٣٤- خلق السماوات والأرض (30/50)
٣٤ج٥ب- خلق سبعة مستويات:
خلق الله سبعة مستويات في العالم السماوي عالم السقوف وسبعة مستويات في العالم الكوكبي. فأمر كل الأرض ( وهي هنا السماء البدائية بكواكبها ومجراتها ) والدخان بأن يأتيا إليه ﴿ فقال لها وللأرض إئتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين ﴾(١١-٤١)
١- إتيان الأرض والسماء:
خلقت السماوات السقوف والعوالم البينية كلها أثناء إتيان الأرض والسماء. وقبل ذلك كانت المجرات كلها تدور حول المركز العظيم. وخلق الله النباتات والحيوانات في عدد من الكواكب التي في ثلثين فقط من السماء البدائية. أما مجرات وكواكب الثلث الباقي فكانت وظلت كما سنرى خالية من الخلائق الحية. ولما استوى سبحانه إلى الحلقة الدخانية مع بقاء استوائه إلى الكواكب والمجرات وهي في الأسفل ( ﻷن خلق ما بينهن لم يبدأ بعد ) أمر الأرض والسماء بأن تأتيا إليه. وإتيانهما كان بتوسيع دائرتهما وابتعادهما بسرعة عن مركز الدنيا مستجيبتين ﻷمر الله رغم جاذبية هذا المركز عليهما.
وكان هذا التوسع منتظما بحيث قسمت السماء البدائية تدريجيا إلى سبع حلقات وقسمت الحلقة الدخانية أيضا إلى سبع حلقات. وأعطى الله لكل نقطة سرعة تتناسب مع بعدها عن المركز العظيم وقربها من الكرسي. فالنقط العليا كانت تبتعد بسرعة أكبر من التي تحتها. وكانت العوالم البينية تظهر شيئا فشيئا بين الحلقات الأرضية وأيضا بين الحلقات السماوية. وأصبح غلظ كل حلقة أكبر من غلظ التي تحتها. وظلت سرعة كل نقطة تزداد حتى أصبحت قوة التوسع هاته تغلب قوة دوران المجرات والحلقات السماوية حول المركز العظيم. عند ذلك لم تعد تدور حوله بل تبتعد عنه بعجلة. واستقر الثلث الخالي من الحلقات في الأسفل. وهذه القوى لا تزال قائمة إلى يوم الفناء. غلظ كل حلقة خمسمائة سنة لكن بنفس الكيلومتر كل واحدة أكبر من التي تحتها. وتوسعهن المستمر هذا هو الذي سيكون سببا في انشقاق السقوف يوم الفناء ( فقرة ٤٤ت١ب٢أ ).
إرسال تعليق