U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - الترتيب الزمني لعمليات الخلق -0074

   

٢٠- عوالم الوجود  (2/13)

 

 

٢٠ب- الترتيب الزمني لعمليات الخلق:

- لا يوجد في القرآن ولا في الحديث بدون شك ترتيب زمني كامل شامل لكل عمليات الخلق. فلا نعلم من الرواية مثلا متى خلق الله حجبه ورداء كبريائه لكن نعلم أنه كان قبل كل شيء في عماء ما فوقه هواء وما تحته هواء ثم خلق العرش. وهذا يجعلنا نصنف العماء كأول مخلوقات الله. خلق بعد أن تجلت صفة الأول لله كما شاء. ووحده يعلم كم من الزمن كان في ذلك العماء دون أي شيء آخر. فلم يخلق حينها ما يحصي الزمن ولا يحتاج هو لذلك. هو الدهر ووحده العليم به. وعلى ما يبدو فقد منح كل مخلوق خلقه أقدمية مقدارها حين من الدهر قبل خلق الذي يليه حسب حجمه وعلوه ومكانته وزمن خلقه. فبعد أن كان سبحانه الأول في الوجود في زمن لا بداية له بحيث لن يضاهيه أي شيء في هذه الصفة العظيمة صفة الأقدمية ( وكل صفاته عظيمة ) خلق عماء حوله. وهو أكبر شيء مخلوق في الوجود. ثم جعل له أقدمية كثيرة لأوليته قبل خلق الأشياء الأخرى. فتميز العماء بصفة الأول بعد الله سبحانه الأول المطلق مدة طويلة لن يبلغها غيره مما خلق بعده. ثم خلق رداء الكبرياء ثم العرش. وجعل سبحانه أقدمية حتى للأحياء. لا يخلق نوعا منهم حتى يتكاثر كفاية النوع الذي سبقه ( أنظر الفقرة ٢١ب٢ ) أما الخمسون ألف سنة التي كانت بعد تقدير المقادير وقبل خلق السماوات والأرض كما جاء في الحديث فكان الله حينها بلا شك يخلق الحجب تحت رداء الكبرياء واحدا بعد الآخر والله أعلم ( أنظر التفاصيل في الفقرة ٢٠ب٢ )

وذكر في الحديث أيضا ( أنظر الفقرات الموالية ) أن أول ما خلق الله القلم لكن يتبين أن العماء سبقه. وسنرى أن العرش والماء سبقاه أيضا. بالتالي الحديث لا يقصد أن القلم هو أول ما خلق على الإطلاق ( أنظر الفقرة ٢٠ب٥ ). ونستنتج بسهولة من القرآن والحديث ترتيبا زمنيا لخلق بعض المخلوقات كالملائكة والجن والإنس والدنيا والآخرة. أما بالنسبة للمخلوقات الأخرى فليس لنا إلا أن نستعين بقواعد تأخذ بعين الاعتبار نوع النور الذي خلقت مباشرة تحته والله أعلم بالصواب. فهذا النور قد يكون كاملا وبالتالي لا ينزل على تلك المخلوقات بعد خلقها تحته نور أقوى منه. وهو شأن المخلوقات الدائمة كرداء الكبرياء والعرش وعالم الآخرة والكرسي. أو قد يكون منقوصا وبالتالي ينزل عليها إلى يوم الفناء نور أقوى منه تدريجيا. وهو شأن المخلوقات الفانية كالحجب الزائلة والماء الذي تحت العرش والسماوات السبع وما فيهما.

   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة