٣٤- خلق السماوات والأرض (24/50)
٣٤ث- خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام:
قال تعالى﴿ الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ﴾(٤-٣٢) وفصل سبحانه الستة أيام هذه في سورة فصلت﴿ قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين (٩-٤١) وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين (١٠-٤١) ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض إئتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين (١١-٤١) فقضاهن سبع سماوات في يومين (١٢-٤١)﴾ وهي ليست أيام أسبوعنا لأنها قصيرة جدا ولا تكفي لخلق هذا الكون الهائل مع أن الله قادر على كل شيء لكنه خلق بعلم وتدرج جعله طبيعيا عن قصد ويخضع لقوانين منذ البداية إلى النهاية ليتمكن الإنسان وغيره من فهمه وتعلم ما فيه ومن تم الإيمان بخالقه. ثم إن اليوم في القرآن تختلف مدته حسب الموضوع.
أخبر الله الكافرين بأن الأرض خلقت في يومين. والأرض هنا أرضنا وأيضا كل كوكب وكل مركز. فخلق مركز الدنيا في يومين ثم خلقت مراكز المجرات في آجالها في يومين أيضا وكذا الشموس والأقمار. بعد فتق أية كتلة رتقية مر مركزها بمرحلتين وهما دوران الضغط ثم دوران التفكك. ثم في الكون كواكب كان لا بد من إتمامها أكثر كأرضنا. فأتمت في يومين آخرين.
ومراكز المراكز العظام الثانوية التي تدور حولها مجرات الأقطار بدأ يومها الأول بعد بداية اليوم الثاني في المركز العظيم مركز الدنيا. وكل كتلة بدأت يومها الأول بعد بداية اليوم الثاني في المركز الذي تدور حوله. فباليوم الأول يتكون الشكل الكروي للكوكب بإنزال وإدخال ما أراد الله فيه بدوران الضغط. وباليوم الثاني يخرج إلى سطحه وجوه ما شاء الله بدوران التفكك.
وعمر المركز العظيم أطول من عمر مراكز المجرات الذي هو أطول من عمر الشموس الذي هو أطول من عمر الأقمار. وعمر الدنيا هو عمر المركز العظيم الذي هو الآن وسط الحلقة الأرضية السابعة والذي لن يراه علماء الفلك أبدا لأنه عالم ممنوع حتى أن بعضهم ينفي وجوده أصلا أو يعتبره في كل مكان من الفضاء ( أنظر لماذا هو ممنوع في الفقرة ٢١ذ ) فتخيل إذن صعوبة معرفة عمر العالم بالضبط لكن معرفة عمر مراكز المجرات القديمة والمسافات بينهن ربما قد تقربنا بعض الشيء إلى معرفة عمر المركز العظيم. أما بعدنا عنه فمستحيل معرفته تماما لأن الله خلق سبع أرضين متشابهة كمرايا. حتى وإن عرفنا عرض القطر الذي فيه كوكبنا واستعملنا زاويته من مركز المركز التي تساوي كما رأينا ۰,۰٣٦ درجة لوصلنا إلى نفس النتيجة التي سيصل إليها أشباهنا في الأرضين السفلية مع أن بعد كل أرض عن المركز يختلف من أرض إلى أخرى. ذلك لأن المقاييس كلها نسبية حسب الأرض التي نحن فيها.
بعد أن خضعت الكواكب لدوران الضغط ثم لدوران التفكك الذي سيظل قائما إلى يوم الفناء ظهرت في السماء البدائية شموس متعددة ثم حول بعضها كتل حامية وهي التي خلقت منها الأقمار. ثم أتم بعضها كأرضنا بأشياء أخرى في يومين آخرين: يوم لإظهار الجبال وخلق المياه والنبات ويوم لخلق الكائنات الحية الحيوانية.
وبعد اليوم الرابع " ارتفع" جل وعلا فوق مستوى كل الكواكب والمجرات ( مع العلم أنه دائما فوق عرشه وفوق رداء كبريائه ) واستوى إلى السماء وهي دخان والذي كان على شكل حلقة محيطة بالسماء البدائية التي فيها المجرات ثم خلق سبحانه منه سبع سماوات. وفي نفس الزمن جزأ العالم الكوكبي الذي في الأسفل إلى سبعة مستويات على شكل حلقات وهي الأرضون السبع. وخلقت العوالم البينية بين كل أرض وأرض وبين كل سقف سماوي والذي يليه. كل ذلك في يومين. وهي ليست سقوفا ولا كواكب وإنما فيها قطع منبسطة بل مقوسة بعض الشيء ومتوازية مع الحلقات السماوية والأرضية. أما بين كل أرض وأرض فجعله الله مؤقتا لبعض الملائكة الذين ينزلون إليه من سدرة المنتهى. أما بين كل سقف وسقف فتوجد سدرة خاصة بالملائكة أيضا وروضات في الجنات التي عندها.
إرسال تعليق