(6/7)
٢٤- موت عيسى بعد نزوله ← أنظر تفسير ذلك في فصل الموت ١١٠-٢٤
أ- إنه لم يُقتل ولم يُصلب: وَقَوْلِهِمُ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (١٥٧-٤) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (١٥٨-٤).
وقولهم: أي بنو إسرائيل. فقد طبع الله على قلوبهم بقولهم أيضا إنا قتلنا المسيح ... رسول الله: هذا من باب التهكم لأنهم كانوا لا يؤمنون به كرسول. أو لقبوه بذلك فقط ليعرف من بين الناس. أي قتلنا هذا الذي يقال عنه رسول الله. شبه لهم: أي قتلوا شخصا يشبهه. قيل ألقي عليه شبه عيسى. الذين اختلفوا فيه: أي الذين اختلفت معتقداتهم وأقوالهم مع حقيقة عيسى وهم الذين كفروا. لفي شك منه: أي من أمره وحقيقته وحقيقة قتله. فليس لهم من ذلك إلا الظن دون حجج وبراهين. وما قتلوه يقينا: أي الذين صلبوا شبهه لم يكونوا متيقنين بأن المصلوب هو عيسى. رفعه الله إليه: أي إلى الجهة التي فيها عرش الله. فرفع إلى السماء الثانية. فالرفع والمعراج إلى الله يعني الاقتراب إليه فقط. عزيزا حكيما: من حكمته تعالى أن صلبوا شبه عيسى. ومن عزته أنهم لم يقدروا أن يقتلوه بل رفعه إليه بعيدا عنهم. فهو الغالب على كل شيء.
ب- وأخبره الله برفعه إليه: وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (٥٤-٣) إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا (٥٥-٣) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ (١٥٨-٤) ومكروا: أي كفار بني إسرائيل الذين أحس عيسى منهم الكفر مكروا ضده ليقتلوه. ومكر الله: من مكره أن جعلهم يقتلون فقط شبه عيسى. إذ قال الله يا عيسى ...: " إذ " هذا تفصيل لمكر الله المذكور في الآية السابقة. متوفيك: أي كما أتوفى النائم فأقبض نفسه. وستستيقظ في السماء الثانية. ورافعك إلي: أي إلى السماء الثانية ( فقد رآه ﷺ هناك. والرفع إلى الله يعني إلى اتجاهه ). ومطهرك من الذين كفروا: أي من أقوال المشركين الذين يتخذونه إلها أو ثالث ثلاثة. وجاء هذا التطهير في القرآن. وقيل التطهير كان بإبعاده عن الكفار برفعه.
ت- وسيذكره بذلك: وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (١١٠-٥) كففت بني إسرائيل عنك ...: أي صرفتهم عنك حين هموا بقتلك متهمينك بالسحر لما جئتهم بالمعجزات. سحر مبين: أي بين واضح بأنه سحر.
٢٥- نزول عيسى عليه السلام
وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا ... (٦١-٤٣) وإنه لعلم للساعة: أي نزول عيسى من علاماتها. وسيقتل المسيح الدجال. وببركة دعائه سيهلك الله يأجوج ومأجوج. وسينشر الإسلام والعدل في عهده في ذلك الزمان. فلا تمترن بها: أي لا تشكوا فيها أو لا تجعلوها مصدر شككم فهي آتية حقا.
ويومئذ لن يبقى فوق الأرض من أهل الكتاب إلا الذين آمنوا به:← فصل أهل الكتاب ٥٤-٦ت (١٥٩-٤)
ثم بعد ذلك سيموت:← فصل الموت ١١٠-٢٤
إرسال تعليق