٢١- الخلق في السماوات والأرض (26/46)
٢١د٤- الملائكة الذين في الأرض ( أي تحت السقف الأول )
هؤلاء يوجدون مؤقتا في بعض الكواكب في السماء الدنيا وأيضا بين كل أرض وأرض. وهم من ملائكة سدرة المنتهى نزلوا لقضاء مهامهم ثم يعرجون إلى أماكنهم بعد ذلك. قال سبحانه﴿ الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن ﴾(١٢-٦٥) أي يتنزل الأمر ويتفرق على الملائكة بين كل سماء وسماء وبين كل أرض وأرض. وفي العالم البيني الذي بين الحلقة الأرضية الأولى والسقف الأول يوجد بيت العزة. إضافة إلى ذلك يوجد هناك أيضا حرس من الملائكة ( فقرة ٢٧ث ).
من بين هؤلاء الملائكة من كلف بأمور الجن والإنس كالمعقبات من بين أيديهم ومن خلفهم يحفظونهم من أمر الله، والمتلقيان عن اليمين وعن الشمال يكتبون أقوالهم وأفعالهم...الخ. وكل من انتهت مهمته مع موت إنسان أو جان أو غير ذلك صعد إلى مقامه في سدرة المنتهى. ومنهم من سيبقى في عالم الأرض إلى حين ساعة الفناء ثم يعرج إلى مقامه. ومنهم من ينزل ويعرج باستمرار. وكلهم رسل أولوا أجنحة. قال تعالى﴿ الحمد لله فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع ﴾(١-٣٥) فالذين لهم أجنحة مصفوفة على ظهورهم مثنى وثلاث ورباع هم الذين جعلهم الله رسلا. أي أجنحتهم متجاورة بالشكل التالي: اثنان اثنان اثنان ... من كل جهة ( أي في اليمين والشمال ). أو ثلاثة ثلاثة ثلاثة ... من كل جهة. أو أربعة أربعة أربعة ... من كل جهة. فيكون أدناهم من له فقط جناحان متجاوران من كل جهة. وأعظمهم من له أجنحة كثيرة جدا مصفوفة بأربعة أربعة ... وجبريل عليه السلام له ستمائة جناح. وذلك لعظم حجمه وسرعة مهامه. في حديث رواه الإمام أحمد أن رسول الله ﷺ رأى جبريل في صورته وله ستمائة جناح كل جناح منها قد سد الأفق يسقط من جناحه من التهاويل والدر والياقوت ما الله عليم به. وفي حديث آخر: " بين كل جناحين كما بين المشرق والمغرب ".
والملائكة ليسوا كلهم رسلا ولم يجعل الله لكلهم أجنحة بهذا الشكل. فحملة العرش وملائكة السماوات السقوف السبع لا يتنقلون باستثناء تنقلهم من مكان خلقهم إلى مكان إقامتهم ( أنظر الفقرة ٢١د٢ ). فهم بعد ذلك دوما في أماكنهم.
إرسال تعليق