U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

المؤمنون في مرحلة الوحي-06-67

   

٦٧- المؤمنون في مرحلة الوحي

(6/13)

٥ص- مختلف الغزوات المذكورة في القرآن :

٥ص١- غزوة بدر: ( وبدر بئر لرجل قيل اسمه بدر بن النارين. وهو بين مكة والمدينة )

٥ص١أ- نزل تنبؤ بالنصر في هذه المعركة. وقيل صادف انتصار الروم على أعدائهم الفرس ( وقيل أيضا أن انتصار الروم وقع في عام الحديبية ): فصل التنبؤات ٤٤ ب٤ت- ب٥

قال تعالى أيضا في ذلك: سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (٤٥-٥٤) جُندٌ مَا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزَابِ (١١-٣٨) جند ما هنالك مهزوم ...: أنظر تفسير هذه الآية في فصل التنبؤات ٤٤- ب٤ب١

٥ص١ب- وكان ذلك وعدا منه سبحانه: فقرة ٥ص١ث١ (٧-٨)

٥ص١ت- كان عدد المؤمنين قليلا بالنسبة لعدد الكافرين:

ولقد رأى النبي رؤيا في هذا الشأن: فصل محمد  ٣٩-٤٣س١

وكان في ذلك آية ( خصوصا بالنسبة لليهود وأيضا لكل من حضر المعركة  ): قَدْ كَانَ لَكُمُ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُوْلِي الْأَبْصَارِ (١٣-٣) آية: أي معجزة حيث كان المسلمون قلة. ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا والمشركون ألفا. فئتين: جماعتين. التقتا: التقتا يوم بدر. وأخرى: أي فئة كفار مكة. يرونهم مثليهم رأي العين: أي يرونهم مثليهم أثناء القتال لأن الفئتين التقتا والتقت السيوف وكانت الفئة الأولى تقاتل في سبيل الله. كان المسلمون يرون أنفسهم مثلي الكفار عددا طوال القتال. أي من أول المعركة إلى آخرها كانوا يرون أن عددهم يظل دائما ضعف عدد المشركين. فكان ذلك يزيد في حماسهم باستمرار. أما الكفار فكانوا في المقابل يرون المسلمين أثناء القتال مثليهم في العدد مهما قتل من هؤلاء أو من هؤلاء. أي يرون أن عدد المسلمين يظل دائما ضعف عددهم فخلق ذلك الرعب في قلوبهم. رأي العين: أي دون إحصاء. فكان العدد المرئي من هؤلاء وهؤلاء مخالفا للواقع. وكان هذا تأييدا من الله بنصره للمؤمنين: أي تشجيع المسلمين وتخويف المشركين. أما قبل المعركة فقلل الله عدد المحاربين في أعين أعدائهم. أنظر الفقرة الموالية. لأولي الأبصار: أي الذين يعلمون حقيقة ما يبصرون.

وقال تعالى للمؤمنين: وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمُ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (٤٤-٨) وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمُ أَذِلَّةٌ (١٢٣-٣) إذ التقيتم: أي مباشرة قبل بداية المعركة. ويقللكم في أعينهم: فالمسلمون كانوا قلة أمام الكفار. ورغم ذلك قلل الله عددهم أكثر في أعين الكافرين لكيلا يترددوا في الهجوم عليهم. فكانت مصيدة من تدبير الله عز وجل. أما أثناء القتال فكان المسلمون يرون أنفسهم أكثر عددا والمشركون يرون أنفسهم أقل عددا ( أنظر الفقرة السابقة ). وإلى الله ترجع الأمور: أي تتصرف كما شاء الله وترجع دائما وكل لحظة إلى ما يريد. أو يصير إليه الأمر أو يرد إليه القضاء والحكم والتصرف في كل شيء. والأمر الذي أراد هنا هو أن يلتقي المؤمنون بالكفار فقللهم في أعينهم. أذلة: أذلة بقلة العدد والسلاح.

 والشيطان أيضا دفع المشركين إلى القتال: فصل العرب ٥٩- ١٧أب -١٧أت

 المنافقون والذين في قلوبهم مرض تجاه المؤمنين في ذلك اليوم: فصل المؤمنون والمنافقون ١٠٤- أ٢ (٤٩-٨)

إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هَؤُلَاءِ دِينُهُمْ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٤٩-٨) مرض: وهو هنا شك وضعف إيمان. غر هؤلاء دينهم: قالوا ذلك لما رأوا أن المسلمين وهم قلة يريدون مقاتلة المشركين وهم كثر. ثم عقب الله على ذلك أن من يتوكل عليه فهو بيده العزة والغلبة يمنحهما من يشاء تبعا لحكمته.

٥ص١ث- ومرت هذه الغزوة على الطريقة التالية: (...) إِنْ كُنتُمُ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٤١-٨) إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدتُّمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيِيَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ (٤٢-٨) وما أنزلنا على عبدنا ...: أنظر تفسير هذه الآية في فصل محمد ٣٩- ٤٣س١. عبدنا: محمد . يوم الفرقان: هو يوم بدر الذي فرق فيه بين الحق والباطل في المعركة. الجمعان: أي المسلمون وكفار مكة. قدير: قدير على أن جعل يوم بدر يوم الفرقان حيث انهزم فيه المشركون. وأيضا على أن يقضي فيه أمرا كان مفعولا كما جاء في الآية التالية. إذ أنتم ...: " إذ " بدل من " يوم التقى الجمعين " واستئناف لبيان قدرة الله المذكورة في الآية السابقة. بالعدوة الدنيا: وهي ضفة الوادي الأقرب إلى المدينة. القصوى: أي الأبعد. والركب: أي عير قريش. أمرا كان مفعولا: وهو التقاء الجمعان يوم بدر. هلك عن بينة: أي مات كافرا يقاتل الإسلام أو شهيدا ينصره. من حيي عن بينة: أي ظل حيا بعد أن شاهد المعجزة كان كافرا أو مؤمنا. لسميع عليم: أي في السياق عليم بما جرى أو قد يجري بينكم من أقوال وأفعال على إثر ما أرى النبي في منامه " ولو أراكهم كثيرا ". أي لسمع نزاعكم وعلم بفشلكم لكنه سلم. وهو سميع عليم بكل شيء.

٥ص١ث١- كره فريق من المؤمنين قتال ذات الشوكة أي النفير وأرادوا فقط مهاجمة الطائفة الضعيفة ( أي العير ): كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ (٥-٨) يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ (٦-٨) وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ (٧-٨) لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (٨-٨) خرج الرسول طالبا لعير أبي سفيان وكانت صادرة من الشام. وكان مع ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا. وعلم أبو سفيان بذلك فخرج مع أهل مكة في قريب من ألف ما بين التسعمائة إلى الألف. فلما جاء النفير وردوا ماء بدر وجمع الله بينهم وبين المسلمين على غير ميعاد. ونزل الوحي على النبي يبلغه الخبر ويعده بعد خروج النفير. كما أخرجك ربك ...: هذا تشبيه حالة المؤمنين تجاه تقسيم الغنائم كحالتهم يوم دعوا لقتال النفير. من بيتك: أي بيتك بالمدينة. وخروج النبي هنا كان للقتال. بالحق: أي أخرجك الله لإعلاء الحق والعدل. يجادلونك في الحق: أي في قتال الكفار يوم بدر. كان فريق من المؤمنين قد كرهوا قتال ذات الشوكة أي النفير وأرادوا العير. إحدى الطائفتين: أي العير أو النفير. غير ذات الشوكة: أي غير ذات البأس والسلاح وهي العير. يحق الحق: أي يظهر الإسلام على عدوه. بكلماته: أي بأوامره ووعوده. ويقطع دابر الكافرين: أي يستأصلهم بالهلاك. ويبطل الباطل: أي يعدمه ويغلبه. المجرمون: وهم المشركون في معتقداتهم وأعمالهم.

٥ص١ث٢- كان المؤمنون يستغيثون الله فأيدهم بالملائكة: إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمُ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدَفِينَ (٩-٨) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (١٠-٨) مردفين: أي متبعا بعضهم بعضا. وما جعله الله: أي الإمداد بالملائكة. بشرى: أي بشرى بالوحي تؤكد لكم النصر.عزيز: أي بيده العزة والغلبة. حكيم: حكيم فينصر من يشاء تبعا لحكمته.

وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمُ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (١٢٣-٣) إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمُ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ (١٢٤-٣) قوله تعالى عن هذا الإمداد: " وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به (١٢٦-٣) " يبين أن ذلك حصل فعلا. أي اطمأنت قلوب المؤمنين لأنها إرادة الله. وبالتالي هذا الإمداد كان يوم بدر والآية تتمة لما قبلها. أما يوم أحد فلم تكن قلوبهم مطمئنة ولم يكن فيها إمداد بالملائكة بل فر المسلمون من ساحة القتال. وقيل أن الحوار هنا بين النبي والمسلمين في ما يخص الإمداد كان سببه إمداد كرز بن جابر المحاربي للمشركين يوم بدر. فطمأن النبي أصحابه بهذا المدد الإلهي.

أذلة: أذلة بقلة العدد والسلاح. فاتقوا الله لعلكم تشكرون: أي فاتقوا الله بالطاعة له لعلكم تشكرونه على ثواب تقواكم هذا ونعمه مثل انتصاركم ببدر بنصره. والآية عامة: من يتق الله يشكر الله. ومن لا يتقه لا يشكره. منزلين: أي منزلين إلى ميدان المعركة.

بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوَّمِينَ (١٢٥-٣) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (١٢٦-٣) لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ (١٢٧-٣)

بلى إن تصبروا وتتقوا...: هذا من تتمة قول الرسول يؤكد لأصحابه أن ذلك العدد من الملائكة كاف. ورغم ذلك سيمدهم الله أكثر من ذلك إن هم صبروا.... إن تصبروا وتتقوا: أي إن بقيتم صامدين أمام العدو ولا تفرون خوفا من عقاب الله. ويأتوكم من فورهم هذا: والفور في القرآن يعني الغليان. فقال النبي للمؤمنين: إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم المشركون من غليانهم هذا الذي ترونه ... وهذا خبر عما كان عليه المشركون في تلك اللحظة يشير إليه النبي . أي وصل المشركون إلى قمة قوتهم وجهدهم وحقدهم. مسومين: أي عليهم علامة تظهر لكم لتشجعكم. العزيز: هو الغالب بيده العزة والغلبة. الحكيم: الحكيم ينصر من يشاء تبعا لحكمته. ليقطع طرفا: أي ليهلك طائفة أو جزءا. يكبتهم: أي يحزنهم بالهزيمة.

إن إمداد الله بالملائكة لم يكن إلا أثناء القتال وليس قبلا. أي على المسلمين أولا مع قلتهم أن يواجهوا المشركين ويدخلوا المعركة وحدهم. ثم إن هم صبروا على ذلك أمدهم بجنوده. فاستغاثوا في أول المعركة فأمدهم بألف من الملائكة يردف بعضهم بعضا. وهؤلاء لم يكونوا مسومين. أي لم يعرفهم أحد. لكن أحس المؤمنون بشيء ما ينصرهم. ولما حمي الوطيس وتوقفت المعركة قليلا وعدهم الله إن هاجمهم المشركون بأن يمدهم بخمسة آلاف من الملائكة منزلين ومسومين بدل الثلاثة آلاف المنزلين ودون علامة رغم أن هذا العدد الأدنى كان كافيا. وبالتالي أمد الله المؤمنين في غزوة بدر أولا بألف من الملائكة شيئا فشيئا ثم " اختفوا " بتوقف المعركة مؤقتا ثم أمدهم لصبرهم وتقواهم بخمسة آلاف مسومين. وكان ظهور الملائكة في صور الناس فقط أثناء القتال. وكان من معجزات هذه الغزوة.

٥ص١ث٣- وأنزل عليهم الماء وأغشاهم النعاس أمنة منه: إِذْ يُغْشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ (١١-٨) أمنة منه: أي من الله تعالى. فناموا غير خائفين من أن يهاجمهم الكفار. وتلك من معجزات بدر. ليطهركم به: فكان تطهيرا للأجساد وللنفوس حيث أذهب عنهم رجز الشيطان: أي وساوسه وتخويفه. وليربط على قلوبكم: أي ليقويها ويثبتها بالصبر. ويثبت به الأقدام: أي يثبتها لتبقوا واقفين صامدين في القتال. به: أي بذلك. وهو الربط على القلوب الذي هو نتيجة كل ما سبق ذكره: النعاس والماء وذهاب وساوس الشيطان.

٥ص١ث٤- وأوحى الله إلى الملائكة ليثبتوا المؤمنين: إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ (١٢-٨) فثبتوا الذين آمنوا: أي ثبتوهم بمساعدتهم في ضرب الكافرين. فكيفما ضرب المسلم كانت ضربته هادفة لأن الملائكة كانوا يضربون معه.

بضرب رقاب المشركين: فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ (١٢-٨) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (١٣-٨) ذَلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ (١٤-٨) فوق الأعناق: أي الرقاب كما جاء في آية أخرى. فالرقبة تعلو العنق من الوراء. بنان: أي أطراف اليدين والرجلين. أي أمر الله الملائكة بضرب الرقاب والأطراف. شاقوا: خالفوا. ذلكم: أي العذاب في بدر. فذوقوه: فذوقوه يا كفار قريش. وأن للكافرين عذاب النار: أي من قتل أو مات كافرا فمصيره النار.

٥ص١ث٥- لذلك قال الله للنبي وللمؤمنين: فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (١٧-٨) ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوَهِّنٌ كَيْدَ الْكَافِرِينَ (١٨-٨) ولكن الله قتلهم: هذه الآية تؤكد أيضا أن الملائكة كانت تقاتل مع المؤمنين في بدر كما رأينا في الفقرة السابقة. فما من كافر ضربه المؤمن وإن كانت ضربة ضعيفة غير قاتلة إلا وكان الملك هو قاتله. إضافة إلى الرعب الذي ألقاه الله في قلوب هؤلاء الكفار. كانوا يرون المسلمين ضعفهم في العدد. وما رميت إذ رميت: قيل رمى حفنة من تراب وحصى فدخلا أعين الكفار بإذن الله. بلاء حسنا: أي ابتلاء خفيفا لأن المؤمنين كانوا مؤيدين فهزموا الكفار بسهولة. عاقبة هذا البلاء الحسن الجنة. سميع عليم: سميع لاستغاثتهم ودعائهم عليم بأحوالهم في المعركة. ذلكم: أي ما ذكر من البلاء الحسن هو لكم أيها المؤمنون. موهن: مضعف.

٥ص١ث٦- قضية الأسرى: فقرة ٥ص٩أ

٥ص١ث٧- ملاحظة : سُمي يوم بدر بيوم الفرقان: فقرة ٥ص١٠ت


     





تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة