٤٤- الساعة (37/114)
٤٤ج٢- بعث الخلق:
∙ زجرة الخلق:
جاء في حديث الصور ترتيب لعمليات البعث أولها زجرة الخلق « ثم يزجر الله الخلق زجرة واحدة فإذا هم في هذه الأرض المبدلة مثل ما كانوا فيها من الأولى. من كان في بطنها كان في بطنها. ومن كان على ظهرها كان على ظهرها » وقال تعالى﴿ فإنما هي زجرة واحدة (١٣-٧٩) فإذا هم بالساهرة ﴾(١٤-٧٩)
∙ تنزيل الماء من تحت العرش: وهو ماء البحر المسجور ( أنظر الفقرة ٣٢ج - والفقرة ٤٤ج٤).
بعد مد الأرض سينزل ذلك الماء على جزء منها وهو الآن تحت العرش على شكل حلقة. وأرض المحشر كما رأينا ستكون مستطيلة كالأديم. طولها أكبر من قطر العرش. وعرضها من اليمين إلى الشمال سيكون فقط كطول أعلى جنة الخلد الذي يساوي قطر الكرسي ويساوي أيضا طول محيط الدائرة التي فيها أعلى سدرة المنتهى يوم الفناء. لذلك ملائكة السماوات والجن والإنس سيعمرون في القسم الثاني من أرض المحشر من اليمين إلى الشمال مثل هذا العرض شبرا شبرا. والإنس قبل ذلك سيبعثون في القسم الأول الذي عليه سيصب الماء والذي سيكون خلف القسم الثاني.
إن الناس سيبعثون إذن في أقصى الخلف من أرض المحشر ثم يبتعدون عن قبورهم التي بعثرت في اتجاه منطقة الحشر التي ستكون أمامهم وتحت السماوات السقوف. وهم خلق كثير ومتنوع جدا من الإنس إضافة إلى الجن والحيوانات وليس فقط أهل كوكبنا. فماء البحر المسجور سينزل على القسم الأول كله وسيحيا به بأمر الله كل من كانوا في الكواكب المتعددة. سيكون فوقهم اثني عشر ذراعا كما جاء في الحديث. وأهل أرضنا يكفيهم لبعثهم جزء ضئيل منه. وهذا دليل آخر على وجود خلائق أخرى غيرنا من دواب عاقلة وغير عاقلة تحيا وتبعث بالماء. من كان في كواكب يمين الحلقة الأرضية مثلا بعث في اليمين ومن كان في الشمال بعث في الشمال ومن كان في الوسط مثلنا بلا شك بعث في الوسط ثم يتجهون إلى منطقة الحشر التي لن يصب فيها مطر ( لأنها يومئذ تحت المنطقة من الفضاء الذي ليس فيه ماء ولا بحر وإنما سماوات ممدودة من اليمين إلى الشمال ). في حديث الصور « ثم ينزل الله عليهم ماء من تحت العرش ثم يأمر الله السماء أن تمطر فتمطر أربعين يوما حتى يكون الماء فوقهم اثني عشر ذراعا ثم يأمر الله الأجساد أن تنبث فتنبث كنبات الطراثيث أو كنبات البقل » فذلك كإحياء الأرض بعد موتها ← كتاب تصنيف وتفسير آيات وفصول القرآن العظيم - فصل البعث ١١٣-٦أ. ومن عجب الذنب يركب الخلق كما جاء في الحديث.
» وبعد تكامل أجساد خلائق الأرض قال الله عز وجل ليحيى حملة عرشي فيحيون ويأمر الله إسرافيل فيأخذ الصور فيضعه على فيه ثم يقول ليحيى جبريل وميكائيل فيحييان. ثم يدعو الله بالأرواح فيؤتى بها تتوهج أرواح المسلمين نورا وأرواح الكافرين ظلمة فيقبضها جميعا ثم يلقيها في الصور. ثم يأمر الله إسرافيل أن ينفخ نفخة البعث فينفخ نفخة البعث فتخرج الأرواح كأنها النحل قد ملأت ما بين السماء والأرض ( المبدلتين ) فيقول وعزتي وجلالي ليرجعن كل روح إلى جسده فتدخل الأرواح في الأرض إلى الأجساد فتدخل في الخياشيم ثم تمشي في الأجساد كما يمشي السم في اللديغ ثم تنشق الأرض عنهم « وستنشق عنهم سراعا. نلاحظ هنا أن نفخة البعث ستكون بعد تكامل الأجساد فإذا هم قيام ينظرون. يخرجون من الأجداث سراعا والسماء تطش عليهم كما في الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد عن أنس بن مالك قال رسول الله ﷺ » يبعث الناس يوم القيامة والسماء تطش عليهم « والطش هو المطر الضعيف. وهو هنا مما تبقى من الماء الذي أنزله الله لبعثهم » وسيخرجون حفاة عراة غلفا غرلا فيقفون موقفا واحدا مقداره سبعون عاما لا ينظر إليهم ولا يقضى بينهم فيبكون حتى تنقطع الدموع ثم يدمعون دما ويعرقون حتى يلجمهم العرق أو يبلغ الأذقان « وفي حديث آخر » قد ألجمهم العرق وبلغ شحوم الآذان «.
إرسال تعليق