● أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمُ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ( ١١-٥٩ ) لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ ( ١٢-٥٩ )
( ١١-٥٩ ) المنافقون ٥٨-١٥خ٤-١٩ظ٢ . طبيعة الكافرين ٦٢-٢٢أأ-٢٢أج . الشهيد ١ ( ٦٩ ) ٥ . ( ١٢-٥٩ ) التنبؤات ٤٤-ب١٩ت . المنافقون ٥٨-١٩ظ٢
لإخوانهم: لإخوانهم في الكفر والنفاق. الذين كفروا من أهل الكتاب: هم بنو النضير هنا. وكفرهم هو كفرهم بالنبي ﷺ ومكرهم ضده. لئن أخرجتم: أي إن طردتم من المدينة ( بسبب خيانتكم للمسلمين ) . ولا نطيع فيكم أحدا أبدا: أي لن نطيع محمد ا ولا أحدا في ما يسوؤكم. لكاذبون: لكاذبون في نصرتهم للكافرين من أهل الكتاب. ولئن نصروهم: أي إن خرجوا للقتال معهم. ليولن الأدبار: أي يتراجعون عن نصرهم أو يفرون وينهزمون. ثم لا ينصرون: أي لا ناصر لهؤلاء اليهود بعد ذلك.
● لَأَنْتُمُ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ ( ١٣-٥٩ )
المنافقون ٥٨-١٥ت . المؤمنون والمنافقون ١٠٤-أ٥
لأنتم أشد رهبة ...: أي يخافونكم أكثر من خوفهم من الله. في صدورهم: والضمير للمنافقين من العر ب ولليهود كما يتبين من تتمة الآية " لا يقاتلونكم جميعا ... - بأسهم بينهم ...". لا يفقهون: أي لا يفهمون الدين.
● لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسِبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ ( ١٤-٥٩ )
المنافقون ٥٨-١٥ت-١٥س . المؤمنون والمنافقون ١٠٤-أ٥
لا يقاتلونكم جميعا: أي إن اجتمعوا واتحدوا على قتالكم ( أي المنافقون والذين كفروا من أهل الكتاب كما في السياق ) لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة: أي محيطة بسور أو من وراء جدر كالدور وما شابه ذلك لأن كل طائفة منهم لا تريد أن تموت لأجل الأخرى. لا يريد المنافقون أن يموتوا بدل اليهود ولا يريد اليهود أن يموتوا بدل منافقي العرب. لأجل هذا يتخذون الحصون والجدر فلا يخرجون للقتال وهم حلفاء إلى العراء بالخيام كما يفعل المسلمون. فيقاتلون بسهامهم من وراء حصونهم. وحتى وإن خرجوا سيرجعون إليها بسرعة. والسبب هو أنهم متحدون فقط ظاهريا. بأسهم بينهم شديد: أي عندما تقوم حرب بينهم تكون شديدة بلا رحمة ولا شفقة لا يرحمون فيها كبيرا ولا صغيرا لشدة عداوتهم وحقدهم لبعضهم البعض. ذلك بأنهم قوم لا يعقلون: أي لا يعون بأن اتحادهم لبعضهم البعض غير منطقي نظرا لاختلاف عقائدهم.
● كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَرِيبًا ذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ( ١٥-٥٩ )
الأمثال ٤٦-١٧ج . المنافقون ٥٨-١٧ث . العرب في مرحلة الوحي ٥٩-١٤ح . العقاب في الحياة الدنيا ١٠٧-٢١ع . جهنم ١١٥-ت٤ ( ١٣ ) -ت٤ ( ١٨ )
الذين من قبلهم قريبا: أي قبل هؤلاء المنافقين وإخوانهم من أهل الكتاب الذين ذكروا قبل هذه الآية. ويتعلق الأمر بكل من ذاقوا وبال أمرهم قبل نزول هذه الآيات كمشركي قريش في بدر وإجلاء بني قينقاع. وبال: هو العاقبة السيئة. عذاب أليم: أي في الآخرة.
● كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ( ١٦-٥٩ ) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ ( ١٧-٥٩ )
( ١٦-٥٩ ) الجن ٤٩-٢١ت . ( ١٧-٥٩ ) الجن ٤٩-٢١ت . جهنم ١١٥-ب٥٦ث-ت٥
كمثل الشيطان: المذكورون قبل هذه الآية هم كمثل الشيطان. أي " الذين من قبلهم قريبا " يعني من قبل المنافقين وإخوانهم من أهل الكتاب. وهم مشركو قريش الذين قتلوا في بدر وبنو قينقاع الذين تم إجلاؤهم. وهؤلاء كهؤلاء وكالشيطان في كذبه. إني بريء منك: أي بريء من كفرك لأن ليس لي سلطان على إيمانك أو كفرك. فقد دعوتك فاستجبت بمحض إرادتك. وستحمل وزر كفرك. إني أخاف الله: أخاف ولا أريد أن أحمل وزرك فوق وزري فيتضاعف عذابي. عاقبتهما: أي مصيرهما. أي الإنسان الكافر والشيطان الذي أوحى إليه بالكفر. الظالمين: والكفر ظلم عظيم للنفس.
● يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ( ١٨-٥٩ )
الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٦ق٢-١٩أ . العليم ١ ( ٣٩ ) ٢٦ب٢
اتقوا الله: أي في إيمانكم وأعمالكم. ما قدمت لغد: ما قدمت من خير ليوم القيامة. واتقوا الله: أي اتقوه في ما تقدمون عليه من أعمال.
● وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمُ أَنْفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ( ١٩-٥٩ )
طبيعة الكافرين ٦٢-٣ث-٢٢أأ-٢٢أج . الله تجاه الكافرين ٦٤-١٢ . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-١٩أ . ذكر الله ٧٦-١٦ب
نسوا الله فأنساهم أنفسهم: أي تركوا دينه فأنساهم أن يتفكروا في مصير أنفسهم وأن يعملوا لها خيرا. الفاسقون: الخارجون عن الطاعة.
● لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ ( ٢٠-٥٩ )
طبيعة المؤمنين ٧٠-٣٩خ . مقارنة بين أصحاب النار وأصحاب الجنة ١١٦-٣أ
لا يستوي ...: لا يستويان لأن أصحاب الجنة سيكونون في نعيم فوق أصحاب النار الذين هم يومئذ في عذاب شديد.
● لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ( ٢١-٥٩ )
الأمثال ٤٦-١أ-١٠ . الناس ٥٠-٤٢ . القرآن ٩-٤
مثل في عظمة القرآن. علينا أن نأخذه بالخشية والتخشع. خاشعا: ذليلا. متصدعا: متشققا رغم ضخامته وصلابته. لعلهم يتفكرون: أي في ضعفهم تحت عظمة الله فيخشعون له ويوحدونه ويطيعونه.
● هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ( ٢٢-٥٩ )
الله ١ ( ١ ) ١ . العليم ١ ( ٣٩ ) ٣ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ٥١-٦٧ . الإله- الواحد ١ ( ٣ ) ٣ب . الرحمان-الرحيم ١ ( ٦ ) ٠**
هو الله: الله هو اسم جلالته ومعناه الإله الواحد أو الإله الحق . وهو الأكثر ذكرا في القرآن. عالم الغيب والشهادة: الغيب هو ما يغيب عن حواس الخلق في الزمان والمكان. والشهادة: هي ما يراه الخلق. والغيب والشهادة أنواع: أنظر تفاصيل في كتاب قصة الوجود. الرحمان: هو منبع كل رحمة . يرحم ويجعل الرحمة بين خلقه . فلولاه لما رحم أحد أحدا . الرحيم: عظيم الرحمة ذو الرحمة الواسعة . الذي يرحم .
● هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ( ٢٣-٥٩ )
السلام ١ ( ١٢ ) . المؤمن ١ ( ١٣ ) . المهيمن١ ( ١٤ ) . العزيز ١ ( ١٥ ) ٠ . الجبار ١ ( ١٧ ) . المتكبر ١ ( ١٨ ) . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ٦٩ . ذكر الله ٧٦-٢٢ب٢ . القدوس ١ ( ١١ ) . الملك ١ ( ٩ ) ٠
الملك: له ملكية كل شيء وسلطان على كل شيء . القدوس: الطاهر المنزه عن النقائص الموصوف بصفات الكمال . وقول الملائكة " سبوحقدوس" تعظيم له ولكماله . السلام: السلام من السلم . فالله في سلم دائم مع المؤمنين . ولا ينشب الحرب إلا ضد الكافرين المجرمين . ويدعو إلى عالم كله سلام وهو الجنة: وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ (٢٥-١٠) دار السلام: دار يسلم المؤمن فيها من أي بلاء لا يمسه سوء من أي كان. المؤمن: إنه المؤمن بنفسه وبصفاته وأفعاله . وإيمانه كامل لا يزيد ولا ينقص . إنه على صراط مستقيم دائم . وهو أيضا الذي يؤمن أولياءه من عذابه ويؤمن عباده من أن يظلمهم . المهيمن: الرقيب والشاهد على كل شيء. العزيز: ذو العزة والقوة والشدة والغلبة. الجبار: الذي يجبر خلقه على ما يشاء . ولا يجبرهم إلا على الخير ولمصلحتهم. و الجبر أيضا هو الإصلاح . المتكبر: المتكبر لأنه لا يفتقر إلى أي شيء ولا يحتاج أن يخضع لأي أحد. فهو المتعال الغني عن العالمين. لذلك لا تجوز هذه الصفة إلا له. سبحان : تنزه وترفع وتعالى عن كل نقص.
● هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ( ٢٤-٥٩ )
الحميد ١ ( ٤ ) ١أ . الخالق ١ ( ١٩ ) ٠*** .الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ٦٩. أسماء الله الحسنى ١ ( ٢ ) ١
الخالق: الذي يوجد الخلق سواء من عدم أم من شيء آخر . البارئ: الخالق الذي يخلق الجديد . المنشئ من العدم. المبدع المخترع ﴿ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾(١١٧-٢). بديع: مبدع ومخترع على غير مثال سبق. المصور: خالق الخلق على الصورة التي أراد . قال ﴿ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ ﴾(٣-٦٤). الأسماء الحسنى: الصفات الحسنة الكاملة مطلقا. يسبح له: ينزه الله عن كل نقص. ما في السماوات والأرض: أي ما فيهما من شيء. ويدخل فيه الملائكة والروح والجن والإنس والحيوانات والجمادات وكل الظواهر الطبيعية. العزيز الحكيم: الغالب على كل شيء الحكيم في كل شيء.
*****
إرسال تعليق