● وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ ( ٢٠-٤٦ )
طبيعة الكافرين ٦٢-١٠خ-١٢ح . جهنم ١١٥-ب٥ت
أذهبتم طيباتكم: أي ما يطيب لكم أو ما تشتهون قد تمتعتم به في الدنيا ولن تلقوه اليوم هنا بسبب كفركم وأعمالكم. الهون : هو الهوان والذل والخزي. تفسقون: أي تخرجون عن إطاعة الله.
● وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ( ٢١-٤٦ )
هود ١٤-١ب-٦أ . يوم الحساب ١١٤-١٣ش٢
أخا عاد: أي في النسب أو أنه من قومهم. وهو هنا هود عليه السلام. أنذر قومه: أي خوفهم من عقاب الله. بالأحقاف: رمال مستطيلة مشرفة كهيئة الجبال. وقيل واد باليمن. وكان هذا الإنذار بالأحقاف آخر إنذار قبل العقاب. خلت : مضت وانتهت. النذر: هي الرسل التي تنذر أقوامها وتخوفهم من عقاب الله. من بين يديه ومن خلفه: أي قبل إنذار قومه بالأحقاف قد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه. أي أنذرتهم رسل أخرى قبل بعثته ورسل أخرى في زمانه أيضا قبل إنذاراته الأولى وبعدها. أما بالأحقاف فكان آخر إنذار قبل نزول العقاب المدمر كما في تتمة الآيات: " فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم ...". وهذه الآية تبين أن قوم هود أتتهم فعلا رسل غيره في زمانه وأيضا قبله. ويتبين من ذلك أن الله أمهل كثيرا هؤلاء القوم قبل تنزيل عقابه.
● قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آلِهَتِنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنْ الصَّادِقِينَ ( ٢٢-٤٦ ) قَالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَأُبَلِّغُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ ( ٢٣-٤٦ )
( ٢٢-٤٦ ) هود ١٤-٧ت . ( ٢٣-٤٦ ) هود ١٤-٧ث . العليم ١ ( ٣٩ ) ٢أ
فضل هؤلاء القوم دين آبائهم واستعجلوا العذاب. لتأفكنا: لتصرفنا بالإفك أي بكذبك. إنما العلم عند الله: أي وقت مجيء العذاب في علم الله. تجهلون: تجهلون خطورة ما تستعجلون.
● فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ( ٢٤-٤٦ ) تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا تَرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ ( ٢٥-٤٦ )
( ٢٤-٤٦ ) هود ١٤-٨ب . اعتقادات الكافرين ٦٠-١٨خ . مشيئة الله ١ ( ٣٤ ) ٤٧ . ( ٢٥-٤٦ ) هود ١٤-٨ب-٨ج . مشيئة الله ١ ( ٣٤ ) ٤٧
فأقبل عليهم سحاب كثيف. رأوه: الضمير عائد إلى العذاب الذي وعدوا به. عارضا: وهو سحاب هنا. وسمي كذلك لأنه كان يبدو في عرض السماء أو عرض في الأفق. فأصبحوا: فصاروا. إلا مساكنهم: أي ما بقي من مساكنهم. أما هم فدمروا كباقي أشيائهم. المجرمين: هم هنا الطاغون في المعتقد والأعمال.
● وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ( ٢٦-٤٦ )
هود ١٤-٨ر . العرب في مرحلة الوحي ٥٩-٣ذ
ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه: أي إن مكناكم في شيء فقد مكناهم فيه. والعكس غير صحيح. أي هذه الآية لا تعني أنهم كانوا مثلهم في الإمكانيات بل كان قوم عاد أقوى وأغنى. وآيات أخرى تبين أن الله مكن للأقوام السالفة ما لم يمكن لعرب قريش. وجعلنا لهم سمعا وأبصارا وأفئدة: أي كانوا مستبصرين كما جاء في آية أخرى. أي ذوي بصيرة يعون ما يسمعون وما يبصرون. فما أغنى عنهم ...: ما دفع عنهم من عذاب الله من شيء. وحاق بهم : وأحاط بهم. ما كانوا به يستهزئون: أي عذاب الله.
● وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرَى وَصَرَّفْنَا الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ( ٢٧-٤٦ ) فَلَوْلَا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ قُرْبَانًا آلِهَةً بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ وَمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ( ٢٨-٤٦ )
( ٢٧-٤٦ ) آيات الله ٤٢-٢ت-٢٩ . الناس ٥٠-٤٢ . العرب في مرحلة الوحي ٥٩-١٣ث٥ب . الله يخاطب الكافرين ٦٥-١٨ت-١٨ث . العقاب في الحياة الدنيا ١٠٧-٢١ص . ( ٢٨-٤٦ ) العقاب في الحياة الدنيا ١٠٧-٢١ص
ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى : أي كقرى عاد وثمود وقوم لوط. وصرفنا الآيات: أي كررناها بأساليب مختلفة. لعلهم يرجعون: أي لعل أهل تلك القرى يرجعون إلى توحيد الله ودينه لكنهم أعرضوا فدمروا. فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله قربانا آلهة: أي فلولا نصرهم الذين اتخذهم المشركون آلهة ليقربوهم إلى الله. بل ضلوا عنهم: أي غابوا عن قلوبهم ولم يستنجدوا بهم في ذلك الحين لأنهم ليسوا بحق. فالناس في وقت الموت لا يدعون إلا الله. وذلك إفكهم: أي اتخاذهم الأصنام آلهة لتقربهم إلى الله. إفكهم: كذبهم.
● وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ ( ٢٩-٤٦ )
الجن ٤٩-٢٥ت-٣٣ب١-٣٣ب٣
صرفنا ...: أملنا ووجهنا نحوك وبعثنا. إليك: قيل أن النبي ﷺ حينها كان يصلي ببطن نخل بين مكة والطائف. نفرا: النفر: جماعة من ثلاثة إلى عشرة. حضروه: أي حضروا لسماع القرآن. قضي: أي انتهت قراءته. ولوا: رجعوا. منذرين: أي مخوفين قومهم من العذاب إن لم يؤمنوا. ويبدو أن ليس في الجن رسلا يتلقون الوحي من الملائكة بل فقط منذرون. أي يأخذون العلم من رسل البشر ثم ينذرون قومهم . فكان محمد ﷺ رسولا إليهم أيضا. ذلك لأن الله يصطفي الرسل من الملائكة والناس فقط والله أعلم .
● قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ ( ٣٠-٤٦ )
الجن ٤٩-٣٣ب٣ . التوراة ٦-١٢ب
كتابا أنزل من بعد موسى: أي أنزل كإمام. فلم ينزل كتاب أعظم من التوراة إلا القرآن. والكتب التي نزلت بينهما كانت تصدق التوراة وتبينها وتكملها وتنسخ بعضها. فأنبياء بني إسرائيل كانوا يتعلمون التوراة حتى وإن أوتوا كتابا جديدا كعيسى عليه السلام إذ قال الله له: " وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل " ( ١١٠-٥ ) . وكانت تلك الكتب تنزل لبني إسرائيل خاصة. أما محمد ﷺ فلم يتلق أمرا بتعلم ما نزل قبله بل نزل عليه القرآن مستقلا كاملا لا يحتاج إلى تلك الكتب لكن مصدقا لها ومهيمنا عليها. ونزل للناس كافة. وبالتالي نفهم أن موسى كان إماما لكل أنبياء بني إسرائيل بالتوراة التي أتى بها. لذلك ذكرت الجن موسى في سياق كلامهم. ثم بعث محمد ﷺ إماما لكل الناس وللأنبياء أيضا رغم أنه بعث بعدهم. مصدقا لما بين يديه: يصدق الكتب المتقدمة التي نزلت قبله والتي لا تزال حاضرة بين يديه كالتوراة والإنجيل . طر يق مستقيم: أي مستقيم إلى الجنة ورضوان الله.
● يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ( ٣١-٤٦ ) وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءُ أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ( ٣٢-٤٦ )
( ٣١-٤٦ ) محمد ﷺ ٣ ٩-٣١-٣٢ح٨ . الجن ٤٩-٣٣ب٣ . ( ٣٢-٤٦ ) محمد ﷺ ٣ ٩-٣٢ح٨ . الجن ٤٩-٣٣ب٣
يا قومنا ...: هذا من تتمة كلام النفر من الجن ودعوة قومهم إلى الإسلام والقرآن. داعي الله: هو محمد ﷺ . ويجركم: يحميكم ويقيكم. فليس بمعجز في الأرض: أي لن يقدر على الهرب من قضاء الله وقبضته. أولياء: أي أولياء يدفعون عنه عذاب الله. ضلال مبين: أي واضح. فلا طريق إلى الله إلا باتباع كلامه وهديه.
● أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ( ٣٣-٤٦ )
البعث ١١٣-٤ج٤ . قدرات الله ١ ( ١٦ ) ٨أ . الخالق ١ ( ١٩ ) ٠-١٣ . المحيي-المميت ١ ( ٢٥ ) ٧ . القدير ١ ( ١٥ ) ٣
ولم يعي بخلقهن: هذا رد على اليهود الذين زعموا دون علم أن الله استراح يوم السبت بعد خلق السماوات والأرض في ستة أيام. بل الستة أيام هذه هي ست مراحل طويلة وليست أيام أسبوعنا. بل بعد ذلك استوى سبحانه على العرش وخلق جنة الخلد التي عرضها السماوات والأرض ثم جهنم.
● وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ ( ٣٤-٤٦ )
جهنم ١١٥-ب٥ت- ب٤٠
فكما تعرض جهنم على أهلها ليعرفوها ويزداد حزنهم وجزعهم سيعرضون عليها أيضا لتتعرف عليهم.
● فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ ( ٣٥-٤٦ )
محمد ﷺ ٣ ٩-٣٠ش٢-٣٦ب ب٩ . الأمثال ٤٦-٤٧ . البعث ١١٣-٨ص٢أ . الرسل ١٠-١٠
أولوا العزم: ذووا الحزم والصبر. وهم الذين تعرضوا لأشد المحن كنوح وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام. وكان محمد ﷺ منهم. فخطاب الله له بهذا الشكل يقتضي ذلك. ولا تستعجل لهم: أي العذاب. كأنهم يوم يرون ما يوعدون ...: أي يوم يرون ما يوعدون كأنهم لم يلبثوا في الدنيا إلا ساعة من نهار من شدة العذاب وبغتته. أي لا داعي للاستعجال لأن يوم يأتيهم العذاب سيرون أنه عجل إليهم بشكل فوري. هذه الآية عن إحساس الكفار عند نزول عذاب الدنيا عليهم. ويمكن أن يطبق بعضها عند عذاب الآخرة. بلاغ: أي ما يوعدون هو بلاغ من الله سيتحقق. فلا تستعجل لهم. فهل يهلك إلا القوم الفاسقون: أي ألا يهلك إلا الفاسقون؟ أليس من المنطق ألا يهلك إلا هم ؟ والهلاك هنا هو الموت بعقاب الله. الفاسقون: هم الخارجون عن إطاعة الله. وهم هنا المشركون.
*****
إرسال تعليق