U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - الخروج من القبور والمشي في اتجاه منطقة الحشر -0321

   

  ٤٤- الساعة (50/114)

 

 

٤٤ج٤- الخروج من القبور والمشي في اتجاه منطقة الحشر:

ستنشق الأرض أولا عن الرسول الأعظم محمد ، ثم عن أمته ثم عن الأمم الأخرى بالتناوب. قال « وجعلني في أول زمرة تخرج من الناس »( أنظر كتاب تصنيف وتفسير آيات وفصول القرآن العظيم في أول فصل محمد ٣٩ ) يوم يقول الله كن فيكون. يوم يدعوهم دعوة من الأرض فإذا هم يخرجون، من الأجداث سراعا كأنهم إلى نصب يوفضون. يومئذ يكون الناس كالفراش المبثوث أو كالجراد المنتشر ( منذ خروجهم من القبور إلى أن يستقروا في منطقة الحشر ). وسيبعث فوق أرض المحشر كل من كان حيا في الدنيا من الإنس والجن والحيوانات المختلفة من الوحوش والبهائم والحشرات. قال ابن عباس« يحشر كل شيء حتى الذباب » رواه ابن أبي حاتم. وكل خلق سيبعث في المنطقة المخصصة له من أرض المحشر. من كان في الكواكب التي في يمين الحلقة الأرضية بعث في اليمين ومن كان في شمالها بعث في الشمال...الخ. ثم يتجهون إلى منطقة الحشر. وسيقوم الناس لرب العالمين، ينتظرون مجيئه سبحانه ويتساءلون عن حالهم ومدة إقامتهم في القبور. وسيتعارفون بينهم.  

إن الناس سيحشرون مشاة عراة حفاة كما جاء في الحديث. والمشي من مكان بعثهم إلى منطقة الحشر سيدوم زمنا طويلا لأن المسافة هائلة جدا. فالبحر المسجور الذي سيصب قبل ذلك ﻹحياء أجسادهم هو على شكل حلقة كبيرة قطرها كقطر أدنى العرش لأن هذا الأخير كان مباشرة عليه قبل خلق السماوات والأرض. وقال الربيع ابن أنس:« لما خلق الله السماوات والأرض قسم ذلك الماء قسمين فجعل نصفا تحت العرش وهو البحر المسجور ». وذكر النصف في هذه الرواية يجعلنا نستنتج أن غلظ هذا البحر من باطن حلقته إلى ظاهرها يساوي تقريبا سُبُع قطر أدنى العرش ( أنظر تفاصيل حسابية ٩ في آخر الكتاب ). وسيصب ماؤه على مساحة لها إذن نفس العرض من الخلف إلى الأمام. أما وسط حلقته الذي كان فيه نصف مائه الآخر الذي أنزل إلى السماوات السبع يوم خلقهن فقطره يساوي تقريبا الثلثين من قطره الشامل ( أرسم دائرتين إحداهما في باطن الأخرى والصغيرة لها نصف مساحة الكبيرة وسيتبين لك هذا الحساب الذي ينطبق أيضا على الحجم أو أنظر تفاصيل حسابية ٩ في آخر الكتاب ). بالتالي يتبين من حسابات بسيطة أخرى ( تفاصيل حسابية ٧ ) أن قطر فتحة حلقة البحر المسجور أكبر قليلا من طول أعلى الفردوس الأعلى. وبالتالي أيضا مناطق الحشر والحساب والجزاء التي لن يصب فيها ماء سيكون لها في المجموع نفس القطر وفيها سيكون الجن والإنس وكل ملائكة الدنيا طوال يوم الحساب لأنها ستسعهم جميعا. ووسط منطقة الحشر العام التي سيستقر فيها الناس قبل مجيء الله سيبعد إذن عن المساحة التي سيبعثون فيها بمسافة على الأقل نصف عرض أعلى الفردوس الأعلى ( رسم ٩ ). مسافة تقاس عندنا بملايير السنين الضوئية. ومسيرة الناس فيها بإذن الله لن تستغرق طبعا كل هذا الزمن لأن طول يوم القيامة بكل مواطنه خمسون ألف سنة فقط لكنها ستكون طويلة وشاقة خصوصا على الكافرين. فمن عجائب يوم القيامة أن المسافات والأزمنة ستقصر على بعض الناس وتطول على آخرين. فذلك اليوم ليمضي على المؤمن المخلص كأخف صلاة مكتوبة. ثم هذه المسافات ستطوى تحت أرجل المشاة كلهم كافرهم ومؤمنهم. والمرور على الصراط لن يستغرق هو أيضا إلا زمنا قصيرا مع أن مسافته تساوي كما سنرى عرض الدرك الأسفل من النار. ولو ترك الله الناس يومئذ يتنقلون لحالهم من موطن إلى آخر دون أن تطوى المسافات تحت أرجلهم لقيس طول يوم القيامة بأضعاف ملايير السنين. 

إن منطقة بعث الناس ستكون إذن خلف الأماكن التي سينزل إليها ملائكة السماوات السبع. ونفهم أيضا أن ماء البحر المسجور سيصب فوق أرض المحشر من خارج حدود السماوات السبع وهي منبسطة يومئذ. أي لن تكون مباشرة تحت الماء ولن تتصدى لنزوله. وطول منطقة الحشر من اليمين إلى الشمال والتي لن يصب عليها ماء سيساوي طول أعلى هذه السماوات يومئذ. ومنطقة الحشر هي القسم الثاني من أرض المحشر كما رأينا: أنظر أقسام أرض المحشر.

وعلامات الكفر أو العصيان ستظهر في أول لحظة البعث: الكفار سيبعثون وهم لا يعلمون ما يحدث. سيقولون﴿ قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمان وصدق المرسلون ﴾(٥٢-٣٦). وسيحشرون زرقا أي كأن أجسامهم لا يجري فيها دم أحمر. لذلك سيعتقدون أنهم لم يلبثوا في قبورهم إلا بضعة أيام وأن لحمهم لم يتحلل بعد. سيظنون أن البعث حدث تقريبا مباشرة بعد موتهم. ومن الناس من سيقوم مرتجفا لا يستقر على رجليه كالذي يتخبطه الشيطان من المس وهو آكل الربا. وسيكون أمره كذلك كلما أراد القيام طوال يوم القيامة وفي جهنم أيضا. وكل الكافرين سيقومون من قبورهم مفزوعين. أما المؤمنون فسيبعثون مطمئنين. وقال » تحشرون حفاة عراة مشاة غرلا «( رواه ابن أبي حاتم ) مشاة أولا إلى وسط منطقة الحشر موقف الجمع العام ( وهو كما سنرى ليس وسط الأرض المبدلة كلها ) ثم مشاة إلى المواقف الأخرى قبل الصراط.


   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة