٢١- الخلق في السماوات والأرض (19/46)
٢١ت- تفضيل الإنس:
١- تكريم وتفضيل بني آدم:
قال سبحانه﴿ ولقد كرمنا بني آدم (...) وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ﴾(٧٠-١٧). ولم يقل " كرمنا الإنس " لكن خصص بني آدم. وتكريمهم بدأ بسجود الملائكة لأبيهم بأمر الله إضافة إلى أنه خلقه بيديه ونفخ فيه من روحه. أما تفضيلهم فليس على الكل وإنما على الكثير. وفضلهم الله بما أعطاهم من وسائل جسمانية وفكرية وعلمية ونعم ظاهرة وباطنة. وكونهم في وسط أعلى الحلقة الأرضية يؤكد أيضا هذا التفضيل كما رأينا في الفقرة السابقة. ولن يكون فوق أعلاهم إلا حملة العرش.
٢- تفضيل الإنس على الجن بالنبوة والرسالة:
قال تعالى﴿ يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم ... ﴾(١٣٠-٦) قال مجاهد وابن جرير وغير واحد من الأئمة من السلف والخلف أن الرسل من الإنس فقط وليس من الجن. وقال ابن عباس الرسل من بني آدم ومن الجن نذر. ولما استمع الجن للقرآن قال تعالى﴿ فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين (٢٩-٤٦) قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه ...﴾(٣٠-٤٦) وسورة الرحمان تدل على أن القرآن نزل للإنس والجن. والدليل على أن الجن لا يبعث الله فيهم رسلا أنبياء قوله جل وعلا﴿ الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس ﴾(٧٥-٢٢) وليس من الجن رغم أن الآية لا تنفي ذلك ! فلا يأتيهم إلا منذرون سمعوا من البشر كما جاء في القرآن. وهذا تشريف للناس أن جعل منهم رسلا. ويمكن أن نعتبر منذري الجن "رسلا " إلى قومهم ولكن لا يتلقون الوحي من الملائكة مباشرة. وهم مع رسل الإنس هم المقصودون أيضا في قوله تعالى لكفارهم يوم القيامة﴿ يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم .. ﴾(١٣٠-٦).
٢١ث-الأمانة: أنظر تعريف الأمانة في الفقرة ١٧ والفقرة ٤٣أ
قال تعالى﴿ إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا ﴾(٧٢-٣٣) وكان الله عليما برفض السماوات والأرض والجبال وإنما فعل ذلك ليظهر لهن ولغيرهن كالإنسان عجزهن وخوفهن من الله ليتعظ.
إرسال تعليق