١١- صفة الله " الأعلى " واتجاهات الكون (9/11)
۱۱ب٦- اتجاهات السماوات والكرسي:
سنرى أن السماوات السبع لسن إلا كحلقة ملقاة في فلاة بالنسبة للكرسي (فقرة ٣٢أ) وفضل العرش عليه كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة.
١١ب٦أ- اتجاهات الحلقات السماوية والأرضية:
تطبيقا لما سبق إذا جعلت أحد قطبي الأرض عن يمينك والآخر عن شمالك فالحلقات السماوية ستحيط بك من فوقك ومن أمامك ومن تحتك ومن خلفك. والسقوف تحيط بحلقات العوالم الكوكبية. والحلقات السماوية والأرضية مفتوحة من جهتي الأمام والخلف للكون أي من جهتي قطبي الأرض. أي في هاتين الفتحتين لا توجد سقوف لكن لا أحد من الجن أو الإنس يستطيع الخروج من هناك. فالإنس سواء بنو آدم أم غيرهم لن يستطيعوا الخروج من الفضاء الذي فيه الكواكب أي من الحلقة الأرضية. أما الجن إذا كانوا في الماضي يخرجون منه في الاتجاه الأعلى بعض الشيء فهم لا يقدرون أن يخرجوا من السماء لا من أعلاها ولا من أسفلها ولا من جهتي الأمام والخلف ولا حتى من وحدتهم الفضائية التي تمثل قطرهم وقطر اﻹنس الذين معهم ( أنظر الفقرة ٢١ب ). ومن حاول أرسل عليه شواظ من نار ونحاس يرغمه على التراجع. قال سبحانه﴿ يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان (٣٣- ٥٥) فبأي آلاء ربكما تكذبان (٣٤-٥٥) يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران ﴾( ٣٥-٥٥) فلا يملكون السلطان الذي يمكنهم من تجاوز الحدود المحروسة. فقوله تعالى﴿ فلا تنتصران ﴾ أي على حراس السماء يؤكد عجزهم إلى يوم الدين. وحتى في السماء التي فوق العالم الكوكبي فالجن لن يستطيعوا أن يتجاوزوا حدا معينا. لقد ملئت حرسا شديدا من الملائكة وبالشهب منذ نزول القرآن ( فكما جعل الله أشواظا من نار ونحاس في حدود كل قطر من الأقطار من جهتي أمامه وخلفه ومن جهتي يمينه وشماله ومن جهة أسفله جعل شهبا أيضا بين عالم الكواكب والعالم البيني الذي فوقه ). أي شهب العوالم البينية هاته توجد في فضاء فوق الذي فيه المجرات بين سقف السماء الأولى والأرض أي العالم الكوكبي ( وأيضا بين كل أرض وأرض ). أما هذا السقف فلا سبيل للخروج منه إلا من أبوابه. ولا تفتح إلا للملائكة وأرواح المؤمنين بعد الموت. وقد فتح أحدها لأشرف الخلق محمد ﷺ في حياته ليلة معراجه.
إرسال تعليق