أمر الله عباده بأن يدعوه ليكشف عنهم ما أصابهم من سوء ويستغفروه ليغفر لهم ما اقترفوا من ذنوب﴿ وقال ربكم أدعوني أستجب لكم ﴾(٦٠-٤٠)﴿ فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا ﴾(١٠-٧١). إن دعاء الله فرض وهو مخ العبادة. والذي لا يدعوه يغضب عليه كما قيل في حديث.
• أما استجابة الله لدعاء ما فمتعلقة بمشيئته ﴿ فيكشف ما تدعون إليه إن شاء ﴾ (٤١-٦). أما قوله﴿ أمن يجيب المضطر إذا دعاه ﴾(٦٢-٢٧) فلا يعني أنه يستجيب لكل مضطر كما قد يعتقد بعض الناس بل إذا استجيب لمضطر وهو كل داع يدعو الله كانت الأسباب أو لم تكن فمن الذي استجاب له ؟ إنه الله سبحانه وتعالى. وهذه الاستجابة من دلائل وجود الله ( أنظر الفقرة ١د ) وذلك كقوله﴿ أجيب دعوة الداع إذا دعان ﴾(١٨٦-٢) لكن إذا شاء طبعا كما في الآية السابقة (٤١-٦). وقد يستجيب عاجلا أو آجلا في الدنيا أو في الآخرة. ومن أدب الدعاء المستجاب هو أن تثني على الله وتمدحه بقلبك وبإخلاص بما يليق بمقام الدعاء قبله وبعده. وهذا واضح في الأدعية التي دعت بها الرسل.
والله إذا شاء يستجيب للمؤمن وللمشرك أيضا. فكم من إنسان استجاب له الله ثم أشرك به ونسيه والله كان عليما به وسيحاسبه ( أنظر الآيات في كتاب تصنيف وتفسير آيات وفصول القرآن العظيم - فصل الإنسان ٥١-٢١ ). لكن رحمة الله قريبة من المحسنين ويستجيب للمؤمنين أكثر لأنه رحيم بهم.
• إن الدعاء والاستجابة من عناصر توازن الوجود للعباد في الدنيا. فالتغيرات التي تحدث مع الاستجابات الإلهية لأدعيتهم تحافظ على التوازن بين المصائب والانفراجات، بين العسر واليسر. وربما لولا دعاء الناس لهلك من في الأرض منذ زمن. فعلى المسلمين أن يدعوا الله لهم ولذويهم وللمسلمين كافة.
وإذا استجاب سبحانه فعلى العباد أن يشكروه ويسبحوا بحمده ويذكروه كثيرا ولا ينسوه ولا فضله ويصلوا لذكره كما أمر أنبياءه بذلك عند استجابته لهم.
• أنظر الأدعية التي جاءت في القرآن: كتاب تصنيف وتفسير آيات وفصول القرآن العظيم - فصل أدعية المؤمنين ٦٩
إرسال تعليق