U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - حرية الإنسان وأفعال الله -0258

   

٣٨حرية الإنسان وأفعال الله






 

خلق الله الإنسان المحاسب وجعله حرا في اختياراته. فهو حر في اختيار إيمانه ( أما الله فجعل في قلبه القدرة على الإيمان. ولولاها لما آمن بأي شيء. وأمره بأن يؤمن به وحده ) وحر في طبعه ( أما الله فألهم نفسه فجورها وتقواها ثم أمره بأن يختار طريق التقوى ويترك طريق الفجور ) وحر في أفعاله ( أما الله فخلق فيه كل وسائل عمله ﴿ والله خلقكم وما تعملون ﴾(٩٦-٣٧) ثم أمره بأن لا يفعل إلا الخير ) وحر في كل ما يطلبه الله منه وجعله مسؤولا عن ذلك يوم القيامة. وحر في كل ما يبجله الله فيه من الأخلاق النبيلة أو يوبخه من الأخلاق الذميمة. فكيف سيوبخ من يتكبر إذا لم يكن قد أعطاه حرية لترك التكبر والنفور منه ؟ لذا سيحاسبه على ذلك يوم الدين لأنه حر في كل ما سيحاسب عليه. أي حرية الإنسان في أي شيء سيقابلها الحساب يوم القيامة أو العذاب في الدنيا قبل الآخرة إذا لم يلتزم بحدودها الشرعية ( فقرة ٣٩ ). ومعنى الحرية هنا هي أن الإنسان ليس مجبرا أو مساقا أو مسيرا من كيانه دون إرادته أو من غيره في المسائل التي سيحاسب عليها. ثم أنزل الله الفرقان فأمره بأن يختار السبيل والأفعال التي تؤدي إلى الجنة ورضاه ويترك كل ما يؤدي إلى الجحيم وسخطه. وبين الطريق المستقيم الذي أراده لعباده فيهدي المؤمنين الذين استسلموا لإرادته باختيارهم وبعد إذنه. أي أذن لهم بالإيمان به واتباع سبيله لأن شروط الإيمان توفرت فيهم. وأعظمها طيبوبة النفس والقلب والاستسلام للخوف الفطري من الله. أما الكافرون فيضلهم ويعمي بصيرتهم لأنهم خبيثون يكفرون به وبنعمه عليهم ولا يكترثون بالخوف منه. فلا يريدهم لأنهم لم يريدوه. وسينساهم في الآخرة في ظلمات الجحيم كما نسوه في الدنيا وهم في نعيمه.

أما الأرزاق والآجال فهي مباشرة من أفعاله سبحانه وحده. أما عن المصائب فانظر تفاصيل في الفقرة ٤٠.


   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة