U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - مشيئة الله -0018

   

٨مشيئة الله


 

٨أ- قال تعالى﴿ وكان أمر الله قدرا مقدورا ﴾(٣٨-٣٣). وفي صحيح مسلم« إن الله قدر مقادير الخلق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء » بمعنى كتب في الذكر كل شيء وكان عرشه على الماء كما جاء في حديث آخر. أما مشيئته في خلقه فأزلية لا بداية لها في الزمن لأن من صفاته العليم ولا بداية لعلمه. وعلمه لا حدود له ولا نهاية ولا يزداد ولا ينقص. وكتب منه ما شاء في اللوح المحفوظ لأجل أن يبرزه في الوجود. وجعله أول شهيد على علمه وأفعاله أمام ملائكته وكل خلقه. وألزم تعالى نفسه بإرادته لتحقيق كل ما كتب. لذلك يقول ﴿ولولا كلمة سبقت من ربك﴾(١٢٩-٢٠).

وقوله﴿ وما تشاءون إلا أن يشاء الله ﴾(٣٠-٧٦) يعني أوﻻ لا تشاءون إلا ما كان في مشيئة الله، وهي أزلية. ثم لا تشاءون شيئا إلا عندما يريد أن يحقق مشيئته في ذلك الشيء وهي مسطورة مسبقا في اللوح المحفوظ. أي عندما يحين أجل تحقيقها المقدر أيضا في الأزل الذي لا بداية له. وليس المعنى أنكم لا تشاءون حتى تصدر المشيئة لأول مرة في نفس الله. كذلك قوله تعالى﴿ إنما أمره إذا أراد شيئا ... ﴾(٨٢-٣٦) فهذا الأمر الذي أراده كان دائما في نفسه ثم كتبه في اللوح. والآية تعني فقط أن عندما يحين تحقيق ذلك الشيء في الواقع الحي فإنما يقول له كن فيكون.

وتحقيق مشيئة الله لخلق العالم هو إبراز عدد من صفاته، أراد لها أن تتجلى في الوجود. لذلك نرى كمالا مطلقا في كل ما أوجد. ولا يحتاج لذلك. إنه غني عن العالمين. وله عدد من الصفات لا يعيها إلا الخلق العاقل. لذلك خلق العقل. وصفات أخرى لا تتعلق إلا بالخلق المحاسب. وأعظمه الإنسان الذي عليه أن يؤمن بالغيب كله ( أنظر الفرق بين الإنسان والجان فيما يخص الإيمان: فقرة ٣٠ت ). فحمل الأمانة وقبل عليه صفة الحسيب. وهي أخطر صفة إلهية على المخلوق. عاقبتها إما يدخل في حب الله الأبدي وهو درجات على حسب خوف العباد منه بالغيب أو في بغضه وهو دركات. فشاءت مشيئته أن يخلق العالم ليظهر حبه وتظهر صفاته على خلقه. وحبه هو أكبر عطائه. ويعطي دون مقابل أو استفادة. ذلك من صفات الألوهية. وطبعا كان دائما عليما بمن سينال حبه أو بغضه. أي عليما بأهل الجنة وبأهل النار وبكل شيء.

   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة