U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - معراج الملائكة في يوم مقداره خمسون ألف سنة -0113

   

٢١- الخلق في السماوات والأرض (28/46)

 

 

 معراج الملائكة في يوم مقداره خمسون ألف سنة: ( أنظر الرسم ٤ح )

جاء في القرآن أن الملائكة والروح يعرجون ( إلى مقامهم ) في يوم مقداره خمسون ألف سنة أي إلى سدرة المنتهى. وهم بلا شك الذين قضوا مهمتهم في الأرض. ومعنى الخمسين ألف سنة هو كما أشرت سابقا: إن عرجوا دون معراج فرحلتهم أو رحلة أقلهم سرعة ستستغرق خمسين ألف سنة من سنواتنا القمرية. أي سيقطعون بجهدهم فقط كل أرض أو كل سماء أي غلظ كل حلقة أرضية بمجراتها أو غلظ كل حلقة سماوية من باطنها إلى ظاهرها في مدة مقدارها خمسمائة سنة. وكذلك كل عالم بيني.

ولكي نفهم هذه الأرقام سنستعين بما جاء في الحديث ( فقرة ٢٢أ٤ ) أن جنة الخلد مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض أي خمسمائة سنة. يعني المجموع خمسون ألف سنة. وأيضا بما جاء في القرآن عن عرض الجنة كعرض السماوات والأرض ( أي السماوات السبع والأرض الأولى كما سنرى ). فما بين أعلى سدرة المنتهى إذن وأسفل الأرض الأولى خمسون ألف سنة أيضا.

والملائكة الذين ينزلون من السدرة إلى العالم البيني الذي بين الأرض الأولى والسقف الأول مكلفون بما يحدث في الحلقة الأرضية الأولى. وبعضهم ينزل إليها من ذلك العالم البيني ( لأن تدبير الأمر إلى الأرض كما سنرى في محله يكون عموما من هناك ). بعض هؤلاء يرجع إليه بعد تنفيذ الأمر لأن مهامه لم تنته بعد وبعضه يرجع مباشرة إلى سدرة المنتهى لأن مهمته انتهت. وأكبر مسافة يقطعونها هي خمسون ألف سنة من أسفل الأرض الأولى إلى أعلى السدرة.

أما الذين نزلوا إلى العالم البيني الذي بين الأرض الثانية والأرض الأولى فهم مكلفون بما يحدث في الحلقة الأرضية الثانية. وخمسون ألف سنة هي أيضا أكبر مسافة معراجهم من أسفل الأرض الثانية هذه إلى مقام ملئهم في سدرة المنتهى الذي يوجد تحت مقام الملأ المكلف بالأرض الأولى. كل ملأ يحتل ألف سنة من علو السدرة.

... الخ.

إذن ما بين أسفل كل أرض وأعلى ملأ خاص بها في سدرة المنتهى مسافة مقدارها خمسون ألف سنة. وبالتالي الملائكة المكلفون بجميع الأرضين يحتلون سبعة آلاف سنة من علو سدرة المنتهى في جزئه الأعلى ( أما خمسمائة سنة من جزئه الأسفل الذي فوق السماء السابعة مباشرة فمنه تتفرع الأغصان إلى جنة المأوى الدنيوية العليا التي لها علو مقداره أيضا خمسمائة سنة ). كل ألف سنة منهن خاصة بملائكة أرض من الأرضين السبع والعالم البيني الذي فوقها مباشرة. فهم إذن لا يعرجون إلى نفس المستوى من السدرة. فالذين في الأرضين العليا يعرجون إلى الأغصان العليا والذين في الأرضين السفلى يعرجون إلى الأغصان السفلى الخاصة بالملأ الأعلى. ونفس المسافات الزمنية التي بين الأرضين نجدها بين أغصان الملائكة المكلفين بهن.

ووسط السدرة وجزء من أغصانها الأقرب إليه هما تحت نور جوانب العرش مباشرة. أما ما تبقى من تلك الأغصان فيوجد تحت طبقة حلقة الكرسي العليا وتحت نوره ومتوازية مع الحلقات السماوية. وتحيط بهن إلا من جهة الثلث الأسفل لأنه خالي من الأحياء. والأغصان العليا تبعد عن ظهر السماء السابعة بمسافة مقدارها ٤٢٥٠٠ سنة. والمسافة بين أسفل الأرض الأولى وظهر السماء السابعة ٧٥٠٠ سنة. فإذا أضفنا بعضهما إلى بعض فتلك خمسون ألف سنة.

استنتاج

نستنتج من كل ذلك أن الملائكة الذين ينزلون إلى عالم الأرض هم من ملائكة سدرة المنتهى. فهم الذين تدوم رحلتهم خمسين ألف سنة. وأن ملائكة الملأ الأعلى الذين في الأغصان العليا في سدرة المنتهى لا ينزلون تحت الأرض الأولى ومنهم جبريل وميكائيل أيضا لأنهم لو نزلوا إلى الأرضين السفلية تحت الأرض الأولى لعرجوا في مسافة أكبر من خمسين ألف سنة. 

ونستنتج كذلك أن ملائكة الموت المكلفين بطرح الكفار في سجين لهم المقام الأدنى في السدرة الخاص بالملائكة الرسل إلى عالم الأرض لأنهم ينزلون إلى سجين تحت الأرض السابعة. فيعرجون بعد ذلك ويتوقفون في درجة ما في السدرة. وتبقى سبعة آلاف سنة منها أو أقرب فوقهم.

ومن المفسرين من زعم أن الخمسين ألف سنة التي في سورة المعارج تعني مدة يوم القيامة. وهذا خطأ لأن الملائكة في ذاك اليوم كما سوف نرى سينزلون من السماوات إلى أرض المحشر. ولن يعرجوا كما في الدنيا. وبعد حساب الجن والإنس سيرفعون مع الفائزين منهم إلى أبواب الجنة وهم فوق قطع أرضية. وسنرى أن السماوات السبع بعد نزولهم يومئذ ستختفي تماما. هذا مع العلم أن يوم القيامة سيدوم فعلا خمسين ألف سنة كما جاء في بعض الروايات.

 

٢١د٦ - الفرق بين الملائكة والروح: < أنظر الفقرة ٣٠


   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة