( أنظر الآيات في كتاب تصنيف وتفسير آيات وفصول القرآن العظيم: فصل القرآن والعلم ٤٥ - ٦ )
٣٤أ- مفهوم السماء والأرض والقمر في القرآن:
٣٤أ١- كل ما يسمو عن شيء هو سماء له. والتعريف الديني قد يضيف أن أي شيء لا يكون فعلا سماء حقيقية لشيء آخر إلا إذا كان أقرب منه إلى العرش.
تارة يقصد القرآن بالسماء السقف. وسنرى أنها سقف بمعنى الكلمة﴿ وجعلنا السماء سقفا محفوظا ﴾(٣٢-٢١)
وتارة يقصد بها فضاؤها﴿ وزينا السماء الدنيا بمصابيح ﴾(١٢-٤١) وسوف نرى الفرق بين السماء الدنيا والسماء الأولى ( في بعض اﻷحيان ) في الفقرة ٣٤ج١٢.
وتارة يقصد بها الكواكب﴿ رفع السماوات بغير عمد ﴾(٢-١٣) وتارة كل ما هو خارج عن الكواكب﴿ وكم من ملك في السماوات ﴾(٢٦-٥٣) وتارة يقصد بها مطلقا ما في الأعلى﴿ وفي السماء رزقكم وما توعدون ﴾ (٢٢-٥١).
٣٤أ٢- مفهوم الأرض في القرآن:
• تارة يقصد القرآن بالأرض كل العوالم الكوكبية أي جميع الأرض يعني الأرضون السبع. والكواكب لا توجد إلا في السماء الدنيا تحت السقف الأول. كل عالم كوكبي فيه مجرات عديدة. كل مجرة تحتوي على عدد هائل من الشموس والأقمار ( وكوكبنا في مجرة درب التبانة ). كل تلك المجرات تشكل أرضا واحدة وهي على شكل حلقة. وكل ما نراه في السماء يشكل جزءا فقط من حلقة أرضية واحدة ( رسم ٤ذ ). ويقابل مفهوم الأرض هذا مفهوم السماء أي السقف الصلب والذي ليس فوقه كواكب ويعكس نور الكرسي على ما تحته. وخلق الله سبعة سقوف على شكل حلقات صلبة بعضها فوق بعض وفي باطن بعض. قال تعالى﴿ خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن ﴾(١٢-٦٥).
• وتارة يقصد بالأرض المقام الصالح للحياة ككوكبنا. وهذا المفهوم استعمل أيضا لوصف الجنة﴿(...) وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء ﴾(٧٤-٣٩)﴿ ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون ﴾(١٠٥-٢١).
• وتارة يقصد بها فقط كوكبنا. قال تعالى﴿ إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون ﴾(٥٦-٢٩). وتارة يقصد بها جزءا منه أو بلدا ﴿ إن فرعون علا في الأرض ﴾(٤-٢٨)﴿ ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ﴾(٢١-٥)...الخ.
٣٤أ٣- مفهوم " السماوات والأرض":
عندما يقرن القرآن هاذين المصطلحين فكثيرا ما يعني بالسماوات السقوف السبعة وبالأرض كل العوالم الكوكبية التي في داخل السماء الدنيا أي مجموع الأرضين السبع بكل مجراتهن﴿ هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ﴾(٤-٥٧)
٣٤أ٤- المقصود بقوله" ما بينهما":
قال تعالى﴿ الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ﴾(٤-٣٢) أي ما بين السقوف السبعة والعوالم الكوكبية. يعني ما بين العالم الكوكبي الأول بكل مجراته والسقف الأول. وفيه يوجد بيت العزة ومستقرات للملائكة الذين يشكلون الملأ الأعلى للسماء الدنيا. وهو فضاء على شكل حلقة غلظه زمنيا من باطنه إلى ظاهره خمسمائة سنة كغلظ كل حلقة أرضية.
٣٤أ٥- مفهوم القمر:
القمر هو كل كوكب ليس بشمس ويأخذ نوره منها ليعكسه. وكل كواكب المجموعة الشمسية قد تعتبر أقمارا. وعلماء الفلك يعرفون ذلك. بالتالي أرضنا هي أيضا قمر والمريخ قمر ... الخ. إلا أن هناك أقمارا تعكس ضوء الشمس أفضل من غيرها لأن فيها أحجارا بألوان معينة كالقمر الذي يدور حول أرضنا. فلقد خلق الله من كل شيء زوجين اثنين. وفي مجال الكواكب خلق الشمس وما يقابلها وهو القمر. وقوله تعالى﴿ وسخر الشمس والقمر كل يجري إلى أجل مسمى ﴾(٢٩-٣١) يعني أن الشموس والأقمار كلها كأرضنا وقمرها وغيرهما تجري إلى أجل مسمى. فالقرآن أخبر منذ زمن بكيفية غير مباشرة بأن الأرض تجري. وطبعا نراه كثيرا لا يقصد بالقمر إلا هذا الذي يدور حول كوكبنا كقوله تعالى ﴿ والقمر قدرناه منازل ﴾(٣٩-٣٦) وهي منازل بالنسبة لمن يراه من الأرض.
إرسال تعليق