١١٧-الجنة ومصير المؤمنين
(12/19)
ت٢٩- ملابسهم وزينتهم
من حرير وسندس وذهب ولؤلؤ وفضة: يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ (٣١-١٨) يَلْبَسُونَ مِنْ سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ (٥٣-٤٤) كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (٥٤-٤٤) يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (٢٣-٢٢) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (٣٣-٣٥) عَالِيهِمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ (٢١-٧٦) وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (١٢-٧٦) أساور: هو ما يلبس في الذراع. خضرا: اللون الأخضر من الألوان التي تنفتح لها النفس وتهدأ. سندس: رقيق الديباج وهو الحرير. وإستبرق: غليظ الديباج. متقابلين: أنظر التفسير في الفقرة السابقة ت٢٨خ. كذلك: أي متقابلين كذلك بذلك اللباس. وزوجناهم بحور عين: أنظر الفقرة ت٣٤أ. جنات عدن: هذا بيان للفضل الكبير في الآية السابقة. عاليهم: أي ما يظهر عليهم ويعلو أجسادهم. وهو ثياب سندس وإستبرق. وحريرا: أي للباسهم.
ت٣٠- الظلال
أ- الظل في الجنة: وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا (١٤-٧٦) أي ظلال الجنة تدنو منهم إن احتاجوا أن يتظللوا من نور العرش.
ب- لا شمس محرقة ولا برد قارس: لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا (١٣-٧٦)( أما نور الجنة فهو من نور العرش الذي هو من نور الله. ولا شمس هناك. أنظر تفاصيل عن أنوار الله في كتاب قصة الوجود ). زمهريرا: أي بردا قارسا.
ت- ظلها دائم: وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا (٥٧-٤) أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا (٣٥-١٣) ظليلا: أي متصلا لا ينسخ. ويقي من نور العرش. أنظر الفقرة الموالية. أكلها دائم وظلها: أي إذا قطفت فاكهة نبتت مكانها أخرى في الحين. وديمومة الظل تدل على أن مصدر النور في جنة الخلد لا يدور. فالله سبحانه هو مصدر نورها ونور الكون كله.
وممدود: وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (٣٠-٥٦) الظل في جنة الخلد ممدود لسببين: الأول هو أن أغصان شجرة الخلد ممتدة من وسط الجنة إلى ما وراء سورها وبالتالي ظلها متفرق على كل الجنة. في الحديث « في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة لا يقطعها » والسبب الثاني الذي يفسر فعلا امتداد الظل نفسه هو أن مصدر النور هناك ليس نقطة أو كرة كشمسنا بل قبة العرش بكاملها. وبالتالي يكون ظل كل شيء هناك ممتدا في جميع الجهات أي إلى الأمام والخلف واليمين والشمال لأن أنوار العرش كلها تقع عليه من كل جهة. ويتكون من ظلين: ظل يحيط به ظليل أو شبه ظل فيه نور خفيف. فعندما تكون تحت شجرة هناك فأنت في ظلها كما في الدنيا تحجب عنك نور العرش الذي فوقك. وعندما تخرج من تحتها وتبتعد إلى أية جهة تبقى مدة في ظلها وأنت تمشي تحت قسط فقط من نور العرش أضعف من نور العرش المباشر الكامل. أي لا يقع عليك كله بل ينقص منه ما يقع على تلك الشجرة وأنت بمسافة منها لامتداد ظلها. والظل هناك ظليل يقي من نور العرش.
ث- قال تعالى أيضا: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ (٤١-٧٧) هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ (٥٦-٣٦)
أ- الفواكه: فقرة ت٢٥
ب- الفاكهة واللحوم اللذيذة: يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ (٥١-٣٨) وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (٢٢-٥٢) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (٢١-٥٦) وأمددناهم: أي زدناهم فوق ما عندهم من النعيم.
ت- بكرة وعشيا: وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا (٦٢-١٩) وما بين هذه الأوقات هناك يظهر الله جل جلاله. ولا أوقات غيرها في جنة الخلد. أنظر تفاصيل في كتاب قصة الوجود.
ث- طعام دائم:
أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا (٣٥-١٣) إذا قطفت فاكهة نبتت مكانها أخرى في الحين.
ت٣٢- الشراب
أ- ماء مسكوب: يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ (٥١-٣٨) وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ (٣١-٥٦)
ب- شراب طهور: وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا (٢١-٧٦) طهورا: نظيفا لا نجس فيه ولا دنس.
ت- وَكَأْسًا دِهَاقًا (٣٤-٧٨) أي ممتلئة أو متتابعة. والكأس يعنى بها الخمر.
ث- أكواب مهيأة: وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ (١٤-٨٨) وأكواب: أي أقداح للشرب. موضوعة: أي معدة لمن أرادها.
ج- لا تسكر: فقرة ت٤٥أ (١٩-٥٦)- فقرة ت٢٢ (١٥-٤٧)
يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (٤٥-٣٧) بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ (٤٦-٣٧) لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ (٤٧-٣٧) يطاف عليهم: أي يطوف عليهم الخدم وهم على سرر متقابلين. بكأس: أي بخمر. معين: المعين هو الماء الجاري الظاهر. أي هنا الخمر تجري كجري الماء. لذة: أي لذيذة الطعم. لا فيها غول: أي لا تغتال ولا تضر بالعقول وبصحة الأبدان. ولا هم عنها ينزفون: النزف هو السكر. أي لا تسكرهم ولا تذهب بعقولهم.
ح- خمر لذيذة وماء تسنيم: يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ (٢٥-٨٣) خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ (٢٦-٨٣) وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ (٢٧-٨٣) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ (٢٨-٨٣) رحيق: هو أجود الخمر وأصفاه. مختوم: أي مسدود إناؤه حتى يفك ختمه من سيشربه. ختامه مسك: أي مختوم بالمسك أو آخر طعمه ورائحته مسك. مسك: هو ضرب من أطيب الطيب. فليتنافس المتنافسون: أي فليبادر المؤمنون ويتسابقوا إلى أعلى الدرجات بإطاعة الله. ومزاجه: أي ما يمزج به ويخلط. والضمير يعود على الرحيق. تسنيم: التسنيم هو الارتفاع. فهي عين تسنيم عالية في الفردوس الأعلى يشرب بها المقربون. يشرب بها: أي يشربون بالتسنيم. أي يمزج لهم منها. فقوله تعالى: "وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ (٢٧-٨٣) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ (٢٨-٨٣)" خاص بالمقربين والله أعلم. كما أن كل أصحاب الجنة يمزج لهم شرابهم بعين كافور وعين سلسبيل.
أكواب تدور بينهم دون إثم: يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ (٢٣-٥٢) يتنازعون فيها: أي يتناولها بعضهم من بعض. لا لغو فيها: أي لا كلام باطل أو ساقط أو زائف. ولا تأثيم: أي لا كذب ولا شجار ولا فعل يؤدي إلى الإثم.
خ- عين كافور: إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا (٥-٧٦) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا (٦-٧٦) مزاجها: أي ما يمزج بها ويخلط. كافورا: اسم عين في الجنة. والكافور نبت طيب يؤخذ منه الطيب ( قيل أنه بارد ) يشرب بها ...: أي يشربون كؤوسهم ممزوجة بماء عين كافور. عباد الله: أي هنا من عبدوا الله. وعباد الله حسب السياق قد تعني كل خلقه أو من عبدوه. يفجرونها تفجيرا: أي وقتما شاؤوا يفجرون ماء تلك العين.
د- الزنجبيل وعين سلسبيل: وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلًا (١٧-٧٦) عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا (١٨-٧٦) كأسا: يعنى بها الخمر. مزاجها: أي ما يمزج بها ويخلط. زنجبيلا: نوع من النبات كالقصب له عروق تسري في الأرض وله قوة مسخنة هاضمة ) قيل أنه حار ). والعرب تصفه بالطيب. عينا: أي من عين. سلسبيلا: السلسبيل هو الشراب اللذيذ. ويتسلسل في الحلق بسهولة.
ذ- أكواب من فضة وقوارير وصحاف من ذهب: فقرة ت٤٥أ (١٨-٥٦)
وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيراً (١٥-٧٦) قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا (١٦-٧٦) يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ (٧١-٤٣) ويطاف عليهم: أي خدم الجنة يدورون عليهم لخدمتهم. وأكواب: أي أقداح للشرب. قواريرا: قواريرا كالزجاج في الصفاء إلا أنها من فضة. قدروها تقديرا: أي على ملء كفهم أو تغترف بمقدار إرادة الشارب. بصحاف: ج صحفة وهي القصعة الكبيرة المنبسطة.
ر- ويطوف عليهم غلمان بأكواب وأباريق: فقرة ت٤٥أ
ت٣٣- سيقال لهم في شأن الطعام والشراب
كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (١٩-٥٢) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ (٢٤-٦٩) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (٤٣-٧٧) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنينَ (٤٤-٧٧) هنيئا: أي بطيب نفس. بما أسلفتم: أي بما قدمتم. الخالية: أي الماضية. كلوا واشربوا: هذا من كلام الله لأهل الجنة.
إرسال تعليق