٧٥- التوبة
(2/7)
١- يقول الله في موضوع التوبة
وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (٥٤-٣٩) لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ (١١٨-٩)( كما ظن الثلاثة الذين تخلفوا في غزوة تبوك ) وأسلموا: أي واخضعوا وارجعوا إلى الله بالطاعة والإخلاص. لا تنصرون: أي لن يمنع أحد عنكم العذاب. لا ملجأ من الله إلا إليه: أي لا مفر منه إلا إليه.
ويقول للمؤمنين: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٣١-٢٤) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمُ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ (٨-٦٦) مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ (٣١-٣٠) وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا (٧١-٢٥) وتوبوا إلى الله: أي ارجعوا إليه بتطبيق تعاليمه. توبة نصوحا: أي صادقة وخالصة. يكفر عنكم سيئاتكم: يكفرها بمحوها بفضل توبتكم. متابا: هذا مصدر يؤكد التوبة حقا.
وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ (٢٧-٤)
ويتوب على المؤمنين: وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ (٧٣-٣٣) وَيُرِيدُ اللَّهُ (...) وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ (٢٦-٤) ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات: أي الذين حملوا الأمانة وألزموا أنفسهم بحفظها فآمنوا بربهم وأطاعوا أمره.
ويغفر لكل التوابين مهما كانت ذنوبهم: فصل الغفور ١(٧٠) ٦ (٥٣-٣٩)
ويحب ذلك: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ (٢٢٢-٢) لأن أسباب كل توبة هي الإيمان بالله والتقوى والخوف من عذابه والرجاء في ثوابه وحبه.
٣- ويعفو عن الذين يستغفرونه ← فقرة ٥ت
وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا (١١٠-٤) وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِهَا وَآمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (١٥٣-٧) إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا (٢٥-١٧)
الملائكة يدعون الله لصالح التوابين: فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (٧-٤٠)
٤- ويتوب على الذين يعملون السوء بجهالة ويتوبون من قريب
ولا يقنطون من رحمة الله ← فقرة ٥ت.
إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (١٧-٤) ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (١١٩-١٦) كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٥٤-٦ )
التوبة على الله: أي هو من يتوب. فكتب على نفسه أن يقبلها فضلا منه ورحمة. يعملون السوء بجهالة: أي بالجهالة التي تعمي البصيرة والتعقل كانوا عالمين أو لا بالعاقبة. من قريب: أي قبل الموت كما هو مبين في الآية التي تلي هذه. عليما: عليما بهم وبتوبتهم. حكيما: فقبول التوبة بهذه الشروط من حكمته. إن ربك للذين عملوا السوء بجهالة ثم تابوا من بعد ذلك ...: أي سيتولى قبول توبتهم. السوء: السوء كالذي ذكر في الآيات السابقة من الافتراء على الله. والآية عامة عن كل سوء. وأصلحوا: أصلحوا ما أساءوا وأصلحوا أنفسهم. بعدها: بعد الجهالة التي جعلتهم يقترفون السوء ثم تابوا من ذلك. كتب ربكم: أي هنا ألزم نفسه. الرحمة: فلا يعاقب سبحانه من تاب وأصلح من بعد سوء.
لتظهر سبيل المجرمين لأنهم يتصرفون عكس المؤمنين: وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ (٥٥-٦) وكذلك: أي ما بين الله من شروط قبول التوبة. نفصل: أي نبين بالتفصيل.
إرسال تعليق