U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - نور العرش وظله وأنوار رداء الكبرياء وظهور الله -0167

   

٣٢- العرش والكرسي والحجب ورداء الكبرياء وظهور الله (2/14)

 

 

٣٢ث- نور العرش وظله وأنوار رداء الكبرياء وظهور الله: ( أنظر الرسم ٥ )

سنرى في هذه الفقرة ظاهرة الليل والنهار الكبرى بالنسبة للذين عند الله وللملائكة الموجودين في السماوات والأرض. قال تعالى﴿ فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسأمون ﴾(٣٨-٤١) وهذا يؤكد أن لهم ليلا ونهارا غير ليلنا ونهارنا نحن باستثناء من في الآخرة. لكن كيف ذلك ؟

 

٣٢ث١- خلق الله ستورا وحجبا تحت فتحة العماء الذي فيه هو سبحانه. حجبا من نور كما جاء في الحديث حجابه النور ( فقرة ٤) تنقص من قوته وستورا من ظلمة تستر بمقادير محددة أنوار رداء الكبرياء الذي فوقها عن الأنظار دون أن تنقص من قوتها.

لكن لماذا هذه الحجب وهذه الستور ؟ لو أراد سبحانه أن يحجب نور ذاته عن خلقه أو ينقص منه لجعل حجبا فقط دون ستور. لكن وجود الثنائي: " حجب وستور " هو بلا شك لإظهار وظيفتهما معا. أي لنقص قوة النور بالحجب وأيضا لستر النور المرئي وكشفه بمقادير تدريجيا بدوران الستور. ومن ذلك أوجد الله الليل والنهار بالنسبة للذين خلقهم في نشأتهم الأولى. وهذه الحجب والستور توجد فوق المستوى الذي فيه العرش. وهي على شكل حلقات دائرية. فنور الحجب المرئي وظلمة الستور يقعان على جوانب العرش. والستور تدور. نصف حلقاتها يكشف تدريجيا عن أنوار رداء الكبرياء المرئية والنصف الآخر يسترها عن الأنظار تدريجيا أيضا. لذلك سميت ستور. فبظل الستور يكون الليل الكوني وبنور الحجب يكون النهار. فذلك هو تكوير الليل على النهار والنهار على الليل في العالم العلوي. والعرش جسم نوراني. قيل إنه لؤلؤة. يمر من خلاله النور العلوي ويجعله يتلألأ. وإذا كان اليوم عند الله كألف سنة عندنا ( وهو يوم للكون كله ) فالنهار عنده وخارج جنة الخلد يدوم خمسمائة سنة والليل كذلك.            

لكن إذا كان الليل والنهار في جوانب العرش وما حولها ومن تم إلى الكرسي وما في جوفه فماذا عن وسط العرش وما تحته مباشرة أي في جنة الخلد ؟ نحن نعلم أن ليس في فضاء هذه الجنة ليل. وليس فيها إلا يوم يتكرر: يوم الخلود. وبما أن الحجب والستور على شكل حلقات فنور الله ينزل مباشرة على وسط العرش عبر رداء الكبرياء فقط أي دون أن يمر على تلك الستور والحجب ثم ينزل على جنة الخلد. وقد جاء في الحديث (فقرة ٤) أن ما بين أهل الجنة وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه. أي لا حجب فوقها إلا الرداء. واليوم في جنة الخلد يتكون من عشي وإبكار فقط ( أنظر كتاب تصنيف وتفسير آيات وفصول القرآن العظيم - فصل الجنة ١١٧ - ت٣١ت )


   




تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة