١٥- عالم الدنيا وعالم الآخرة، النشأتان الأولى والثانية (2/3)
١٥ب- شكل الكون في النشأة الأولى: ( أنظر الرسم ٢ )
الله في الأعلى وعلى وجهه رداؤه وتحته حلقات من الستور والحجب. وتحتها العرش العظيم كالقبة ( وذكرت القبة في رواية سنذكرها في محله ). وتحت وسطه مباشرة جنة الخلد ( فسقفها عرش الرحمان كما جاء في الحديث ) وعرضها كعرض السماء والأرض ( فقرة ٣٤ج٧-٤٥أ ). وتحتها جهنم أصغر منها بكثير. وبينهما حجاب ( مذكور في القرآن ). أما عالم السماوات السبع والأرضين السبع ففي الأسفل "دائري" على شكل حلقات بعضها وسط بعض ( والدليل في الحديث: ما السماوات السبع إلا كحلقة ملقاة في فلاة ) تحيط به حلقة الكرسي الهائلة من أمامه ومن خلفه وعن يمينه وشماله. وفوق السماء السابعة سدرة المنتهى التي هي على حد هوائي الدنيا والآخرة والتي يأوي إلى أغصانها الملائكة الذين يعرجون من العالم السفلي. عروقها وأغصانها تحت الطبقة العليا من الكرسي ( فقرة ٢٥ج٥ ). وتحيط بها ( وبالضبط بأسفل علوها ) جنة المأوى الدنيوية.
١٥ت- شكل الكون في النشأة الثانية:
بعد يوم الحساب لن يبقى إلا العرش وجنة الخلد وتحتها جهنم. أما البحر المسجور فسيكون قد أمطر على أرض المحشر واختفى ( جاء في رواية أن به سيبعث الخلق ). أما سدرة المنتهى فستكون قد انشقت مع انشقاق السماوات يوم الفناء ( لأنها من مخلوقات الدنيا ومرتبطة بجناتها أشد ارتباط ). ثم بعد نزول كل الملائكة إلى الأرض المبدلة سيطوي الله السماوات السبع بيمينه. وسيختفين إلى الأبد. ثم بعد رفع المؤمنين إلى جنة الخلد ودخول الكافرين إلى جهنم لا شك أن أرض المحشر وأجزاءها ستختفي ( سنرى أجزاء هذه الأرض في محله ). ولن يبقى إلا الأراضي المستوية مع طبقات الآخرة والتي ستمكن الخلق من الدخول إليها. أما جنة المأوى الدنيوية فلا شك أنها ستنشق أيضا مع انشقاق سدرة المنتهى. ربما لذلك الشهداء الذين هم الآن أحياء فيها سيكونون يوم الفناء متقلدين أسيافهم حول العرش ( حديث ) وليس فيها.
أما فوق العرش بعد دخول أهل الجنة الجنة ودخول أهل النار النار فسيكون الله قد أزال ستوره وما تبقى من حجبه باستثناء رداء الكبرياء. ولن يكون حينها تعاقب لليل والنهار بل يوم أبدي يتكرر كما هو الأمر حاليا في جنة الخلد. فلن يكون في النشأة الثانية إلا الله ورداء الكبرياء والعرش وجنة الخلد وجهنم والملائكة والجن والإنس وحيوانات الجنة وحيوانات النار. أما حيوانات الدنيا فستعود ترابا.
إرسال تعليق