٢٠ب٦- الحجب والرتق والستور:
∙ خلقت الحجب الزائلة فوق جوانب العرش ( وكان العرش حينها بعيدا في الأسفل. ثم بعد خلق الدنيا رفع واقترب من هذه الحجب ) بعد الكرسي الدائم تحت نور رداء الكبرياء المنقوص أي خلقت جزءا بعد جزء تحت أضعف أنواره ( أنظر الفقرة ٣٣ب ). ولو خلقت تحت أقواها لما احترقت وزالت. وما خلقت إلا لتزول تدريجيا ليزداد النور على الخلق الفاني. ولو خلق الكرسي بعدها لما تحمل النور المتزايد عليه بكشف الله لها وإزالتها شيئا فشيئا ولاحترق أو لأصبح حجمه يزداد كالسماوات والأرض إن جعل الله في كيانه نورا وفراغا في ذراته كافيين لذلك لكن هذا الاحتمال الثاني ضعيف. فلو كان حجم الكرسي يزداد لكان حجم العرش يزداد أيضا ليظل الفرق بينهما ثابتا ولكان حجم جنة الخلد يزداد كذلك لنفس السبب لأن العرش سقفها. لكن لا يمكن ذلك لأن لا حجب فوقها باستثناء رداء الكبرياء ( كما جاء في الرواية أن " ما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء في جنة عدن " ). وبالتالي لا يزداد النور عليها كل يوم أكثر من الأمس كما هو الشأن بالنسبة للدنيا. وكل ما في النشأة الأولى من جمادات ( باستثناء العرش والماء الذي تحته والكرسي واللوح وما شاء الله ولم يذكر ) وكل المخلوقات الحية خلقت بعد الحجب تلك. وهذه المخلوقات بالنور الذي جعله الله في كيانها والفراغ الذي جعله في ذراتها تزداد حجما بازدياد النور الناتج عن كشف الله لحجبه. وما خلقت الحجب إﻻ لحجب قسط من نور رداء الكبرياء وازدياده باحتراقها على من هم في نشأتهم اﻷولى كما سوف نبين.
∙ إن السماوات والأرض كانتا رتقا. فكان لا بد من إيجاد هذا الرتق أولا. فخلق تحت أنوار الكرسي المنقوصة بوجود الحجب فوق جوانب العرش.
∙ أما الستور بين الحجب ورداء الكبرياء فبلا شك خلقت بعد هذه الأخيرة وأظلمت العرش مؤقتا بحيث لم يعد النور المرئي حينها ينزل على الكرسي. وقد تم في نفس الوقت خلق الرتق في جوفه ليتطابق حساب الزمن عند الله مع حساب الزمن في الأرض (أنظر الفقرة ٣٤ب١)
ولو كان أحد من الخلق موجودا حينها لرأى ظلاما شاملا في الكرسي. أما النور الغير المرئي فهو دائما موجود في كل مكان. والستور هي التي بدورانها خلق الليل والنهار في جوانب العرش وحوله ومن تم إلى الكرسي والسماوات السبع. وجاء في القرآن أن الملائكة عند الله يسبحون الليل والنهار. وهذا يؤكد وجود ستور مظلمة تدور فوق الحجب التي فوق جوانب العرش. وهذه الستور هي غير الستار الثابت الذي في الوسط وينشأ عنه ظل دائم أمام وخلف الآخرة ( وهو مفصل في محله )
إرسال تعليق