٣٤- خلق السماوات والأرض (45/50)
٣٤ج١٢ب- سير الجن ورجوم الشياطين:
إن الجن والإنس يسكنون في نشأتهم الأولى تحت السقف الأول. وتحداهم الله بأن يخرجوا من أقطار السماوات والأرض إن استطاعوا. فالإنس كلهم محاصرون في الحلقة الأرضية التي هم فيها. ولا يستطيعون أن يدخلوا إلى العالم البيني الذي فوق حلقتهم ولا إلى الذي تحتهم ولا أن يخرجوا من الحلقة من جهة الأمام أو من جهة الخلف. بل ولا يستطيعون أن يخرجوا حتى من وحداتهم الفضائية ( وهذه الوحدات هي الأقطار المذكورة في القرآن والله أعلم: أنظر التفاصيل في الفقرة ٢١ب )
أما الجن فكانوا يستطيعون الصعود بعض الشيء في العالم البيني الذي فوق حلقتهم وفي قطرهم وفي فضاءات معينة بحيث لا يستطيعون أن يروا الملائكة هناك. وكانوا يقعدون منها مقاعد للسمع ويسمعون بعض ما ينزل من الوحي. وجن الأرض الأولى كانوا يصعدون إلى العالم المكنى ب "ما بينهما". لكن بعد نزول القرآن لمسوا السماء أي ربما في الحدود بين العالم الكوكبي والعالم البيني أو قرب المقاعد التي كانوا يتخذونها للسمع فوجدوها ملئت حرسا شديدا من الملائكة وشهبا. فمنع عنهم الصعود إلى حيث كانوا يصعدون. أما الشياطين فكانوا دائما معزولين عن السمع ( فقرة ٢٧ث ). والشياطين هم الجن المتمرد الذين كفروا كفرا عظيما حتى طردوا من رحمة الله في الدنيا قبل الآخرة. وجعلهم سبحانه معزولين عن السمع منذ تمردهم. أما من استرقه منهم فيتبعه شهاب ثاقب. فيظل يجري والشهاب يتبعه إلى أن يدركه. فإن أراد أن يخرج من الحلقة الأرضية التي هو فيها من الأمام أو من الخلف أرسل عليه شواظ من نار ونحاس يرغمانه على التراجع. وكذلك إن أراد أن يتجاوزها من جهتها السفلى. فكل أرض ممنوعة عن غير أهلها. بل لا يقدر أن يخرج حتى من الوحدة الفضائية المخصصة لنوعه. وهكذا نرى الشياطين يقذفون من كل جانب كما قيل في القرآن.
إرسال تعليق