذرات الأرض أي هي يومئذ على وشك الانهيار ( ولولا مشيئة الله لانفجرت وعادت رتقا يوم فناء الكواكب ). لذلك وبأمر الله أيضا لن تنشق الأرض المبدلة بفعل المد رغم أنها ستمد أكثر من السماوات. قال تعالى﴿ إذا السماء انشقت (١-٨٤) وأذنت لربها وحقت ﴾(٢-٨٤)﴿ وانشقت السماء فهي يومئذ واهية (١٦-٦٩) والملك على أرجائها ﴾(١٧-٦٩) أي على أرجاء كل سماء يعني في أطرافها. فملائكتها سيبعثون في نفس الأماكن التي كانوا فيها في نشأتهم الأولى إلا أنها بعد أن كانت في أعلى الحلقات السماوية ستصبح في أرجائها بعد عمليات الطي والبسط. وستكون في الثلث الذي عن اليمين والثلث الذي عن الشمال من كل سماء.

وملائكة كل سماء هم ضعف من تحتهم من الخلق العاقل ( كما في الحديث ) وأكبر طولا وحجما منهم كما سنبين. وعندما ينزلون سيحيطون بمن في الأرض وبمن نزل قبلهم. وسينزلون دون المرور على السماوات السقوف التي تحتهم ( وليس الأمر كذلك حاليا لأن السماوات حلقات بعضها وسط بعض ) لأن كل سماء أكبر وأطول من التي تحتها أضف إلى ذلك إنشقاقهما يومئذ. فتحت طرفي كل سماء اللذين فيهما الملائكة واللذين بعد الانشقاق سيبتعدان عن بعضهما البعض لن يكون إلا الفضاء والأرض. فانشقاق السماوات كما سنبين سيزيد في إبعاد طرفي كل سماء عن بعضهما البعض بحيث سيذهب الثلث الذي في اليمين مع نصف الثلث الخالي الذي من جهته إلى جهة اليمين. وكذا الأمر سيكون من جهة الشمال. وسيظهر الغمام في مكان الانشقاق لقوله تعالى﴿ ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا ﴾(٢٥-٢٥). أي إن عرض الغمام سيكون كعرض الشق. كلما ازداد عرض أحدهما كلما ازداد عرض الآخر كأن الغمام هو الذي يوسع الشق. وسيجعله الله هناك ليحجب عن الناس العوالم البينية بين كل سماء وسماء وعالم الآخرة وأيضا ما قد يحدث في شق كل سقف مباشرة فوق رؤوسهم لكيلا يفزعهم منظره مع أن صوت الانشقاق سيصلهم ويرعبهم كما جاء في بعض الروايات ( أنظر الفقرة الموالية ٤٤ج٧ ). وانشقاق السماوات درجات. ستكون سبع انشقاقات بعضها بعد بعض. كل انشقاق سيكون أعظم من الذي سبقه. أعظمه وآخره انشقاق السماء السابعة لأن غلظها هو الأكبر. أما عن الغمام فلا يتعلق بالذي سيأتي فيه الله يومئذ كما قيل لأنه سبحانه لن يأتي من هناك بل سينزل من فوق عرشه في ظلل من الغمام إلى كرسيه الذي سيكون خارج قبة العرش وبعيدا عن كل الخلق في أقصى الأمام. أما السماوات وهي تحت العرش فستمد إلى اليمين وإلى الشمال فوق القسم الثاني من أرض المحشر الممتدة هي أكثر من الخلف إلى أقصى الأمام.

ومع انشقاق السماوات في وسطها ستفتح الأبواب التي في ثلثها الذي عن اليمين وثلثها الذي عن الشمال. وانشقاق السماء اولى سيبعد طرفيها عن بعضهما البعض لكيلا يظل أي جزء منهما الذي فيه الملائكة مباشرة فوق الجن وانس ليتمكنوا من النزول مباشرة إلى المكان المخصص لهم حولهم. وهذا الانشقاق سيجعل هذه السماء الأولى تحجب أكثر طرفي السماء الثانية. لذا ستنشق هذه السماء الثانية ليبتعد طرفاها أكثر ليتمكن ملائكتهما من النزول مباشرة إلى المكان المخصص لهم حول من نزلوا قبلهم. وهكذا مع كل سماء. فطول أعلى كل سقف سماوي يساوي جدر مربع ثلاثة طول أدناه كما سنبين في محله ( ولو كانا متساويين لما كان انشقاق الثاني هذا ضروريا ولما كان تحت ثلث السماء الذي عن اليمين وثلثها الذي عن الشمال أي جزء من السماء التي تحتها ولنزل ملائكة كل سماء مباشرة إلى ارض دون انشقاقها ). ويساوي ثلث طول أعلى سقف السماء الذي فوقه. أما انشقاق اول انشقاق يوم الفناء فرأينا أن القصد منه هو طي السماء لتأخذ أصغر حجم لتتمكن من خروجها من فتحة الكرسي. وعرض الغمام في شق كل سماء سيكون بالتالي أصغر من الذي في شق السماء التي فوقها. وقال تعالى﴿ وفتحت السماء فكانت أبوابا ﴾(١٩-٧٨) وسينزل ملائكة كل سماء من طرفيها بينما الغمام سيظهر في الوسط فوق الناس.


   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة