U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - لماذا يخلق الله - لماذا يبتلي خلقه -0257

   

٣٧- لماذا يخلق الله ؟ ولماذا يبتلي خلقه ؟  أنظر مشيئة الله < فقرة ٨

  


لماذا يخلق الله ؟ 

إن الله خلق الأحياء. وخلق الجمادات لأجلهم كما قال﴿ وخلق الله السماوات والأرض بالحق ولتجزى كل نفس بما كسبت ﴾(٢٢-٤٥). ولا يحتاج لوجودهم ولا لعبادتهم. إنه غني عن العالمين. وأرادهم درجات عنده حسب إيمانهم وأعمالهم. فخلقهم ليرحمهم على قدر ذلك. قال جل جلاله﴿ ولا يزالون مختلفين (١١٨-١١) إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم ﴾(١١٩-١١). ولم يخلقهم ليلهو. فقد كان وحده في أزل لا بداية له. قال﴿ وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين (١٦-٢١) لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا إن كنا فاعلين ﴾(١٧-٢١) ثم إن الخلق كله ليس في المستوى الذي يلهي الله. ولا يحتاج لذلك. ونفى ذلك بلفظ " لو".  

والغاية من خلق الدنيا هي ابتلاء الخلق وعبادتهم لله لأجل مصلحتهم ولكي يقتنع كل واحد بمقامه ودرجته في الآخرة. والغاية من الابتلاء هي الجزاء بالجنة ودرجاتها. أما جهنم فهي مصير من لا يعبد الله ولا يدخل الجنة. وهي من غضبه. والغضب ليس غاية.

لماذا يبتلي الله خلقه ؟

لا يبتلي الله إلا العقلاء من الجن والإنس. ولا يحتاج لذلك ليعرفهم. فهو عليم بهم وبمصيرهم قبل خلقهم. كل ذلك في كتاب. وإنما يبتليهم لتكون النتيجة حجة لهم أو عليهم وحجة للخلق أجمعين ويتخذ منهم شهداء وإن كانت شهادته لكافية. وسبحانه يبتلي خلقه حسب ما أعطاهم من قدرات. ورأينا أنه خلق تدريجيا أنواعا كثيرة من الجن والإنس. وابتلى كل نوع أكثر من الذي سبقه في الخلق إلى أن خلق آدم. أنظر التفاصيل في الفقرة ٢١ب ٢١ب. والنفوس درجات حسب صفوتها. درجات في الشر أو في الخير. وخلق الله لكل نفس إرادة حرة. فإن اختارت الخير منحها سبحانه الإيمان به كهدية من عنده وهداها إليه حسب مقدار ما اختارت. وإن اختارت الشر أضلها حسب مقدار ذلك. ولا ينبغي له أن يجزي الجميع بنفس الأجر وإنما لكل ما يستحق. لذلك قال للجاهلين﴿ أفنجعل المسلمين كالمجرمين (٣٥-٦٨) مالكم كيف تحكمون ﴾(٣٦-٦٨). وإذا قيل: لماذا لم يخلق الله الخلق كله في نفس الدرجة ؟ فأولا لأن الله يفعل ما يريد ثم إن الإنسان المخير أعظم من خلق لا إرادة له. ثم يوجد في الكون كثير من الخلائق تؤمن بالله دون اختيار كالملائكة وكثير من الإنس أيضا ( أنظر الفقرة ٢١ب ). بل هؤلاء أيضا درجات. أما الملائكة فخلقهم الله كذلك. وأما هؤلاء الإنس فحسب درجة إيمانهم وأعمالهم. فإذا كانوا قد جبلوا على الإيمان بحيث لا يكفرون فهم لم يجبلوا على درجته. وعليهم الاجتهاد في ذلك.


   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة