٧٥- التوبة
(3/7)
٥- شروط قبول التوبة ( أنظر أيضا الفقرة ٦ )
٥أ- الانتهاء عن الكفر: قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ (٣٨-٨) إن ينتهوا: أي عن كفرهم واعتدائهم على المسلمين فيؤمنوا. ما قد سلف: أي ما مضى من كفرهم وظلمهم. وإن يعودوا: أي إلى الاعتداء على المسلمين.
٥ب- الإيمان والعمل الصالح والاهتداء:
١- وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (٧٣-٣٣) ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات: وهم الذين حملوا الأمانة وألزموا أنفسهم بحفظها فآمنوا بربهم وأطاعوا أمره. غفورا رحيما: غفورا رحيما بمن آمن به وتاب فيتجاوز عن سيئاتهم السابقة ويبدلها حسنات.
٢- قال الله لبني إسرائيل: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى (٨٢-٢٠) أي بهداي.
٣- وإصلاح الخطأ ضروري: أنظر الفقرة ٤ (١١٩-١٦) (٥٤-٦)
٤- وإلا فعلى المسيء أن يعمل عملا صالحا: فقرة ٥ب٢
وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا (٧١-٢٥) فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ (٣٩-٥) متابا: هذا مصدر يؤكد التوبة حقا. وأصلح: وأصلح ما أفسد وأصلح نفسه وعمل صالحا.
ويبدل حسنا بعد سوء كما قال تعالى لموسى عليه السلام: إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ (١٠-٢٧) إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (١١-٢٧) ← أنظر تفسير هذه الآية في فصل موسى ٢٦- ١٨خ٣
إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (١١٤-١١) الحسنات: هي الصلوات هنا حسب السياق. واللفظ عام. يذهبن السيئات: أي يكفرنها. ذلك: أي كل ما قيل من الاستقامة وعدم الطغيان وعدم الركون إلى الذين ظلموا والصلوات في أوقاتها. للذاكرين: أي للذين يتعظون ويذكرون الله وأوامره.
٥ت- ذكر الله واستغفار للذنب وعدم الإصرار عليه: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (١٣٥-٣) أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (١٣٦-٣)←أنظر أيضا الفقرة ٣ - ظلموا أنفسهم: أي بذنب أو اقتراف معصية.
٥ج- التوبة النصوح: فقرة ١ (٨-٦٦)
٥ح- التكفير عن السيئات بإطعام المساكين أو الصوم ... الخ:
← أنظر فصل كفارة السيئات ٨٧
← فصل الصوم ٨٠-٩
كما قال تعالى: فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ (٩٢-٤) هذا في قتل المؤمن خطأ إذا لم يكن للقاتل ما يدفع للدية وما يحرر به رقبة مؤمنة.
٥خ- بنو إسرائيل في زمن موسى عليه السلام شرط الله عليهم أن يقتلوا أنفسهم ليتوب عليهم: ( هذا لما اتخذوا العجل لعبادتهم )
فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمُ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (٥٤-٢) بارئكم: أي خالقكم ومبدعكم. فاقتلوا أنفسكم: أي توبتكم ستقبل إن قتل بعضكم بعضا. فمنكم من عبد العجل ومنكم من لم ينهه عن شركه. كأن قيل لهم: ما دمتم لم تنهوا أنفسكم عن المنكر فعليكم أن تعاقبوا أنفسكم بأنفسكم.← فصل بنوا إسرائيل ٥٥- ١٠ت١٢ش
وكان فريق منهم يعترفون بالذنب ومع ذلك يعودون إليه ويقولون مسبقا أنهم سيغفر لهم: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ (١٦٩-٧) من بعدهم: أي بعد كل المذكورين. والمقصود بعد الذي أصابهم من الله. أي الرجفة والحكم بالتيه في زمن موسى عليه السلام والرجز من السماء في زمن يوشع بن نون والعذاب والمسخ إلى قردة خاسئين للذين اعتدوا في السبت والأذان الخطير الذي تأذن به الله ببعث من يسومهم سوء العذاب والتقطيع في الأرض والابتلاء. فعرض الله كل ذلك ليبين أن خلفهم لم يتعظ. الكتاب: التوراة هنا. يأخذون عرض هذا الأدنى: أي يأخذون بالباطل والحرام ما يعرض عليهم من متاع الدنيا. سيغفر لنا: هذا قولهم ينسبونه إلى ما عندهم من التوراة. وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه: أي يعودون كل مرة لأخذ مثل ما أخذوا من عرض الدنيا المحرم مع رجائهم في المغفرة.
٥د- أما عن التوبة الظاهرة للناس فهي إقام الصلاة وإيتاء الزكاة. فيجب أن يترك كل مشرك كان يحارب الإسلام أعلن توبته بهذه الطريقة:← فصل العرب ٥٩-١٧ب ب ٨ (١١-٥-٩)- ١٧ب ب٢ (٣-٩)
والذين يحاربون الله ورسوله عليهم أن يتوبوا قبل أن يقدر عليهم المسلمون. وإلا فقد جعل الله للمؤمنين عليهم سبيلا: فصل شريعة الله في العدل والعقاب ٨٦- ١٧ (٣٤-٣٣-٥)
إرسال تعليق